الاثنين، 10 مارس 2014

خطة نابليون : المسلم " الأوزي " والطموح الامبراطوري

حين ترى القتل يطارد كل من يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله في بورما وافريقيا الوسطى ومصر وغزة وسوريا والعراق وافغانستان ومن قبلهم في البوسنة والشيشان والجزائر ربما من الضروري ان تسأل ، لماذا نحن ؟
وحذار الا تسأل نفسك هذا السؤال لان الدور سيصيبك بالضرورة فالأمم توشك ان تتداعى علينا كما تتداعى الاكلة الى قصعتها ونحن كُثر .

والذي لا يغضب ويثور لقتل مسلم ليس بمسلم وفق تعريف النبي الواضح والصريح للمسلم في الحديث الشريف الذي يقول :
 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا" وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، "بِحَسْبِ امْرِئٍ مِن الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ "  

ولان القاتل اراد لنا ان ننسى ، فغالبية المسلمين يعتقدون ان الأخر ينسى هو الآخر ، والواقع انه يذكر جيدا كما تنبئنا زلات لسانه ، ودعونا نعود قبل 560 عاما حين ادمى القائد الفذ محمد الفاتح قلب اوروبا المتعجرفه على تحفتها المعمارية " آيا صوفيا " التي كانت اضخم كاتدرائية مسيحية ضربوا من اجل تشييدها اكباد الفن المعماري والروعة الهندسية لتكون درة الامبراطورية البيزنطية تاج العالم المسيحي ، فتحولت الى مسجد يرفع فيه الآذان شهادة بوحدانية الخالق وتتزين جدرانه باسماء محمد وخلفائه .


واذا عدنا مره أخرى لما هو ابعد ، اذا عدنا لاكثر من 1300 عام نجد ان العالم المسيحي قد ارتعد بنزولنا ارض الاندلس وقد ركب بن زياد البحر ليحفر في التاريخ والجغرافيا اسمه ضمن اشهر الفاتحين .

ايضا كان للمسيحيين كرات علينا ، بدأت اولاهما منذ الف عام الا قليل بالحملة الصليبية الأولى عام 1096 م بينما كنا لا نزال في الاندلس بيد ان مصر رمانه ميزان الاسلام كانت تئن تحت حكم الفسده العبيديين من ادعوا النسب الى فاطمة مستغلين المأساه الاولى التي احدثها معاوية بطمعه وتأثيرها على وجدان المسلمين وخاصة بعد مأساه كربلاء التي اعقبتها في حكم ابنه يزيد .

 كروا علينا باقتلاعنا من الاندلس وقد دس طبيب يهودي السم لمحمد الفاتح وهو في طريقة لانقاذها كما هو واجب كل قائد مسلم .

 ثم حين بدأت البرتغال التحرش بالدولة المملوكية في مصر عام 1503 وقد سيطروا تماما على الاندلس واخرجونا منها .

ولان التاريخ في مصر كتبه العسكر بما يخدم وجودهم على رأس البلاد والعباد ، لا يعلم الكثيرون ان خضوع مصر للخلافة التي قامت في الاستانه منح المصريين الامن ضد هجمات الغرب الصليبي منذ ذلك التاريخ وحتى قدوم نابليون في نهايات القرن الثامن عشر ، اي اننا استمتعنا بالأمن لما يقرب الثلاثمائة عام الا قليل وقد كف المسيحيون عنا لقيام خلافة قوية في الاستانه ، بل اننا زلزلنا اوروبا بوصولنا الى بلغاريا ويوجسلافيا بدعوتنا الى التوحيد ومكارم الاخلاق وضرورة ضمان الحريات والكرامة الانسانية .
ولكن الغازي الصليبي بونابرت غير الشكل التقليدي للحملات الصليبية وصار من بعده خلفائه على نهجه وصولا الى تشاك هيجل وتابعه السيسي ، فبونابرت اظهر احترامه للاسلام وربما ابدى اعتناقه ، وزعم انه جاء لتنقيه العقيده من ظلم الحكام المماليك والعثمانيين - كما يدعي السيسي الآن انها ليست حربا على الاسلام بل هو يعمل لتحريره من ارهاب الاخوان بينما لا يتورع في الهجوم على المصلين في المساجد ودوما في الركعة الثانية - .

ولاعتماد خطه نابليون الجديدة عمل المسيحيون في الخارج والداخل عبر آله خداع جباره على انتاج مسلم جديد " اوزي " مسلم يفهم من الاسلام قشرته الخارجية وان حاورته اتهمك على الفور بانك تكفيري ، مسلم لا يفهم ان محمد قد ارسل ليبني دوله يعبد فيها الله لا شريك له ويكرم فيها الانسان الذي ولد ليحيي حر لا يهان في بدنه او ماله او عرضه - كما تفعل شرطه العسكر في مصر رغم زعم كبيرهم بان هذا الادعاء يصيبه بالاكتئاب والالم النفسي ويجرح مشاعره – دولة تقاوم من زعموا ان الله ارسل ابنه ليصلب مهانا مكشوف الاعضاء التناسلية لتكفير خطيئة آدم بجريمة صلب بشعه ضد الانسانية تقام على يد ابناء آدم !! ، دولة تدفع ايضا عن العالم شرور اليهود الذين يقولون عن انفسهم :  (( نحن اليهود لسنا إلا سادة العالم ومفسديه ومحركي الفتن وجلاديه ))  .

جاء الاسلام مختلفا عن ما جاء به موسى وعيسى فقط في آليات بناء الدولة الواحدة – الامبراطورية – والمسيحيون يفهمون ذلك جيدا ، كما يفهمون ان القتال تحت راية الصليب يثير حميه المسلمين فيزيدوا خسائرهم ، لذا تجدهم يسارعون باعتبار ما قاله بوش الابن زله لسان حين بشر بصليبية جديدة حين غزا افغانستان والعراق ، ينكرون ويهرعون بالعوده الى الخطه التي بدأها نابليون ، الحرب الناعمة ، التي يلتهموننا فيها قطعة وراء قطعه ، وبمساعدة فرسان المعبد الجدد في رداء عربي اماراتي وسعودي ، وسنظل نقتل هنا وهناك حتى يفهم المسلم " الاوزي " انه لا نجاه لنا الا في الحل الامبراطوري ، لا نجاة الا بالاتحاد معتصمين بحبل الله جميعا غير متفرقين لانشاء دولة واحدة كبيرة تحمينا ، لا نجاة الا بعودة الخلافة بنموذج فيدرالي كما كانت في عهده اجدادنا الاولين ، ليفهم الآن المسلم الأوزي هذا قبل ان يأتي دوره في القتل ، فلا نجاة لاحد ، فحسرتهم على ايا صوفيا مازالت تمرر حلوق اتباع الصليب ومن خلفهم سادتهم اليهود .