السبت، 8 فبراير 2014

الليلة نحكي .. امريكا ورثتنا وعبد الناصر كان مجرد عميل

الحرية لمصر
لا أحد يتوقع ان تشاك هيجل وزير الدفاع الاميركي في مكالماته المتواصله مع السيسي يشرح ويستفيض في وصف اعجابه وولعه بالراقصة سما المصري وقدرتها على الابتذال دون حياء تحت حكم السيسي الذي وفر لها الدعم والغطاء والحماية بينما يمنع نظامه مقالات بلال فضل ، كما ان احدا ايضا لا يتوقع ان السيسي هو من يعطي التعليمات والأوامر في هذه المكالمات المطولة .
 للأمر قصة طويلة بطعم الغدر المُر والخيانة والانقلابات ، حتى نفهما يجب ان ندرك اولا ان العلاقات بين الدول تماما كالعلاقات بين سائر البشر لا تخلو من وصال وهجر ، فتور وحميمية ، قرب وبعد ، اما العلاقات مع الدول العظمى فهي اشبه بالعلاقات الزوجية ، حيث يحسب الطرفان جيدا تبعات الطلاق وفاتورة الزواج .
وابدأ سرد هذه القصة بسؤال ، هل كانت اسرائيل تستطيع العيش وعلى حدودها الغربية المملكة المصرية الممتدة من منابع النيل جنوبا حتى البحر المتوسط شمالا ؟
أم كان يتحتم على الغرب الراعي الرسمي لاسرائيل تفتيت هذه المملكة الهائلة الثروات كما فتت سائر الأمة من قبل ومستمر في الفتيت الى اليوم والغد .
تذكر دائرة المعارف السوفيتية أن حركة عبدالناصر هي 
حركة قامت بها مجموعة من الضباط مرتبطة مباشرة بالمخابرات الأمريكية !!
والمتابع لسياسات امريكا بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية يُدرك كيف تأنت امريكا كثيرا قبل الدخول في هذه الحرب حتى ضمنت ان تخرج منها المنتصر الوحيد بعد ان تمسي الامبراطورية البريطانية منهكة القوى تماما فينحسر نفوذها حول العالم ، وبالتالي يمكن الحصول على تركة الأسد العجوز وهذا ما حدث ، و لا عجب ان ترى امريكا عملت على وقف العدوان الثلاثي على مصر لانها قررت ان تلعب اللعبة على طريقتها التي لم يعد لاوروبا فيها مكان لسيطرة أو نفوذ ، بل فقط طاعة وتبعيه .
        يذكر خالد محي الدين وهو من الضباط الأحرار في مذكراته " والآن أتكلم " أن علاقة الضباط الأحرار بالسفارة الأمريكية قبل قيام الإنقلاب كانت علاقة وثيقه ، وأنه كان هناك تنسيقا مستمرا بينهم .
و يفهم الملك فاروق هذا الامر من سلوك السفير الاميركي معه بمجرد تحرك الجيش في 23 يوليو فيسارع بالتنازل عن العرش ومغادرة البلاد .
ويذكر يوسف صديق - وهو من الضباط الأحرار كما أنه هو الذي اقتحم رئاسة الأركان  ليلة الإنقلاب واعتقل قادة الجيش فهو الذي انجح الإنقلاب بحركته الاستباقية -  يذكر في شهادته لاحمد حمروش الذي جمع شهادات ضباط الإنقلاب أن عبدالناصر وعبدالحكيم طالما حذراه في أول الثورة من غضب السفارة الأمريكية عندما كان يهاجم الاستعمار الانجلوامريكي وقالوا له اقصر هجومك على الانجليز فقط ! ثم اعتقله عبد الناصر بعد ذلك سنين طوال وهو الذي لولاه لما نجحت الثورة باعتراف جميع ضباط الانقلاب .
لا عجب ايضا فهذه عادة عسكر مصر الاشاوس المغاويير مع انصارهم قبل اعدائهم اذا خالفوهم .

ويذكر كيرمت روزفلت في كتابه " الحكومة الخفية " كيف انجح إنقلاب عبد الناصر وهو ضابط الإرتباط بين عبدالناصر والمخابرات الأمريكية كما عمل هو ايضا الإنقلاب في ايران وعزل حكومة مصدق المنتخبه وعمل إنقلاب حسني الزعيم في سوريا سنة ١٩٤٩ ! ذلك كله كان فقط لتمهيد لارض حول صنيعتهم وأميرتهم اسرائيل .
و يذكر ايضا الكاتب محمد جلال كشك كثيرا من الأدلة حول الإنقلاب الأمريكي في مصر في  كتابه " كلمتي للمغفلين " .
كما أن ابراهيم البغدادي - وهو غير عبداللطيف البغدادي - وكلاهما من الضباط الأحرار يقول أنه في أول قيام الثورة كانت
المخابرات الامريكية تعمل لهم دورات في العمل المخابراتي وحكم الدولة - ذكر ذلك في شهادته على الثورة في كتاب احمد حمروش - وهو من الضباط الاحرار في كتابه " شهود ثورة يوليو " !، وأكد هذه العلاقة أيضاً الجاسوس الامريكي الشهير مايلز كوبلاند في كتابه " لعبة الامم " ،

والتاريخ يحكي كيف هددت امريكا بريطانيا بعدم التدخل لقمع حركة الجيش  كما حذروا جمال من شرب اي عصير في السفارة البريطانية بعد نجاح الانقلاب خوف تسميمة ! ، كما ذكر تلك العلاقة ايضا حسن التهامي - وهو من الضباط الاحرار في مقابلاته العديدة مع جريدة " الانباء " الكويتية وكيف رتبت المخابرات الامريكية عملية تمثيلية اغتياله في "المنشية " التي إتهم فيها الاخوان المسلمين ظلما لاتخاذ ذلك ذريعة لاعدام قادة الاخوان وسجن أفراد  الجماعة سنة ١٩٥٤ .
كل هذه الشهادات تثبت بما لا يدع مجالا للشك دور اميركا في انقلاب 52 ، اما اهدافه فهي ما اتضح بعد ذلك ، وتتضح اكثر الآن !!!
فهكذا قررت امريكا باختصار بعد الحرب العالمية الثانية ، قررت ان تمارس اللعبة بطريقتها بعد ان ترث تركة بريطانيا المنهكة وحين فكر ايدن رئيس وزراء بريطانيا عام 56 استعادة المجد المسلوب في بورسعيد  انتهى سياسيا الى الابد في مزبلة التاريخ ، ولعل من ابرز نتائج هذا الميراث الاميركي تمزيق المملكة المصرية لانهاكها واضعافها ، وايضا تدمير الديمقراطية فيها ، فضلا عن استمرار تحريض العسكر ضد الاسلام والاسلاميين في مصر و كل الجموريات الاسلامية .
صحيح ان عبد الناصر اختلف لبعض الوقت ظاهريا مع شريكته اميركا ، الا ان خليفته السادات من اختاره بنفسه اعاد البلاد الى احضان العم سام الخانقه لقيمنا الاسلامية والعربية ، اما مبارك فقد مزج الاحضان بالقبلات الحاره وطمس من هويتنا اكثر من سابقيه .
واليوم ها انتم ترون السيسي وصنيعه ، فهل نسسلم .
لكم حرية التعليق

حسام الغمري 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق