الأحد، 11 مايو 2014

السعادة في لحس البيادة


السعادة في لحس البيادة
للمثقف ابن ماسر العسكر

النخبة المصرية - الموزكفين و الفنانين والاعلاميين – هم لعنة اللعنات ونكبة النكبات و كارثة الكوارث ، تخيل يا عزيزي لو ان الشاعر الكبير سيد حجاب قال حين عرض عليه كتابة اوبريت لتمجيد مبارك : كيف تطلبوا مني ان امدح طاغية تآمر على شعبه بأن شرعن الفساد بجملته المشهورة ( الفساد موجود في الدنيا كلها ) ولم يكتفي بذلك بل تآمر على الأمة كلها ، الم تلاحظوا انه في العام 89 طلب من السفير المصري في العراق بعدم تحفيز المصريين على الذهاب الى هناك وقد كان بالعراق اكثر من مليون مصري والسفر اليها بالبطاقة الشخصية ولو افترضنا ان كل مصري كان يعول خمسه افراد وكان تعداد السكان في مصر 40 مليون لعلمنا ان 12.5 % تقريبا من المصريين كانوا يقتاتون من خيرات العراق في الثمانينات ، ولم يكتفي بذلك ، بل سمح للامريكان في نفس العام باعمال توسعة قناة السويس حتى تسمح بعبور حاملات الطائرات العملاقة وكأنه كان يعلم ان فخا قد نصب للعراق في العام التالي سينتهي بتدميره ، والعجيب ان مبارك  كان يرتبط مع صدام بمجلس تعاون عربي ، لا ، لن ابيع قلمي ، لن اخالف ضميري ، وسحقا لاموال استوليتم عليها بدماء الابرياء ودموع الثكالى وتدمير الأمة .
تخيل عزيزي القاري لو ان كل المطربين رفضوا ايضا الاشتراك في هذا الاوبريت لنفس اسباب سيد حجاب المفترضه ، وشعر مبارك انه منبوذ من هذه الطبقه بسبب خياناته ، هل كانت نفس مبارك ستراوده ان يورث ابنه الحكم ؟ وكما يقول المثل الدارج ملخصا هذا كله : قالوا للفرعون آيش فرعنك قال مالاقيتش حد يلمني .
والامر له قصة قديمة بدأت كما بدأت كل الشرور مع انقلاب عبد الناصر ، وقد لا يعلم الكثيرون ان العندليب عبد الحليم حافظ قد مُنع من الغناء لستة اشهر بتعليمات من المشير عامر اكبر الداعمين لكوكب الشرق ام كلثوم التي غضبت من حليم بسبب عبارات تفوه بها على المسرح اعتبرتها اساءه لها ، حتى اضطر عبد الحليم الى نشر اعتذار رسمي لام كلثوم في كل الصحف حتى يعود ، اي هوان واي قهر لارادة الرجال !! هذه القصة وغيرها من القصص اصلت في المثقف المصري ميكانزمات السعادة في لحس البيادة ، فلا عجب ان تراهم الآن وبعد ذهاب غمتهم - والغمة التي اقصدها هنا هي نسمات الحرية التي هبت علينا لبعض الوقت منذ 25 يناير حتى انقلاب يوليو - يتبارون في الانبطاح امام فرعونهم الجديد ، تراهم يمجدونه مهما تلفظ من تفاهات ، مهما اصدر من عجيب القرارات ، حتى الصمت الرهيب يا مؤمن جعلوه يحمل معاني الذكاء والعبقرية ، هؤلاء ان ذهب فرعونهم سيفقدون المهاره الوحيدة التي لديهم وهي تزيين الباطل و تزييف الحقائق وتمكين الفرعون وتمجيده ، والكذب ثم الكذب ثم الكذب وقد فقدوا ادنى درجات الحياء وهو شعبه من شعب الايمان ، والا خبروني بالله عليكم ، كيف استطاع مراسل تليفزيون ان يواجه جمهوره قائلا : حين نفيت خبر تفجير قسم الشرطة قبل نصف ساعة لم يكن قد حدث ، ولكن ها هو التفجير قد حدث الآن ( مراسل روحاني حضرتك ) .
وبعد هذا وغيره يخرج علينا المثقف الكبير متسائلا في سماحة الثعابين عن دماء شهداء الشرطة ، ويتبارى في تكرار السيناريو الامنى المعد سلفا وترديده على مسامعنا حتى يصبح الياذة الحقيقة الأكيده ، ليس ذنبي يا سادة اني لا اصدقكم ، ليس ذنبي يا سادة اني اراكم جرزان ترقص في حقل مأفون مخضب بالدماء الذكية من الشعب والشرطة والجيش والقاتل واحد ، نعم القاتل واحد لا يخجل من القول بأن دولته دولة دينية خاصة باليهود ، لا يخجل من تعريف حدود دولته التي وعد بها في كتابه حيث تقول التوراة في سفر التكوين :
 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَقَدَ اللهُ مِيثَاقاً مَعْ أَبْرَامَ قَائِلاً : " سَأُعْطِي نَسْلَكَ هَذِهِ الأَرْضَ مِنْ وَادِي الْعَرِيشِ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ، نَهْرِ الْفُرَات " القاتل واحد وان اختلفت الوجوه .
والآن ، هل علمتم لماذا لا يخاف قاتلنا من ذكر حقيقة اهدافه ، فقط لانكم موجودون ايها المنافقين ، والآن ، هل فهمتم سبب ما يحدث في سيناء حتى العريش ام ان الوعد في سفر التكوين لا يثير غيرتكم على ارضكم التي سيرثها عباد الله الصالحين ، هل فهمتم ما يحدث في المثلث السني في الانبار والتي جاء اليكم منها سفير شيطانكم الأكبر ، هل فهمتم ما يحدث في سوريا .
اقسم انكم تفهمون ، ولكنكم وجدتم السعادة فقط في لحس البيادة وهذا يناسبكم تماما ، اما انا ، فانا على يقين ان موتي سيكون يوما بسبب كلماتي ، وهذا سيكون – باذن الله – هو اسعد ايام حياتي ، وعند الله يجتمع الخصوم  .
واختم من أمل دنقل الشاعر الرائع الذي قال :

اتقنن الغلط
واتكفنت حقايق
في لمضة النيون
وزهوة اليفط
وسمنت القطط
وصبحت النبالة هبالة او عبط ، هبالة أو عبط


حسام الغمري 

الأربعاء، 7 مايو 2014

جنرال سيسي ... طير انت



حين تتابع لقاء تليفزيونيا لقائد عام الجيش الذي اطاح بأول رئيس مصري منتخب ، وتعهد بالقضاء على اكبر فصيل سياسي ديني ليس في مصر وحدها ولكن في العالم كله ، والذي يتعهد ايضا ليس فقط بتغيير الخطاب الديني بل بتغيير وجه الحياة في ارض مصر المنحوسة ، حين تتابعه وهو يتهيأ لاعتلاء سدة الحكم رسميا ويكون السؤال الذي يُلح على خاطرك اثناء اللقاء هو : هل اتم السيسي فترة الرضاعة ؟
حتما يكون في الأمر خطأ رهيب .
فكرت طويلا ان الخطأ خطأي انا وليس خطأ الرجل ، كيف يستسلم خيالي لهذا السؤال الفضولي الخاص بفترة رضاعة السيسي ، انا رجل شرير دون شك – هكذا قلت لنفسي – وما علاقة فترة الرضاعة ببرنامجه الانتخابي  واطلالته يخاطب ناخبيه ، هل لأن ابرز ما لدى السيسي هو انه كلما شعر ببلل سياسي قد يحبط احلامه الأوميجا ( وقد اعترف الرجل بصدق التسريبات ) نراه يُسارع باللجوء الى المرأة المصرية كي تهرع لنجدته مصطحبة زوجها وابناءها لانها صاحبة اليد الطولى في الأسرة المصرية كما يكرر دائما ، وليس هذا فقط ، بل تتغير ملامح وجهه لتصبح اكثر رومانسية وشاعرية وكأنني اتابع الممثل توفيق الدقن وهو ينظر الى الممثلة برلنتي عبد الحميد في فيلم ( سر طاقية الاخفاء ) كما تتحول نبرة صوته الى الرقه والحنان وكأني اتابع الممثل ابراهيم سعفان وهو يوجه حواره الى الممثلة نوال ابو الفتوح في مسرحية ( الاستاذ مزيكا ) ، هل هذا هو السبب الذي جعلني افكر ان كان قد اتم فترة رضاعته ؟ ام ان السبب هو فساد خيالي التطفلي الفضولي المريض ؟
ساعات طويلة قضيتها ألوم نفسي مبكتا اياها ، حتى تذكرت مؤتمر ( الكفته ) الشهير ، ورأيي الذي اعلنته على قناة الجزيرة مباشر مصر تعليقا عليه حيث قلت بوضوح : العسكر كانوا يعتقدون ان هذا المؤتمر سيرفع من شعبيتهم فاصبحوا اضحوكة العالمين وهذا يضعنا امام تساؤل مُلح حول القدرات العقلية للجنرال السيسي  ، فما اصعب ان يسيء المرء الى نفسه من حيث كان يعقد انه يُكرمها ويرفع من شأنها .
هذا الخاطر جعلني ارفق بنفسي قليلا ، قد يكون الذنب ذنب السيسي وليس شرا كامنا في نفسي الأمارة بالسوء ، فقررت ان اشاهد اللقاء مرة أخرى فوجدت ان السيسي يعترف ببراءه يُحسد عليها انه قابل شخصية امريكية مرموقه في مارس 2013 واخبرها ان مرسي قد انتهى ، فتساءلت في نفسي ، هل قيام وزير دفاع بهذا لا يُعد تخابرا ؟ لا يُعد افشاء لاسرار عسكرية ؟ حيث ان مرسي كان القائد الأعلى للقوات المسلحة ، والغريب ان السيسي نفسه خرج في شهر ابريل من العام الماضي ليطلب من الشعب الوقوف امام صناديق الانتخاب بدلا من استدعاء الجيش لان الجيش نار لا تلعبوا بيه ولا تلعبوا معاه كما أكد ، انت كنت بتشتغلنا أأسيسي – هكذا تساءلت في نفسي - .
لم تنتهي المفاجآت عند ذلك الحد ، بل حين سُئل عن صفقة السلاح الروسي حيث ملاءت اذرعته الاعلامية الفضاء المصري طنينا حول الصفعة التي وجهها السيسي للبعبع الاميركي  بتحوله الى السلاح الروسي ، قال السيسي ببراءه وخجل ( كميل امه يا ناس ) : سلاح ايه ؟
لست متيقنا ان الاعلامية لميس قد شعرت ببلل اثناء اجابته هذه ام ان امثالها لا يشعرون ، ولكن ، هل لهذه الدرجة مشاعر المواطن السيساوي البسيط الذي صدقكم وبات يحلم بعبد الناصر الجديد مُحطم اسرائيل بالسلاح الروسي والذي تعهد بتدمير اسرائيل ومن وراء اسرائيل ( امريكا يعني ) ، هل مشاعر المواطن السيساوي لا تعني شيئا لديكم ، هل شعوره بأنه – حمار لامؤاخذه – لانه صدقكم لا يعني الكثير لديكم .
ثم تجاوزت هذه النقطة ، وتجاوزت ايضا اعترافه بصحة التسريبات وهو رجل الأمن الأول في مصر ومسئول المخابرات العسكرية السابق قائد الحرب على الارهاب ، وتجاوزت غضبه ووعيده حين ذكر ابراهيم عيسى 8كلمة عسكر ، وتجاوزت خطته الاقتصادية المبدعه المعتمده على ( اللنضه الموفرة ) وبالمناسبة أود ان اوضح لسيادته ان عموم المصريين يستعملونها بالفعل ، تجاوزت كل هذا ولكن الشيء الذي لم استطع تجاوزه حين قال : الجيش حساس مبيحبش حد يفتش وراه !!!!
نعم يا كابتن ، الجيش ايه يابا .. حساس ، والحساسية دي تسليح روسي وللا اميركي ( ألش رخيص ) طب الحساسية دي بياخدولها مرهم وللا دواء كحه ( ألش أرخص ) ، طب الحساسية دي عاديه يعني وللا لابسه مموه ( ألش أرخص وأرخص ) ، ايه حكاية الجيش حساس دي ، يعني نظام يا إما كده يا شعب يا إما موش لاعب وللا ايه ؟ ودوروا على حد يقف في الشمس على الحدود ؟؟؟ هيه بقت كده !!!!
و هنا تأكدت اني لست انسانا شريرا ، وان العجب العجاب الذي شاهدته على الشاشة من الشخص الذي قتل من المسلمين في مصر ما لم يقتل نابليون او كليبر او حتى اللورد كرومر المشهور بقسوته بات أمر لا يمكن احتماله .
لست ضمن الفريق الذي يشكك في الحديث الشريف الذي يمجد في جند مصر ، فلقد خدمت في الجيش ورأيت بأم عيني جنديا يحمل 70 كليو جرام من التعيين ( الماء – البقوليات ) ويصعد بهما قمه جبليه على مسافة ثمانية كليو متر حيث كنا في نقطة مراقبه في القطاع الاوسط في سيناء قريبة من منطقة الميليز ، رأيت قوة تحمل وصبر وصلابة لا مثيل لها ، تحاورت مع ضباط صغار – حيث انني كنت اخدم في مكتب عمليات الكتيبه – فوجدتهم اصحاب رؤى استراتيجية عميقه وكفاءه ، وحنق شديد بسبب قيادة المشير طنطاوي لهذا الجيش ، سمعت قصصا عن ابتكارات تدفن ، وكفاءات تُحول الى وحدات اداريه بمجرد ان تظهر كفاءه او نبوغا ، وسرعان ما تُحال الى التقاعد ، جيش مصر جيش عظيم يا سادة ولكنه مُختطف ، ويجب على الشعب الذي دعمه عام 56 اثناء العدوان الثلاثي ، وعام 1967 حين خرج يهتف ( هنحارب ) ودعمه طوال حرب الاستنزاف واثناء العبور ، يجب على هذا الشعب العظيم ان يستعيد جيشه العظيم المختطف ، ودون شك سيفعل .
واخيرا قررت ان أحنو على رأسي التي لم تجد من يحنو عليها قائلا في نفسي : جنرال سيسي .. طير انت


حسام الغمري 

الثلاثاء، 6 مايو 2014

بل هي حرب على الاسلام يا بطل اليهود القومي



تحدث بوش الابن عن الصليبية الجديدة وتحدثت كوندليزا رايس عن الفوضى الخلاقة ومُنظريهم تحدثوا عن الشرق الأوسط الجديد بينما كنا مشغولين بنعومة نانسي عجرم ومدى اثارة هيفاء وهبي ، ثم جاء اوباما بنيولوك جديد للحلم الاميركي حيث الفرص متاحه للجميع ظاهريا حتى الزنوج ، ثم جاء الى جامعة القاهرة ليحدثنا عن علاقة جديدة مع الاسلام ، حدث ذلك كله ولكننا لم نفهم .
لازلت اذكر كيف خرج اوباما يوم جمعة الغضب محذرا الجيش المصري من اطلاق الرصاص على المتظاهرين ، وكيف هدد مبارك قائلا ارحل الآن ، والآن تعني الآن ، فرحل مبارك استجابة للسيد الاميركي الذي استثمر الضغط الشعبي الذي مهد الارض له بعناية فائقة .
و لازلت اذكر التسريبات التي تحدثت عن ضغوط اميركية منعت اعلان نتيجة الانتخابات بعد تزويرها لصالح شفيق مما سمح للاخوان بتصدر المشهد ظاهريا ، ثم صمت القبور من هذا الاوباما وهو يتابع نفس الجيش وهو يطلق النار على المُصلين امام الحرس الجمهوري ثم في رابعة وغيرها .
30 يونيو نهاية الاسلام في مصر ، قالها جورج اسحاق بالنقاء الثوري الذي يحمله بين جوانحه ، ثم شكر وثناء من تواضروس للجيش الذي اعاد في نفوسهم الامل بعد مجزرة رابعة ، ثم فكر اسلامي يجب ان ينتهي – وفقا لما قاله السيسي – دون ان يوضح لنا ماهية الفكر الجديد الذي يدعو اليه دون ان يمنحنا فرصة مراجعة مصادرنا وان كانوا قد نجحوا في القضاء على فرصة ظهور عالم اسلامي يلتف المسلمين حوله كما التفوا حول العز بن عبد السلام في محنة مشابهة ، والآن هل اتضحت خيوط المؤامره أم مازال القوم في سباتهم العقيم .
في ظل تعايش مباركي مع التيار الاسلامي لا يخلوا من اعتقالات وتعذيب واغتصاب للذكور في المعتقلات ، فالقاعدة كانت كالتالي : ان كنت تريدها اسلامية وتعمل تحت جماعة منظمة يجب عليك ان تدفع الثمن من عرضك ويتم تصويرك حتى تصبح دائما تحت السيطرة هذا ان عاد اليك اتزانك النفسي بعد ما حدث لك ، كان لابد من افساح المجال لآله القمع التي صنعها الاميركان على اعينهم من تصفيه التيار الاسلامي تماما وقد اصبح التعايش المباركي لا يُلائمهم لانها الصليبية الجديدة التي حدثنا عنها بوش ، ومن أجل ذلك كان يجب ان يظهر الاسلاميون على السطح بعد ازاحة نظام مبارك فنصدم بتصريحاتهم وتصرفاهم الغير متزنه في كثير من الاحيان وكيف لا تكون وقد نالوا ما نالوا في المعتقلات والسجون ، ليتحول قطاع عريض من الشعب عنهم بل ويرتضي قتلهم وسحلهم وهو يغني تسلم الايادي
وها قد جاء السيسي ليقتل الفكرة كما قال هو بنفسه في لقائه من لميس وابراهيم عيسى الذي اعترف ان مكارم الاخلاق تثير حنقه !! ، ولكن اي فكره تلك التي يريد السيسي قتلها ، واي قيم يريدونها كما تحدث عنهم سيناتور اميركي قائلا : كل الذي يريدونه – قاصدا معسكر الانقلاب – هو تبني قيمنا و فضائلنا .
لست فقيها في الدين كعلي جمعة او ياسر برهامي ولكني اقرأ قول الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم " كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ " صدق الله العظيم .
(( نأمر وننهي )) ، خبروني بالله عليكم كيف نأمر وننهى الا اذا كنا دولة ، وهذا ما جاء السيسي ليقتله فينا .. حلم استعادة الدولة ، الاسلام الذي يستعيد الدولة ، اما صلاتك وتبتلك في دارك فلن يسألك عليها احد ، اما المساجد ، فالمصريون لا يريدون ان يساقوا اليها كما قال السيسي لفوكس نيوز .
لست اخوانيا ، ولكني اخ للاخواني ، وأخ لكل مسلم وفقا للحديث الصحيح الذي يقول ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا" وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، "بِحَسْبِ امْرِئٍ مِن الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ ".
والاخوان باعتراف السيسي هم جماعة من المسلمين استطاعت رغم كل انواع القمع والتضييق ان تتوغل في 70 دولة وان تنشيء اعلاما قويا اي قوة ناعمة ، ويكفي ان تعلم انه في بريطانيا وحدها تحول 100000 بريطاني الى الاسلام عام 2010 وان احياء كامله بات غير المسلمين اقلية فيها .
نعم الاخوان يسعون الى تكوين الدولة ، الدولة التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر لصالح تطور الانسانية وليس ضدها ايها القاتل الحارق عدو الانسانية ، والدولة المبتغاه كما وصفها حسن البنا هي استاذية العالم ، اي دولة عالمية يسير فيها المسلم دون ان يتعرض للفظاعات التي يتعرض لها في افغانستان والعراق وسوريا وفلسطين واليمن والقاهرة وصولا الى مينامار وافريقيا الوسطى ، هذا هو فكر المسلمين المستضعفين اليوم في الرض ايها السيسي فما هو فكرك ؟ ، هذه هي دولتنا التي نعمل من اجلها فلأجل اي دولة تعمل ؟  للدولة التي لا تستطيع ان تحيا دون زواج ، دون رضى سيدها ودعمه ، ومن هو السيد الحقيقي الذي تعمل لأجله ، هل هو السيد الاميركي ام لحكومة العالم الخفية التي تتهيأ للظهور ولا يُعيقها الا التنظيم المتوغل في 70 دولة وفق اعترافك ومن قبله اعتراف مصطفى الفقي الذي اقر انهم اخطأوا تقدير حجم الاخوان داخليا وخارجيا .
الا فلتعلم ايها السيسي اننا جميعا في الاسلام اخوان الا رعاعك المغيبين وراقصاتك المترهلات وعُملاؤك والمنتفعين ، ولا اراك الا المولى القاسي الذي ستبتلى به مصر قبل ان يكون لها الرب ضاربا فشافيا كما في سفر اشعياء 19 قبل تحريف بعض آياته لتمجيد اسرائيل كعادتهم في التحريف .
وأخيرا ، قد يرى البعض في تولي القعيد بوتفليقه علامة على وهن الأمة ، بينما اراها علامة على نقاء الاجيال الجديدة فيها ، وان اليهود ما عاد لديهم نفس القدرة على صناعة الحكام الخونه اعداء الدين ، والا ما افتقارهم سوى لهذا القعيد في جزائرنا الحر ، وايضا ، ما افتقارهم سوى للممثل العاطفي محدود الأفق ضعيف البيان والبنيان في مصر .
لن يهزم الدين وسينتصر بالشباب كما انتصر أول مرة ، فلتواجه شبابا تخلص من الوهن وصار الموت لديه احب من حياة في رحابك في سلمية مُشرفة ، وسيقيم هؤلاء الشباب دولتهم من ماليزيا حتى الغرب العنيد ، دولتهم التي لا يقتلون فيها او يحرقون او يعتقلون ويغتصبون ، دولتهم التي ستأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر لصالح الانسانية التي لا تعرفوها وتشهد عليكم جرائمكم ، دولتهم التي سيكونوا فيها جميعا في الدين اخوان
وان غدا لناظره لقريب
والى الله المُشتكى وحسبنا الله ونعم الوكيل


حسام الغمري 

الأحد، 4 مايو 2014

الامم المتحدة تنتحر وجنين الخلافة ينمو



بالطبع أشعر بالغضب الشديد حين اشاهد رصاصات الغدر تخترق افئدة اصدق واخلاص شباب انجبته الأمة الاسلامية منذ عقود وربما قرون ، كما أشعر بالحُنق ايضا حين اُتابع تصريحات التحالف الوطني التي لا ترتقِ اطلاقا لحجم تضحيات الشارع وبعضها يُصيبني بالريبة أحيانا وأكثرها يُصيني بالدوار ونحسبهم على خير ولا نزكي على الله احدا ، ولكنني رغم هذا كله لا أشك مطلقا ان نظام الامم المتحدة يحتضر وقد قتل نفسه بنفسه وجنين الخلافة الاسلامية ينمو ليولد من جديد عملاقا يشرق شمس العدل على هذه الارض المخضبه بالدماء .
        قد أكون على قيد الحياة حينها فاحتفل مع شباب اليوم بعودة امبراطوريتنا المجيدة وقد انتهى الى الابد عصر الزواج الشرعي من الدول الصليبية ، وقد اكون متوفى في عربة ترحيلات او مقنوصا برصاصة غدر أو ممنوع الدواء في معتقلات العسكر ، ولكني على اية حال اشعر بفخر أكيد بسبب نصيبي الذي قدره الله لي من المشاركة في حركه البعث التي يشهدها الشارع الاسلامي من ماليزيا حتى المغرب .
        والحكاية تبدأ بعد هزيمة الخلافة الاسلامية في الحرب العالمية الاولى بمساعدة بعض العرب الذين غرر بهم لورانس العميل الغربي - وقد داعب احلامهم بالمساعدة في اعادة الخلافة للعرب دون الترك المسلمين - سارعت الدول الصليبية المُنتصرة في هذة الحرب الى تكوين ما سمي عُصبة الامم وهي المنظمة التي فشلت في منع الحرب العالمية الثانية فتحولت الى ما يسمى الأمم المتحدة والتي قامت ايضا بهدف معلن هو منع قيام حروب مستقبلية وضمان حقوق الانسان لا سيما المدنيين العُزل بعبارات مؤثرة وبراقه تضمنها الاعلان العالمي لحقوق الانسان ، اما هدفها الغير معلن فنحن نشاهده الآن بوضوح في شوارع مصر وسجونها ، حيث اثبتت التجربة تلو التجربة ان منظمة الأمم المتحدة انما قامت فقط لحماية حقوق غير المسلمين اذ قامت العصابات اليهودية بمساعدة القوى الصليبية باحتلال فلسطين عام 1948 اي بعد ثلاث سنوات فقط من اعلان قيام هذه المنظمة العالمية وريثة خلافتنا الضائعة ، ولعلنا نذكر كيف بُح صوت الدبلوماسية العربية عقودا لجعل اسرائيل تلتزم ولو بقرار واحد من قرارات هذه المنظمة العالمية ، وتبقى القرارات 242 و غيرها من القرارات التي ضربت بها اسرائيل عرض الحائط ( ولقد اصبحت كغيري لا اهتم من جديد بحفظها او حتى البحث عنها في الانترنت ) ، و لعلنا نذكر قرارات اخرى كان الفيتو الاميركي لها بالمرصاد فماتت قبل ان تولد مضروبة بالحذاء الاسرائيلي الخبيث .
        والآن اسمحوا لي ان ادعوكم الى تجربة من نوع الكوميديا السوداء ، دعوني اقترح عليكم كتابة عبارة " الامم المتحده " في احد محركات البحث ومن ثم الدخول الي صفحة ويكبيديا لقراءة السطور التالية :
" إن السعي لتوفير حقوق الإنسان كان أحد أهم الأسباب التي قامت من أجلها الأمم المتحدة  حيث أدت الاعمال الوحشية والابادة الجماعية في الحرب العالمية الثانية إلى إجماع عام على أن تعمل الأمم المتحدة ما بوسعها لمنع مثل هكذا مآسي في المستقبل هذا الهدف المبكر أصبح إطار قانونيا لاحتواء وحل الشكاوى المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان حيث يُلزم ميثاق الأمم المتحدةكل الدول تشجيع "الاحترام العالمي ومراعاة حقوق الإنسان" بالقيام بالأعمال التعاونية لذلك الهدف " . 
والآن بعد قراءة هذه السطور لن اتحدث عن ما حدث لحقوق المدنيين العزل الذين قتلوا وحرقوا في رابعة وغيرها ، أو حقوقهم في سجون الانقلاب ، ولكن دعوني اتساءل عن القدرة التي أثبتتها الامم المتحدة في منع صليبية بوش الابن ضد العراق التي اجتاحها دون قرار ، حدثوني عن دور الامم المتحدة في حماية اهلنا في سوريا الذين يفتك بهم المُجرم بشار ، واهلنا في اليمن الذين يُغتالون غدرا بطائرات المأفونه اميركا بدون طيار صبح مساء ، والتهمة معدة مسبقا ( القاعدة والارهاب ) ، حدثوني عن حقوق المُسلمين في افريقيا الوسطى و ميانمار حيث يُقتلون وتحرق جثثهم ايضا بنفس المنهج السيساوي صبح مساء ، حدثوني عن حقوق اهلنا في ليبيا والجزائر وقد خرج من يهدد امنهم بتصريحات خرقاء ولم نر منهم سوء أو عدوان ، هل سمعتم لمنظمة الأمم المتحدة في كل هذه الحالات رهج ولا وهج ، الاجابة هي لأ .
اذن ما جدوى هذه المنظمة بنت المنظمة التي نشأت على انقاض خلافتنا المفقودة وما احوجنا اليها اليوم كمظلة عالمية تحمي حقوق الانسان المُسلم في كل مكان ، منظمة تختص وحدها باعلان الجهاد لنصرة ضعفاءنا في كل مكان فتصمت الى الابد فزاعة الارهاب المقيته المصنوعة لقتلنا بعد ان تُلبس القاتل ثوب الضحية .
" لن تركع أمة قائدها محمد " عبارة يرددها شباب اليوم في شوارع مصر المحروسة ، ومن قبل كان الهتاف فقط لمشاهير كره القدم ، هذا التغير الواضح هو ما يجعلني على يقين بتخصيب جنين عودة الخلافة الاسلامية بدماء الشهداء وقد أدرك المسلمون أخيرا ان كل المنظمات الصليبية التي لطالما تغنت بدعمها لحقوق الانسان كانت تستثنينا من الانسان الذي تقصده بدعم الحقوق ، وليس قرار محكمة الجنايات الدولية والتي تتبع هذة المنظمة العالمية المشبوهه والذي رفضت بمقتضاه تبني التحقيق في مجزرتي رابعة والنهضة واللذان اعتبرهما بابا روما – ويال العجب - مجزرتين ضد الانسانية ، ليس الا دليلا على ان حياة وحقوق المسلمين ليست ضمن اهتمامات الامم المتحدة ، وان الخلافة الاسلامية الجامعة هي وحدها من شأنها جعل الانسان المسلم يعيش في أمن وسلام في هذا العالم المليء بالذئاب والقتلة المأجورين لصالح الصهيونية العنصرية ، والآن وبعد اتضاح الصورة هل لكم أن ترددوا معي قائلين :
" الأمم المتحدة لم تعد تمثلني "


حسام الغمري