بالطبع أشعر بالغضب الشديد حين اشاهد رصاصات
الغدر تخترق افئدة اصدق واخلاص شباب انجبته الأمة الاسلامية منذ عقود وربما قرون ،
كما أشعر بالحُنق ايضا حين اُتابع تصريحات التحالف الوطني التي لا ترتقِ اطلاقا
لحجم تضحيات الشارع وبعضها يُصيبني بالريبة أحيانا وأكثرها يُصيني بالدوار ونحسبهم
على خير ولا نزكي على الله احدا ، ولكنني رغم هذا كله لا أشك مطلقا ان نظام الامم
المتحدة يحتضر وقد قتل نفسه بنفسه وجنين الخلافة الاسلامية ينمو ليولد من جديد عملاقا
يشرق شمس العدل على هذه الارض المخضبه بالدماء .
قد
أكون على قيد الحياة حينها فاحتفل مع شباب اليوم بعودة امبراطوريتنا المجيدة وقد
انتهى الى الابد عصر الزواج الشرعي من الدول الصليبية ، وقد اكون متوفى في عربة
ترحيلات او مقنوصا برصاصة غدر أو ممنوع الدواء في معتقلات العسكر ، ولكني على اية
حال اشعر بفخر أكيد بسبب نصيبي الذي قدره الله لي من المشاركة في حركه البعث التي
يشهدها الشارع الاسلامي من ماليزيا حتى المغرب .
والحكاية
تبدأ بعد هزيمة الخلافة الاسلامية في الحرب العالمية الاولى بمساعدة بعض العرب
الذين غرر بهم لورانس العميل الغربي - وقد داعب احلامهم بالمساعدة في اعادة
الخلافة للعرب دون الترك المسلمين - سارعت الدول الصليبية المُنتصرة في هذة الحرب الى
تكوين ما سمي عُصبة الامم وهي المنظمة التي فشلت في منع الحرب العالمية الثانية فتحولت
الى ما يسمى الأمم المتحدة والتي قامت ايضا بهدف معلن هو منع قيام حروب مستقبلية
وضمان حقوق الانسان لا سيما المدنيين العُزل بعبارات مؤثرة وبراقه تضمنها الاعلان
العالمي لحقوق الانسان ، اما هدفها الغير معلن فنحن نشاهده الآن بوضوح في شوارع
مصر وسجونها ، حيث اثبتت التجربة تلو التجربة ان منظمة الأمم المتحدة انما قامت
فقط لحماية حقوق غير المسلمين اذ قامت العصابات اليهودية بمساعدة القوى الصليبية
باحتلال فلسطين عام 1948 اي بعد ثلاث سنوات فقط من اعلان قيام هذه المنظمة العالمية
وريثة خلافتنا الضائعة ، ولعلنا نذكر كيف بُح صوت الدبلوماسية العربية عقودا لجعل
اسرائيل تلتزم ولو بقرار واحد من قرارات هذه المنظمة العالمية ، وتبقى القرارات
242 و غيرها من القرارات التي ضربت بها اسرائيل عرض الحائط ( ولقد اصبحت كغيري لا
اهتم من جديد بحفظها او حتى البحث عنها في الانترنت ) ، و لعلنا نذكر قرارات اخرى
كان الفيتو الاميركي لها بالمرصاد فماتت قبل ان تولد مضروبة بالحذاء الاسرائيلي الخبيث
.
والآن
اسمحوا لي ان ادعوكم الى تجربة من نوع الكوميديا السوداء ، دعوني اقترح عليكم
كتابة عبارة " الامم المتحده " في احد محركات البحث ومن ثم الدخول الي
صفحة ويكبيديا لقراءة السطور التالية :
" إن السعي
لتوفير حقوق الإنسان كان أحد أهم الأسباب التي قامت من أجلها
الأمم المتحدة حيث أدت الاعمال الوحشية والابادة الجماعية في الحرب العالمية الثانية إلى إجماع عام على أن تعمل الأمم
المتحدة ما بوسعها لمنع مثل هكذا مآسي في المستقبل هذا الهدف المبكر أصبح إطار
قانونيا لاحتواء وحل الشكاوى المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان حيث يُلزم ميثاق الأمم المتحدةكل الدول تشجيع "الاحترام العالمي
ومراعاة حقوق الإنسان" بالقيام بالأعمال التعاونية لذلك الهدف " .
والآن بعد قراءة هذه
السطور لن اتحدث عن ما حدث لحقوق المدنيين العزل الذين قتلوا وحرقوا في رابعة وغيرها
، أو حقوقهم في سجون الانقلاب ، ولكن دعوني اتساءل عن القدرة التي أثبتتها الامم
المتحدة في منع صليبية بوش الابن ضد العراق التي اجتاحها دون قرار ، حدثوني عن دور
الامم المتحدة في حماية اهلنا في سوريا الذين يفتك بهم المُجرم بشار ، واهلنا في
اليمن الذين يُغتالون غدرا بطائرات المأفونه اميركا بدون طيار صبح مساء ، والتهمة
معدة مسبقا ( القاعدة والارهاب ) ، حدثوني عن حقوق المُسلمين في افريقيا الوسطى و
ميانمار حيث يُقتلون وتحرق جثثهم ايضا بنفس المنهج السيساوي صبح مساء ، حدثوني عن
حقوق اهلنا في ليبيا والجزائر وقد خرج من يهدد امنهم بتصريحات خرقاء ولم نر منهم
سوء أو عدوان ، هل سمعتم لمنظمة الأمم المتحدة في كل هذه الحالات رهج ولا وهج ،
الاجابة هي لأ .
اذن ما جدوى هذه المنظمة
بنت المنظمة التي نشأت على انقاض خلافتنا المفقودة وما احوجنا اليها اليوم كمظلة
عالمية تحمي حقوق الانسان المُسلم في كل مكان ، منظمة تختص وحدها باعلان الجهاد
لنصرة ضعفاءنا في كل مكان فتصمت الى الابد فزاعة الارهاب المقيته المصنوعة لقتلنا
بعد ان تُلبس القاتل ثوب الضحية .
" لن تركع أمة
قائدها محمد " عبارة يرددها شباب اليوم في شوارع مصر المحروسة ، ومن قبل كان
الهتاف فقط لمشاهير كره القدم ، هذا التغير الواضح هو ما يجعلني على يقين بتخصيب
جنين عودة الخلافة الاسلامية بدماء الشهداء وقد أدرك المسلمون أخيرا ان كل
المنظمات الصليبية التي لطالما تغنت بدعمها لحقوق الانسان كانت تستثنينا من
الانسان الذي تقصده بدعم الحقوق ، وليس قرار محكمة الجنايات الدولية والتي تتبع هذة
المنظمة العالمية المشبوهه والذي رفضت بمقتضاه تبني التحقيق في مجزرتي رابعة
والنهضة واللذان اعتبرهما بابا روما – ويال العجب - مجزرتين ضد الانسانية ، ليس
الا دليلا على ان حياة وحقوق المسلمين ليست ضمن اهتمامات الامم المتحدة ، وان
الخلافة الاسلامية الجامعة هي وحدها من شأنها جعل الانسان المسلم يعيش في أمن وسلام
في هذا العالم المليء بالذئاب والقتلة المأجورين لصالح الصهيونية العنصرية ، والآن
وبعد اتضاح الصورة هل لكم أن ترددوا معي قائلين :
" الأمم المتحدة
لم تعد تمثلني "
حسام الغمري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق