تحدث بوش الابن عن الصليبية الجديدة وتحدثت كوندليزا رايس عن الفوضى
الخلاقة ومُنظريهم تحدثوا عن الشرق الأوسط الجديد بينما كنا مشغولين بنعومة نانسي
عجرم ومدى اثارة هيفاء وهبي ، ثم جاء اوباما بنيولوك جديد للحلم الاميركي حيث
الفرص متاحه للجميع ظاهريا حتى الزنوج ، ثم جاء الى جامعة القاهرة ليحدثنا عن
علاقة جديدة مع الاسلام ، حدث ذلك كله ولكننا لم نفهم .
لازلت اذكر كيف خرج اوباما يوم جمعة الغضب محذرا الجيش المصري من اطلاق
الرصاص على المتظاهرين ، وكيف هدد مبارك قائلا ارحل الآن ، والآن تعني الآن ، فرحل
مبارك استجابة للسيد الاميركي الذي استثمر الضغط الشعبي الذي مهد الارض له بعناية
فائقة .
و لازلت اذكر التسريبات التي تحدثت عن ضغوط اميركية منعت اعلان نتيجة
الانتخابات بعد تزويرها لصالح شفيق مما سمح للاخوان بتصدر المشهد ظاهريا ، ثم صمت
القبور من هذا الاوباما وهو يتابع نفس الجيش وهو يطلق النار على المُصلين امام
الحرس الجمهوري ثم في رابعة وغيرها .
30 يونيو نهاية الاسلام في مصر ، قالها جورج اسحاق بالنقاء الثوري الذي
يحمله بين جوانحه ، ثم شكر وثناء من تواضروس للجيش الذي اعاد في نفوسهم الامل بعد
مجزرة رابعة ، ثم فكر اسلامي يجب ان ينتهي – وفقا لما قاله السيسي – دون ان يوضح
لنا ماهية الفكر الجديد الذي يدعو اليه دون ان يمنحنا فرصة مراجعة مصادرنا وان
كانوا قد نجحوا في القضاء على فرصة ظهور عالم اسلامي يلتف المسلمين حوله كما
التفوا حول العز بن عبد السلام في محنة مشابهة ، والآن هل اتضحت خيوط المؤامره أم
مازال القوم في سباتهم العقيم .
في ظل تعايش مباركي مع التيار الاسلامي لا يخلوا من اعتقالات وتعذيب
واغتصاب للذكور في المعتقلات ، فالقاعدة كانت كالتالي : ان كنت تريدها اسلامية وتعمل
تحت جماعة منظمة يجب عليك ان تدفع الثمن من عرضك ويتم تصويرك حتى تصبح دائما تحت
السيطرة هذا ان عاد اليك اتزانك النفسي بعد ما حدث لك ، كان لابد من افساح المجال
لآله القمع التي صنعها الاميركان على اعينهم من تصفيه التيار الاسلامي تماما وقد
اصبح التعايش المباركي لا يُلائمهم لانها الصليبية الجديدة التي حدثنا عنها بوش ،
ومن أجل ذلك كان يجب ان يظهر الاسلاميون على السطح بعد ازاحة نظام مبارك فنصدم
بتصريحاتهم وتصرفاهم الغير متزنه في كثير من الاحيان وكيف لا تكون وقد نالوا ما
نالوا في المعتقلات والسجون ، ليتحول قطاع عريض من الشعب عنهم بل ويرتضي قتلهم
وسحلهم وهو يغني تسلم الايادي
وها قد جاء السيسي ليقتل الفكرة كما قال هو بنفسه في لقائه من لميس وابراهيم
عيسى الذي اعترف ان مكارم الاخلاق تثير حنقه !! ، ولكن اي فكره تلك التي يريد
السيسي قتلها ، واي قيم يريدونها كما تحدث عنهم سيناتور اميركي قائلا : كل الذي
يريدونه – قاصدا معسكر الانقلاب – هو تبني قيمنا و فضائلنا .
لست فقيها في الدين كعلي جمعة او ياسر برهامي ولكني اقرأ قول الله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم " كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ
تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ " صدق الله العظيم .
(( نأمر وننهي )) ، خبروني بالله عليكم كيف نأمر وننهى الا اذا كنا دولة ،
وهذا ما جاء السيسي ليقتله فينا .. حلم استعادة الدولة ، الاسلام الذي يستعيد
الدولة ، اما صلاتك وتبتلك في دارك فلن يسألك عليها احد ، اما المساجد ، فالمصريون
لا يريدون ان يساقوا اليها كما قال السيسي لفوكس نيوز .
لست اخوانيا ، ولكني اخ للاخواني ، وأخ لكل مسلم وفقا للحديث الصحيح الذي
يقول ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا
يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا" وَيُشِيرُ إِلَى
صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، "بِحَسْبِ امْرِئٍ مِن الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ
أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ
دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ ".
والاخوان باعتراف السيسي هم جماعة من المسلمين استطاعت رغم كل انواع القمع
والتضييق ان تتوغل في 70 دولة وان تنشيء اعلاما قويا اي قوة ناعمة ، ويكفي ان تعلم
انه في بريطانيا وحدها تحول 100000 بريطاني الى الاسلام عام 2010 وان احياء كامله
بات غير المسلمين اقلية فيها .
نعم الاخوان يسعون الى تكوين الدولة ، الدولة التي تأمر بالمعروف وتنهى عن
المنكر لصالح تطور الانسانية وليس ضدها ايها القاتل الحارق عدو الانسانية ،
والدولة المبتغاه كما وصفها حسن البنا هي استاذية العالم ، اي دولة عالمية يسير
فيها المسلم دون ان يتعرض للفظاعات التي يتعرض لها في افغانستان والعراق وسوريا
وفلسطين واليمن والقاهرة وصولا الى مينامار وافريقيا الوسطى ، هذا هو فكر المسلمين
المستضعفين اليوم في الرض ايها السيسي فما هو فكرك ؟ ، هذه هي دولتنا التي نعمل من
اجلها فلأجل اي دولة تعمل ؟ للدولة التي
لا تستطيع ان تحيا دون زواج ، دون رضى سيدها ودعمه ، ومن هو السيد الحقيقي الذي
تعمل لأجله ، هل هو السيد الاميركي ام لحكومة العالم الخفية التي تتهيأ للظهور ولا
يُعيقها الا التنظيم المتوغل في 70 دولة وفق اعترافك ومن قبله اعتراف مصطفى الفقي
الذي اقر انهم اخطأوا تقدير حجم الاخوان داخليا وخارجيا .
الا فلتعلم ايها السيسي اننا جميعا في الاسلام اخوان الا رعاعك المغيبين
وراقصاتك المترهلات وعُملاؤك والمنتفعين ، ولا اراك الا المولى القاسي الذي ستبتلى
به مصر قبل ان يكون لها الرب ضاربا فشافيا كما في سفر اشعياء 19 قبل تحريف بعض
آياته لتمجيد اسرائيل كعادتهم في التحريف .
وأخيرا ، قد يرى البعض في تولي القعيد بوتفليقه علامة على وهن الأمة ، بينما
اراها علامة على نقاء الاجيال الجديدة فيها ، وان اليهود ما عاد لديهم نفس القدرة
على صناعة الحكام الخونه اعداء الدين ، والا ما افتقارهم سوى لهذا القعيد في
جزائرنا الحر ، وايضا ، ما افتقارهم سوى للممثل العاطفي محدود الأفق ضعيف البيان والبنيان
في مصر .
لن يهزم الدين وسينتصر بالشباب كما انتصر أول مرة ، فلتواجه شبابا تخلص من
الوهن وصار الموت لديه احب من حياة في رحابك في سلمية مُشرفة ، وسيقيم هؤلاء
الشباب دولتهم من ماليزيا حتى الغرب العنيد ، دولتهم التي لا يقتلون فيها او يحرقون
او يعتقلون ويغتصبون ، دولتهم التي ستأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر لصالح
الانسانية التي لا تعرفوها وتشهد عليكم جرائمكم ، دولتهم التي سيكونوا فيها جميعا
في الدين اخوان
وان غدا لناظره لقريب
والى الله المُشتكى وحسبنا الله ونعم الوكيل
حسام الغمري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق