الأحد، 11 مايو 2014

السعادة في لحس البيادة


السعادة في لحس البيادة
للمثقف ابن ماسر العسكر

النخبة المصرية - الموزكفين و الفنانين والاعلاميين – هم لعنة اللعنات ونكبة النكبات و كارثة الكوارث ، تخيل يا عزيزي لو ان الشاعر الكبير سيد حجاب قال حين عرض عليه كتابة اوبريت لتمجيد مبارك : كيف تطلبوا مني ان امدح طاغية تآمر على شعبه بأن شرعن الفساد بجملته المشهورة ( الفساد موجود في الدنيا كلها ) ولم يكتفي بذلك بل تآمر على الأمة كلها ، الم تلاحظوا انه في العام 89 طلب من السفير المصري في العراق بعدم تحفيز المصريين على الذهاب الى هناك وقد كان بالعراق اكثر من مليون مصري والسفر اليها بالبطاقة الشخصية ولو افترضنا ان كل مصري كان يعول خمسه افراد وكان تعداد السكان في مصر 40 مليون لعلمنا ان 12.5 % تقريبا من المصريين كانوا يقتاتون من خيرات العراق في الثمانينات ، ولم يكتفي بذلك ، بل سمح للامريكان في نفس العام باعمال توسعة قناة السويس حتى تسمح بعبور حاملات الطائرات العملاقة وكأنه كان يعلم ان فخا قد نصب للعراق في العام التالي سينتهي بتدميره ، والعجيب ان مبارك  كان يرتبط مع صدام بمجلس تعاون عربي ، لا ، لن ابيع قلمي ، لن اخالف ضميري ، وسحقا لاموال استوليتم عليها بدماء الابرياء ودموع الثكالى وتدمير الأمة .
تخيل عزيزي القاري لو ان كل المطربين رفضوا ايضا الاشتراك في هذا الاوبريت لنفس اسباب سيد حجاب المفترضه ، وشعر مبارك انه منبوذ من هذه الطبقه بسبب خياناته ، هل كانت نفس مبارك ستراوده ان يورث ابنه الحكم ؟ وكما يقول المثل الدارج ملخصا هذا كله : قالوا للفرعون آيش فرعنك قال مالاقيتش حد يلمني .
والامر له قصة قديمة بدأت كما بدأت كل الشرور مع انقلاب عبد الناصر ، وقد لا يعلم الكثيرون ان العندليب عبد الحليم حافظ قد مُنع من الغناء لستة اشهر بتعليمات من المشير عامر اكبر الداعمين لكوكب الشرق ام كلثوم التي غضبت من حليم بسبب عبارات تفوه بها على المسرح اعتبرتها اساءه لها ، حتى اضطر عبد الحليم الى نشر اعتذار رسمي لام كلثوم في كل الصحف حتى يعود ، اي هوان واي قهر لارادة الرجال !! هذه القصة وغيرها من القصص اصلت في المثقف المصري ميكانزمات السعادة في لحس البيادة ، فلا عجب ان تراهم الآن وبعد ذهاب غمتهم - والغمة التي اقصدها هنا هي نسمات الحرية التي هبت علينا لبعض الوقت منذ 25 يناير حتى انقلاب يوليو - يتبارون في الانبطاح امام فرعونهم الجديد ، تراهم يمجدونه مهما تلفظ من تفاهات ، مهما اصدر من عجيب القرارات ، حتى الصمت الرهيب يا مؤمن جعلوه يحمل معاني الذكاء والعبقرية ، هؤلاء ان ذهب فرعونهم سيفقدون المهاره الوحيدة التي لديهم وهي تزيين الباطل و تزييف الحقائق وتمكين الفرعون وتمجيده ، والكذب ثم الكذب ثم الكذب وقد فقدوا ادنى درجات الحياء وهو شعبه من شعب الايمان ، والا خبروني بالله عليكم ، كيف استطاع مراسل تليفزيون ان يواجه جمهوره قائلا : حين نفيت خبر تفجير قسم الشرطة قبل نصف ساعة لم يكن قد حدث ، ولكن ها هو التفجير قد حدث الآن ( مراسل روحاني حضرتك ) .
وبعد هذا وغيره يخرج علينا المثقف الكبير متسائلا في سماحة الثعابين عن دماء شهداء الشرطة ، ويتبارى في تكرار السيناريو الامنى المعد سلفا وترديده على مسامعنا حتى يصبح الياذة الحقيقة الأكيده ، ليس ذنبي يا سادة اني لا اصدقكم ، ليس ذنبي يا سادة اني اراكم جرزان ترقص في حقل مأفون مخضب بالدماء الذكية من الشعب والشرطة والجيش والقاتل واحد ، نعم القاتل واحد لا يخجل من القول بأن دولته دولة دينية خاصة باليهود ، لا يخجل من تعريف حدود دولته التي وعد بها في كتابه حيث تقول التوراة في سفر التكوين :
 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَقَدَ اللهُ مِيثَاقاً مَعْ أَبْرَامَ قَائِلاً : " سَأُعْطِي نَسْلَكَ هَذِهِ الأَرْضَ مِنْ وَادِي الْعَرِيشِ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ، نَهْرِ الْفُرَات " القاتل واحد وان اختلفت الوجوه .
والآن ، هل علمتم لماذا لا يخاف قاتلنا من ذكر حقيقة اهدافه ، فقط لانكم موجودون ايها المنافقين ، والآن ، هل فهمتم سبب ما يحدث في سيناء حتى العريش ام ان الوعد في سفر التكوين لا يثير غيرتكم على ارضكم التي سيرثها عباد الله الصالحين ، هل فهمتم ما يحدث في المثلث السني في الانبار والتي جاء اليكم منها سفير شيطانكم الأكبر ، هل فهمتم ما يحدث في سوريا .
اقسم انكم تفهمون ، ولكنكم وجدتم السعادة فقط في لحس البيادة وهذا يناسبكم تماما ، اما انا ، فانا على يقين ان موتي سيكون يوما بسبب كلماتي ، وهذا سيكون – باذن الله – هو اسعد ايام حياتي ، وعند الله يجتمع الخصوم  .
واختم من أمل دنقل الشاعر الرائع الذي قال :

اتقنن الغلط
واتكفنت حقايق
في لمضة النيون
وزهوة اليفط
وسمنت القطط
وصبحت النبالة هبالة او عبط ، هبالة أو عبط


حسام الغمري 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق