الخميس، 3 أبريل 2014

اسرائيل وصدقي صبحي والاعدامات انقاذا للسيسي

تابعت كما تابع العالم كله قرار الاعدام الصادر ضد اكثر من خمسمائة نفس بشرية كرمها الله وخلق الكون كله من اجلها وحملها في البر والبحر ورزقهم من الطيبات وفضلهم سبحانه على كثير ممن خلق تفضيلا .
ولست هنا بصدد قراءة هذا الحكم " دنشوانيا " او التعليق على العوار الفجوري الذي رافق اجراءاته التي تشبه الاجراءات التي تتبع مع الخراف ليلة عيد الاضحى وان كانت الخراف تذبح طاعة لله وامتثالا لأوامره .
ولكني ساحاول قراءة هذا الحكم سياسيا في التوقيت الذي يتردد فيه السيسي طويلا قبل خلع بذته العسكرية وكذلك الزيارات المكوكية لقلب الانقلاب النابض نفثا في ابو ظبي من رمز العسكر ، والازاحة المفاجئة لقائد الجيش الثاني في عز معركتهم المزعومة على الارهاب ، لاتساءل معكم ، هل يرى صانعوا هذا الحكم فيه غير سكبا للزيت على النار التي تفور من الغيظ بسبب تصرفات العسكر الكفتجية الطراز لا المذاق ، هل سيناريو الحرب الاهلية هو طريق النجاه الوحيد للسيسي الذي لا يطمئن قلبه ان يخلع بذته العسكرية ولو لشهر يلزم للوثوب على عرش مصر الوثير الذي يحلم به منذ القدم ، فما الذي يمكن ان يحدث حين يستقيل السيسي ويصبح مدنيا تمهيدا لاعلان ترشحه ؟
تخيلوا مثلا آلاف البلاغات التي يمكن ان تُقدم ضده من اهالي الشهداء يتهمونه فيها بقتل ابناءهم ليس في رابعة أو النهضة فقط بل في كل انحاء مصر المنكوبة من سيناء حتى مطروح ، ومن الاسكندرية حتى اسوان ، هل سيتجاهلها النائب العام امعانا في تشويه صورة الشامخ ام سيأمر في التحقيق فيها واستدعاء المرشح السيسي لسماع اقواله .
تخيلوا ايضا تصعيدا كبيرا في الشارع يُحدثه انصار التحالف الوطني لدعم الحرية والانسانية وارادة الاغلبية  متمثلة  في الشرعية بعد استقالة السيسي من الجيش ، هل سيقبل صدقي صبحي ان يتورط شخصيا في مذابح جديدة من اجل السيسي ام سيكون قراره التخلص من السيسي لنبدأ من جديد على نظافة كما نقول في لغتنا العامية .
ان قرار السيسي ترقية نفسه الى رتبة المشير قبل ان يصبح الرئيس السيسي يعطينا انطباعا هاما حول كينونه الرجل الذي لا يأبى الا الحصول على كل شيء من أي شيء ، وهذا ربما يُرجح التسريبات التي تواترت عن اعلان رغبته الاحتفاظ بمنصب قائد الجيش ورئيس الجمهورية وبالطبع يجد عرابين من النخبة الفاجرة التي تسوق لذلك اسوة بالرسول الذي رأس الامة وقاد الجيش ، ولكن ربما يتساءل صدقي صبحي في نفسه : الم يقوم الرسول  ( ص ) بعقد اللواء لاسامة بن زيد ليقود جيشه المتجه لنزال الروم وهو شابا يافعا ، فلم لا يسمح لي السيسي بقيادة الجيش لانال ترقيتي الطبيعية ؟؟ ام ان الفريق صادق هو آخر رئيس اركان مصري يترقى ليصبح قائدا عاما بعد ان ساعد السادات في الاطاحة بالقائد الصارم الفريق فوزي ؟
هل لا يتساءل باقي قادة المجلس العسكري عن مصيرهم وهم الذين لم يرفضوا قيادة الجيش اثناء حكم مرسي كما فعل اللواء وصفي وهو ايضا من وصف السيسي بكبيرهم ونزهه عن الطمع في الحكم بعد الانقلاب مباشرة في لقاء مع اعلامي اشتهر ببذاءة الفاظه على الهواء مباشرة ، فكان مصيره ازاحة تمت بليل ، ان كان هذا مصير اللواء وصفي فكيف سينتهي مصيرنا ، لعلهم يتساءلون ؟
والآن دعونا نضيف الى هذا كله اسرائيل التي نراها تسمح لجريدتها الاشهر بنشر معلومات عن زيارات قادة مصريين لاسرائيل فيضطر المتحدث الجاذب للنساء الى الاعتراف بذلك مُذيلا اعترافه بان اللقاء لم يكن لاسباب عسكرية - ربما كانوا يلعبون البلاي استيشن - !!!
كما سمحت اسرائيل ايضا لنفس الجريدة بنشر دور اللوبي الصهيوني الضاغط على الادارة الامريكية لتمرير صفقة الاباتشي للجيش المصري ، وكأنها تقول لنا : نعم السيسي رجلنا والجيش تحت قيادته هو جيشنا فماذا انتم فاعلون ؟
لا اعتقد ان هذا صدفة أو سهو من  ابناء العم عليهم لعنة من الله ، والارجح انه ايضا سكب للزيت فوق النار لان قيام حرب اهلية وتفكك الدولة المصرية هو هدفهم النهائي قبل قيام اسرائيل الكبرى بعد ان ييأس العرب من حكم انفسهم بانفسهم كما يخبرنا البروتوكول الخامس عشر من بروتوكولات حكماء صهيون ، ولا ارى في نيل باسم يوسف من السيسي والذي سيتصاعد حتما بمجرد خلعه للبذة العسكرية الا دربا  من دروب هذه الخطة ، التي تقتضي احداث تغييرات سريعة ومواليه في انظمة الحكم العربية في مدى اسرئيل الكبرى وتأملوا ما بالعراق وسوريا ولبنان بالتزامن مع ما يحدث في مصر وداها ليبيا .
وهكذا نجد ان الحرب الاهلية هي الحل الامثل لكثير من القوى في الداخل والخارج ومنهم من بات يضيق من فاتورة الانقلاب واطعام واكساء وانارة الشعب المصري وكانوا قد وعدوا " باقتسام اللقمة " بمجرد اسقاط الاخوان ، ولكن المشاعر تتغير بالطبع عند دفع الفواتير .
وتبقى العقبة الوحيدة امام هذه الخطة الشيطانية هي الاستخدام المفرط للسلمية من انصار الديمقراطية والحرية والديمقراطية ، ولعل الشامخ باعداماته هو وسيلتهم الاخيرة لاجبار الاحرار على التخلص من سلميتهم بعد فشل استفزازات آباء الكنيسة الارثوذكسية المتكرره .
والله خير الماكرين

حسام الغمري 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق