كنت اتابع تغطية قناة الجزيرة لاحداث الحادي
عشر من سبتمبر كملايين العرب وكيف حولت الميديا الشيخ اسامة بن لادن لقائد عسكري
اكثر دهاء من ماك ارثر ومونتجومري معا ، وكيف استطاع الشباب العربي بعد دورة هواة
في الطيران لم تتجاوز الثلاثة اشهر ان يقود البوينج ويعدل مسارها لترتطم ببرج
التجارة الذي يبدو من السماء " كإبرة رفيعة " وسط محيط من الامواج ،
ولكنه حقد " الارهاب " الذي يمكن ان ينهي حياة آلاف المدنيين المُستأمنين
في لحظات ، أو هكذا ارادوا تصوير الحادث .
لاحظت ايضا كيف خرج شارون بعد دقائق معدوده
يعزي الشعب الاميركي ويقول ببلاغة عُرفت عنه في هكذا مواقف : ان الذي تواجهونه
اليوم ايها الاميركيين يشبه تماما ما نواجهه في اسرائيل لان عدونا واحد هو عدو
للحضارة والانسانية والمدنية والتطور !!!
تعجت كيف تستطيع السياسة والميديا تحويل
القاتل الى ضحية والضحية الى ارهابي ، كيف تشكوا اميركا التي امدت اسرائيل
بالفانتوم الذي قتل اطفالنا في مدرسة بحر البقر الابتدائية من ظلم وقسوة المتشددين
العرب ، كيف تشكوا اميركا التي انشأت جسر جوى امد اسرائيل باسلحة لم تكن معرفة –
كالصاروخ تو المضاد للدروع – لتهبط في مطار العريش مباشرة بغية تغيير ميزان القوى
الذي اختل لصالح الجيش المصري بعد عبور 73 ، ومن قبلهما كيف وفر الاسطول السادس
الاميركي في البحر المتوسط غطاء جويا لاسرائيل التي انطلقت طائراتها لتدمير
مطاراتنا في ساعات من نهار 5 يونيو الاسود ، والادهى من ذلك ، كيف يحول الاعلام
القذر اسرائيل اللعينة الى ضحية مكلومة وسط براثن الذئاب العرب المسلمين .
ثم جاءت مكالمة من رجل اعمال مصري غاضب مقيم
في امريكا ببرنامج خُصص لتلقي الاتصالات التي تستعرض الآراء المختلفة ، كانت
عباراته بسيطه وحادة ومباشرة ، قال ان له جار اميركي في العقد السابع من مره وكانت
علاقته معه تقتصر على القاء التحيه كلما تقابلت سيارتاهما بالصدفة عند الدخول الى
المنزل او مغادرته ، واذا به فجأه يطرق الباب ليسأله على استحياء ان كانت دعوة
النبي محمد تحث اتباعه على القيام باعمال ارهابية كما حدث في الحادي عشر من سبتمر
، لم يكن لدي وقت للرد عليه – هكذا يقول المصري المتصل – ولكني ذهبت الى مكتبة
الفيديو الخاصة بي واحضرت له فيلما الرسالة وعمر المختار للمخرج السوري مصطفى
العقاد وطلبت منه ان يشاهدهما ، وبعد ثلاثة ايام اعادهما لي وهو يعتذر انه قام
بنسخ الفيلمين على شرائط خاصة به ، وبعد اربعين يوما فقط اشهر هذا العجوز الاميركي
اسلامه وكذلك فعلت زوجته المُسنه وقد درسا الاسلام ، فلو ان امتنا انجبت عشرة مثل
المخرج السوري مصطفى العقاد لتغيرت نظرة العالم لنا – هكذا قال المتصل المصري بحده
قبل ان ينقطع الاتصال مع قناة الجزيرة –
وحين اتامل واقعنا الآن في مصر اجد المصلين
يقتلون والمساجد تحرق ، والمعتصمين تفجر رءوسهم ثم يحرقون والبنات والشباب في
المعتقالات يغتصبون ثم يسمى الرافض لكل هذا " ارهابي " !!! يسمى المقتول
او المغتصب او المنادي بحقوقهما – ككاتب هذه السطور – بالارهابي ، بينما القاتل
المتجرد من الآدميه وداعميه هم الاشاوس الابطال المدافعين عن المدنية والتقدم ومصر
العريقة ، اي هراء واي لعبة قديمة لعبتها ماما اميركا تقلدون ، اللعبة التي نجد
اصل لها في كتاب بروتوكولات حكماء صهيون الذي يتحدث عن امكانية التضحية ببعض
اليهود لكسب تعاطف عالمي ومن ثم الحشد لمواجهة الاعداء وقد الصقنا التهمة بهم ، ام
انكم مازلتم تعتقدون ان اسامة بن لادن وجماعته فعلا هم من خططوا ونفذوا ما حدث يوم
11 سبتمبر 2001 ؟ الم تتواتر الشاهدات ومنها ما خرج من افواه اعضاء سابقين في الــ
CIA
لتفضح مؤامرة 11 سبتمبر التي مكنت بوش من كسب تآييد داخلي وخارجي لحربه التي سماها
بالصليبية الجديدة ؟
وتبقى قصة المصري المقيم في اميركا والتي
استعيدها منبها كل اسلامي مخلص ادرك اخيرا ان الحق يحتاج الى وسيلة جيدة لايصاله
الى البسطاء والعامة واكثرهم من المخدعوين ، ماذا كنتم تتوقعون من امه تركت لكتاب
الدراما في التليفزيون والسينما ومعظمهم من الموالين للسلطات العلمانية كي يمرروا
اسلوب حياة لاهي تنافسي مهموم بالشهوات الحسية والمغامرات التي تحقق للبطل الشعبي
ثراءه ومتعته برفقة الراقصة الجميلة والاغنية ذات البهجة ، تركتوهم ترفعا والآن
تستصرخوهم استجداء ان ينضموا معكم وينصركم لانكم على الحق ، وكثيرا ما اتساءل في
نفسي ، ألم نتعلم ان القرآن الكريم جاء متحديا العرب في الفصاحة والبلاغة وكانوا
يشتهرون بهما ؟ ألم يرق قلب عمر بن الخطاب وقد كان فظا غليظا لبضعة ايات من سورة طه
ذات الجرس الموسيقى الناعم والرشيق والآيات القصيرة ذات الايقاع المتدفق والمعاني
العميقه وكلها من الضوابط الفنية ؟
نعم
ترفعتم ولا اقول استكبرتم وتركتم الفن والاعلام ليفرغا الاسلام من مضمونه في قلوب
المسلين ، حتى تقاليدنا العربية الاصيلة من شهامة ونجده واحترام للمرأة غابت بسبب
ما فرطتم فيه ، ولعلها فرصة لتعلم الدرس وتدارك ما فات .
حسام الغمري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق