الأربعاء، 23 أبريل 2014

جنرال السراير


قبل اربعة عشر عاما كنت احضر تصوير مسلسل " بكير بياع الفطير " بطولة الرائع الراحل عبد المنعم مدبولي بصفتي كاتب السيناريو والحوار ، ولأن احداث العمل كانت تدور اثناء حكم المماليك فان شركة صوت القاهرة التي انتجت هذا العمل تعاقدت مع ماكيير شهير لاتمامه ، ولأن الكاتب اذا حضر التصوير يصبح هو الشخص الوحيد الموجود في اللوكيشن بدون عمل تقريبا فانني كنت امارس هواية النميمة مع معظم العناصر الهامة املا مني في اختراق هذا العالم السحري وقد كنت اتوق كثيرا الي ذلك حينها ، ولان قصص النجمات الكبار هي الأكثر صخبا فلقد بدأت بها في بداية جلسة النميمة الأولى مع هذا الماكيير ، واذكر اليوم كيف حكي لي انه اثناء وضعه المكياج لنجمة كبيره اشتهرت بذللات اللسان وهي ليست فخرا للدين دون شك وبجوارها كانت نجمة اخرى من نفس جيلها ذات وجه يبدوا طاهرا في احدى الاعمال التي جمعتهما كيف روت النجمة الاولى قصص استغلالها جنسيا من رئيس المخابرات صلاح نصر ورجاله مع عرب وعجم ، وان كافة بنات جيلها صنعن مثل صنيعها اللهم الا فاتن حمامة التي هربت الى لندن حين طلب منها ذلك ، والمطربة شادية التي استنجدت بالصحفي مصطفى امين فاجرى اتصال نجاها من ذلك المصير المأفون ، واستمرت هذه الممثلة الكبيرة في الشرح باستفاضة اثناء وضع المكياج حتى صاحت الممثلة الاخرى في وجهها قائلة : كفاية بقى فضحتينا
كنت استمع الى هذه التفاصيل في ذهول ، وحين بدت على وجههي الدهشة كأي شاب من اصول شرقاوية ، سألني هذا الماكيير قائلا : انت مقريتش كتاب اعتماد خورشيد وللا ايه ؟
على الفور ابتعت كتاب اعترافات اعتماد خورشيد وقراته واستوقني كيف ان بطل العروبة المزعوم جمال عبد الناصر قد التقى بها ليمنحها ثقة الادلاء بشهادتها امام محكمة خاصة انشأت لمعاقبة جنرالات خصمة المشير عامر بعد حقيقة 5 يونيو 1967 الكاشفة لحكم العسكر ، وعندها تساءلات في نفسي : الم يكن يعلم زعيمنا المُفدى بهذه الانتهاكات الصارخة لاعراض بناتنا ، واي نصر كان هؤلاء يتوقعونه باستخدام هذه الوسائل القذرة ، حتى وان جاء النصر ، هل سيشعرون بفخر واعتزاز ، ام ان قيم الشرف والاخلاق والدين لا تشغل بآل هؤلاء .
نجى من تصفية عبد الناصر لهذه المجموعة وقتها جنرالا كان يدعى موافي ، ولم يعد سرا انه نفسه صفوت الشريف الذي وجد طريقا ومجالا اثناء حكم السادات ومن بعده حكم خليفته مبارك ، ولعلنا نذكر مقولته الشهيرة ليلة جمعة الغضب : سنبقى واقفين ، شامخين ، محتضنين مطالب الشباب .
من مخابرات صلاح نصر الى اعلام حسني مبارك ، ومئات القصص كنا نسمعها همسا داخل مبني ماسبيرو الذي دخلته بتصريح عمل لمده شهر عام 95 لأول مره ، عن مذيعة قُدمت لفلان ، وعن ممثلة قفزت فجأه لدور البطولة في اعمال رمضان بعدما قدمها الوزير لعلان ، قصة بعد قصة اصابوني جميعا بالغثيان حتى وصفت مبني ماسبيرو وقتها بصفيحة القمامة المقلوبة ، هكذا شعرت به .
جميعنا كان يعلم انه ان نجا احد من انتفاضة يناير 2011 فسيكون هذا الموافي لما يمتلكه من فضائح مصوره تدين ساستنا الاشاوس في امتنا المكلومة .
ثم هبطت علينا الراقصة سما المصري فجأه بقصة مخابراتية الطراز لعلكم تذكرونها ، هي قصة زواجها العرفي من البلكيمي رجل الدين الذي صار نائبا للشعب بعد الثورة ، كنت ادرك يقينا ان التيار الاسلامي مُخترق مخابراتيا دون شك ، وان البلكيمي صاحب فضيحة الانف التي خضعت لعملية تجميل ، والآخر الذي رفع الآذان اثناء احدى الجلسات – بالمناسبة ، اين هو الآن ذلك الرجل ام ان دوره انتهى ، اين حميته على الدين التي جعلته يرفع الآذان اثناء انعقاد الجلسة – ولعل دورهما كان بث سؤال واحد  داخل نفوس الشعب الذي انتخبهم وتوسم فيهم خيرا بعد كل ما عاناه طوال عقود حكم العسكر ، هذا السؤال هو : بقى هما دول اللي كنا فاكرينهم بتوع ربنا .
المهم ان الخطة نجحت وباتت سما المصري اشهر من نار على علم كما يقال ، وبدأ توظيف شهرتها سياسيا في النيل من خصوم حكم العسكر عملا بالمثل الشعبي القائل : عاوز تهزأ راجل سلط عليه واحده ست .
نعم هكذا يفكرون ، نعم تلك هي افكارهم ومحتواهم الثقافي ولا تندهش عزيزي القاريء ، فالادارة الهندسية التي تبنت تحطيم الساتر الترابي يوما بخراطيم مياة اذهلت العالم تتبنى اليوم عبد العاطي كفته وكانوا يظنونه سينجح في اقناعنا ببطولاتهم الجديدة وفتوحاتهم المديدة .
ولكن يبدوا ان الراقصة سما المصري قررت ان تجود في عملها مرتجلة للنيل من مرتضى لمصلحة السيسي ، غاب عن فطنتها ان مرتضى هو الآخر جزء من الاستربتيز الرئاسي ، فتفوهت ضده بما يفضحه ، ولكن ربما فعلت ما هو اكبر ، فالراقصة ذكرت اسم شيخة كويتية اخبرتها – كما ادعت – بما لا يجهله مواطن عربي عن سيرة بعض الشيوخ ، ولا حول ولا قوة الا بالله .
فذهبت سما ضحية جنرالا ربما برتبه اكبر من ذاك الذي كان يُديرها ، او ربما جهاز آخر أقوى من الجهاز الذي كانت تعمل لحسابه ، لست ادرى اين الحقيقة ولا ادعى ابدا اني اعرفها كاملة .
والآن جاءت فضيحة كاراتية المحلة تلك المدينة الصغيرة الريفية الطابع ، والتي تضعنا امام تساؤل ، هل ما خفي في القاهرة الكبيرة كان اعظم ؟ هل هذا عمل لهاو ام انه تخطيط محترف لعمل ما كانوا يسمونه في عهد صلاح نصر " كونترول "
ربما الايام ستجيب على كل هذه الاسئلة كما عودتنا !!
وقبل ان اغادر عزيزي القاريء اتركك لتتذكر النفوذ الواسع الذي تمتعت به راقصة شهيرة مثالية في نهايات القرن الماضي وقدرة كبيرة كانت لديها في البطش باعدائها وكان الوسط الفني كله يخاف منها يتحاشى غضبها ، وقد حكت هذه الراقصة علنا انها قدمت رقصة خاصة لرئيس اسرائيلي زار مصر في السبعينات اثناء مباحثات السلام .
واخيرا ،،
عنوان هذا المقال مُقتبس من جملة جاءت على لسان يوسف شعبان من فيلم " كشف المستور "
فامتلئوا سؤددا ايها المناصرين لحكم العسكر وغنوا أكثر ، تسلم ......... الايادي

حسام الغمري


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق