الجمعة، 5 سبتمبر 2014

تاريخ مصر الحديث في ماسورة المجاري

تاريخ مصر الحديث في ماسورة المجاري
---------------------------------------------
مغامرات جنسية قامت بها الملكة الام نازلي جعلت الملك فاروق يفقد شعبيته تماما – الا من مجموعة المنتفعين كالعادة – وخرج الشعب يهتف ضده قائلا : من لا يستطيع ان يحكم أمه لا يستطيع ان يحكم أمة .
فضائح مالية قامت بها زينب الوكيل زوجة النحاس باشا جعلت الشعب يفقد ثقته في حزب الوفد .
بينما خرج الاخوان المسلمون اكثر قوة بعد اغتيال حسن البنا الذي تُرك لينزف حتى الموت في مستشفي حكومي بأوامر عليا ، ليحتفل الامريكان وفق اقوال سيد قطب الذي كان متواجدا في امريكا في ذلك الحين .
اذن مصر كانت على اعتاب ثورة اسلامية حيث كانت الارض تميد غيظا من ممارسات قطبي النظام السابق ( الملك – الوفد ) خاصة بعد هزيمة الجيش في فلسطين واستمرار وجود 80 الف جندي بريطاني في القنال .
كانت لابد من اختطاف الثورة المُحتملة وتحويل مسارها ، فمصر الاسلامية اتحدت مع الشام والحجاز من قبل فاستعادت بيت المقدس بمباركة الخليفة في بغداد وقهرت الصليبيين الذين حاولوا معها مرارا والمنصورة تشهد ، ومصر الاسلامية ايضا قهرت المغول وردتهم الى نحورهم ، ( لاحظ بأس القسام في غزة المحاصرة في قتالهم ضد اليهود ) ، اذن لا مجال لمصر اسلامية أخرى وهناك نظام عالمي جديد يتشكل بعد الحرب العالمية الثانية بزعامة الزانية التي اسكرت من خمرها العالم ... امريكا .
- في الرابع من ديسمبر 1977 خرج عدد من مجلة العدالة مستعرضا برقيات متبادلة بين عبد الناصر والمحفل الماسوني – المهتم باعادة بناء هيكل سليمان بعد القضاء على كل الاديان - وتساءلت المجلة بعدها في اشارة واضحة لخيانة عن سر انسحاب الجيش المصري من سيناء عامي 1956 و 1967 ، لتحصل اسرائيل في المرتين على سيناء كاملة دون خسائر تذكر !!! ( تسلم الايادي )
- يقول الشيخ محمد الغزالي في كتابه (قذائف الحق) : "والحق إني حائر في فهم جمال عبد الناصر، لقد كنت كما يعلم الناس من جماعة الإخوان المسلمين، وأقرر أن جمال عبد الناصر وكمال الدين حسين بايعا في ليلة واحدة على نصرة الإسلام ورفع لوائه، وقد كنت قريباً من مشهد مثير وقف فيه جمال عبد الناصر أمام قبر حسن البنا و يقول : "نحن على العهد وسنستأنف المسيرة" كان ذلك عقب قيام الثورة بأشهر قلائل !!! لا أدرى ما حدث بعد ذلك.. إنه تغير رهيب في فكر الرجل وسيرته جعله في كل نزاع بين الإسلام وطرف آخر ينضم إلي الطرف الآخر .. !!! ( احنا ح نعلن الخلافة امتى يا ريس ، هع )
- يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي في كتاب ( لقاء مع 20 عالما ومفكرا اسلاميا ) : " لقدكنت مديرا لمكتب شيخ الأزهر في أوج سنوات الثورة عام 1963 وأشهد أمام الله أنها كانت أياما سيئة في كل ما يتعلق بالإسلام والمسلمين وبخاصة المؤامرة التي أحاطت بالأزهر" ( اضرب في المليان ، دي عالم نتنه ، ريحتهم وحشه )
والحق أقول لكم ان قصة جمال عبدالناصر تتشابه في كثير من التفاصيل مع قصة كمال أتاتورك حتى اننا يمكن ان نقول بكل ثقة ان صانعي عبد الناصر استلهموا قصة اتاتورك في كثير من التفاصيل ،
فكلاهما رجلا عسكريا تم تقديمه كقائد وهمي لمعارك وهمية حتي تم الزج به الي رئاسة دول أسلامية ومن ثم تدميرها من الداخل وبدون ان يشك أحدا في هويته وحقيقة انتمائه .
فعندما بلغ جمال عبدالناصر من العمر ثماني سنوات أرسله والده إلى القاهرة لاستكمال دراسته ، فكان يقطن مع إحدى قريبات والدته في حي اليهود في منطقة الجمالية !!
- يذكر الدكتور علي شلش في كتابه تاريخ اليهود والماسونية في مصر ( ص 163 ) : أن سيدة يهودية تدعى مدام يعقوب فرج شمويل كان عبد الناصر يدين لها بالفضل لأنها هي التي رعته في طفولته وبعد وفاة أمه وكانت تعامله كأحد أبنائها ( عيني ع الام وحنان الأم )
- يقول حسن التهامي : أن هذه السيدة قريبة والدته .. فإذا كانت قريبة والدته يهودية فتكون والدته كذلك ، ثم لماذا اختار أبوه سيدة يهودية لرعايته قريبة كانت أو بعيدة ؟ ولماذا حارة اليهود شبه المغلقة على اليهود وقتها ؟ وهل ضاقت القاهرة كلها إلا من حارة اليهود ؟ .. وقد استمر عبد الناصر في حارة اليهود حتى رتبة الملازم أول وعمره 24 عاما ( فاطمة وماريكا وراشيل دول جوه قلبي كوكتيل دول جوه قلبي )
- يقول اللواء محمد نجيب للواء عبدالمنعم عبدالرؤوف عام 1979م : عبدالناصر أصله يهودي من يهود الشرق الذين جاؤوا من اليمن - من مذكرات اللواء عبدالمنعم عبدالرؤوف ( ص 75 )
والان دعونا نتسائل ، لماذا لم يتم الافراج عن محمد نجيب بعد وفاه عبدالناصر او في عهد السادات او حسني مبارك بل تركوه يموت في سجنه في عام 1984 والذي دخله في عام 1954 اي حوالي 30 عاما محبوسا في منزله ، مما كانوا يخشون ، ماذا كان لدى الرجل كي يخيفهم !!! في حين انه تم الافراج عن صلاح نصر وحمزة البسيوني وكافة الذين سجنوا بعد 1967 وايضا بعد مايو 1971 ، كلهم خرجوا فقط باستثناء اول رئيس مصري محمد نجيب .
والمؤكد انه حين كان الصاغ جمال عبد الناصر رئيس أركان حرب الكتيبة السادسة مشاة ضمن القوات المحاصرة في بلدة عراق المنشية قطاع الفالوجا ، كان يتحدث عبر خطوط الجبهة مع اليهود المحاصرين للفالوجا ، وأنه كان يتلقى هدايا البرتقال والشيكولاتة من إيجال يادين الذي كان رئيساً لأركان حرب جنوب فلسطين - وكان عبدالناصر يتزعم في ذلك الوقت حركة الضباط الأحرار السرية - ، وقد اعترف بذلك إيجال يادين حينما كان نائباً لرئيس وزراء اليهود على مائدة المفاوضات أثناء زيارة السادات للقدس عام 1977م .
- يذكر كتاب لعبة الأمم وعبد الناصر : إن الطريقة التي عرضت بها مبادرة السلام المصرية في القدس يرجع الفضل فيها لاتصالات جمال عبد الناصر عام 1949م باليهود ، والتي أجراها تحت ظل الأعمال الإنسانية والبحث عن جثث القتلى اليهود في حرب 1948م ، أي أن البعض يرجع مبادرة السلام للسادات لخط سياسي في حياة عبد الناصر ، وقد بدأه وسعى فيه للسلام مع إسرائيل عام 1949م
( في عام 1969 اختار عبد الناصر انور السادات نائبا أول لرئيس الجمهورية متجاهلا اسماء كبيرة في مجلس قيادة الثورة وهو نفس الشيء الذي فعله السادات مع مبارك الذي قفز فوق اسماء كبيرة لجنرالات قادت حرب اكتوبر كالجمسي على سبيل المثال )
- ذكرت جريدة الشرق الأوسط ( عدد 13 / 6 / 1987م )
عن زملاء عبدالناصر في الكتيبة السادسة قولهم باحتمال نجاح إسرائيل في تجنيد عبدالناصر لحسابها بواسطة إيجال آلون ، وأنه كان يحمل مشاعر الحب لليهود منذ صباه ، وارتبط بصداقات مع الفتيان اليهود بالحارة رفاق عمره .
- يقول السادات عن محمد حسنين هيكل صديق عبدالناصر الوفي : إنه إنسان مادي وملحد وهو لا ينكر ذلك ويعتقد أن هذه ثقافة
- يقول هيكل في كتابه الطريق الى رمضان النسخة الانجليزية : ان جمال عبد الناصر لم يكن يؤمن باليوم الآخر
- يذكر كتاب لعبة الأمم وعبدالناصر في ( ص 371 – 372 ) حواراً جرى بين عبدالناصر وحسن التهامي حيث طلب حسن التهامي من عبدالناصر : لعلنا نفعل شيئاً للإسلام والمسلمين .. فقال عبدالناصر : إسلام لا .. ولكن المسلمين الفقراء نعم
- يذكر صاحب كتاب الصامتون يتكلمون ( ص 82 ) عن كمال الدين حسين : إن أهداف تنظيم الضباط الأحرار كانت العمل على تطبيق الإسلام ، ولا نعلم له هدفاً غير ذلك ، ويقول في خطابه الذي دونه لعبدالحكيم عامر : إن حركة الضباط الأحرار منذ دخولها سنة 1944م لا يعرف لها هدف سوى الحكم بكتاب الله ، وأنهم جميعاً عبدالناصر وعبدالحكيم عامر وعبدالمنعم عبدالرؤوف قد بايعوا مرشد الاخوان ، وأن الحركة قد انتكست عندما أضاف إليها عبدالناصر ضباطاً من غرز الحشيش والخمارات من سنة 1948م
ولقد تنصل عبدالناصر من اتفاقه مع الإخوان على إقامة شرع الله !! فبعد خمسة أيام من نجاح الانقلاب و في أول لقاء مع مرشد الإخوان حسن الهضيبي كما يروي صالح أبو رفيق : وعندما وصلنا .. ودخل عبدالناصر وصافح المرشد فوجئت به يقول للمرشد : قد يقال لك إن إحنا اتفقنا على شيء .. احنا لم نتفق على شيء ، و كانت مفاجأة .. فقد كان هناك اتفاقاً على أن تكون الحركة إسلامية ولإقامة شرع الله .. ( حازم ابو اسماعيل مسكون بالانقلاب العسكري ، هع هع هاااي يا عصام يا عريان )
- يذكر كتاب لعبة الأمم وعبدالناصر ( ص 624 ) : إن مجلس الثورة قد أجرى اتصالاً في الأيام الأولى ( سبتمبر 1952م ) يؤكد أن النظام الحاضر ليس له نوايا عدوانية ضد إسرائيل .
- تذكر سجلات النظام العسكري في مصر عدم وجود غارة واحدة شُنت على إسرائيل في عهد عبدالناصر من 1952 إلى 1967م ، بل إنه لم يرد على الغارة اليهودية على غزة ( خان يونس ) ومواقع أخرى في 28 فبراير 1955م ، حيث قتل اليهود 35 جندياً داخل معسكر الجيش المصري وخمسة عشر جريحاً ، و كذلك احتلال القوات اليهودية لمنطقة العوجة المنزوعة السلاح في 20 سبتمبر 1955م ، والمتحكمة في عدة طرق وكلها تؤدي إلى داخل الأراضي المصرية ( بس الحمد لله خطفنا قائد الاسطول الاميركي في 2013 ، جامدين جدا )
والان من حقنا جميعا ان نتساءل كيف تمكن عبدالناصر - الذي اختفت جثته في ماسورة مجاري هاجمت قبره كوحش جائع - ومعه مجموعة من الضباط الصغار من الوصول الي الحكم في مصر
في يوم الانقلاب العسكري في 23 يوليو 1952 كان يوجد في مصر 80 الف جندي أنجليزي تركوا عبدالناصر ليقوم بانقلابه العسكري الذي لم يستغرق سوي ساعات فقط وهو يعتبر أسهل أنقلاب عسكري في التاريخ وبعدها بدأت مرحله جديده لتدمير مصر من الداخل وهل ادل على ذلك من حال الكهرباء والصحة والبحث العلمي والتعليم والصناعة والزراعة والطرق ومستوى المعيشة والثقافة والفن والنمو ، والاهم ن ذلك كله
الاخلاااااااااااااااااااااق
( بعد 62 عاما مرت على انقلاب عبد الناصر الذي رسم أهداف و ملامح الدولة واجهزتها وحدد خططها وآلية حركة كل جهاز فيها )
فانما الامم الاخلاق ما بقيت .. ان هم بقى انقلابهم ذهبوا
مع الاعتذار لامير الشعراء
حسام الغمري

الأحد، 11 مايو 2014

السعادة في لحس البيادة


السعادة في لحس البيادة
للمثقف ابن ماسر العسكر

النخبة المصرية - الموزكفين و الفنانين والاعلاميين – هم لعنة اللعنات ونكبة النكبات و كارثة الكوارث ، تخيل يا عزيزي لو ان الشاعر الكبير سيد حجاب قال حين عرض عليه كتابة اوبريت لتمجيد مبارك : كيف تطلبوا مني ان امدح طاغية تآمر على شعبه بأن شرعن الفساد بجملته المشهورة ( الفساد موجود في الدنيا كلها ) ولم يكتفي بذلك بل تآمر على الأمة كلها ، الم تلاحظوا انه في العام 89 طلب من السفير المصري في العراق بعدم تحفيز المصريين على الذهاب الى هناك وقد كان بالعراق اكثر من مليون مصري والسفر اليها بالبطاقة الشخصية ولو افترضنا ان كل مصري كان يعول خمسه افراد وكان تعداد السكان في مصر 40 مليون لعلمنا ان 12.5 % تقريبا من المصريين كانوا يقتاتون من خيرات العراق في الثمانينات ، ولم يكتفي بذلك ، بل سمح للامريكان في نفس العام باعمال توسعة قناة السويس حتى تسمح بعبور حاملات الطائرات العملاقة وكأنه كان يعلم ان فخا قد نصب للعراق في العام التالي سينتهي بتدميره ، والعجيب ان مبارك  كان يرتبط مع صدام بمجلس تعاون عربي ، لا ، لن ابيع قلمي ، لن اخالف ضميري ، وسحقا لاموال استوليتم عليها بدماء الابرياء ودموع الثكالى وتدمير الأمة .
تخيل عزيزي القاري لو ان كل المطربين رفضوا ايضا الاشتراك في هذا الاوبريت لنفس اسباب سيد حجاب المفترضه ، وشعر مبارك انه منبوذ من هذه الطبقه بسبب خياناته ، هل كانت نفس مبارك ستراوده ان يورث ابنه الحكم ؟ وكما يقول المثل الدارج ملخصا هذا كله : قالوا للفرعون آيش فرعنك قال مالاقيتش حد يلمني .
والامر له قصة قديمة بدأت كما بدأت كل الشرور مع انقلاب عبد الناصر ، وقد لا يعلم الكثيرون ان العندليب عبد الحليم حافظ قد مُنع من الغناء لستة اشهر بتعليمات من المشير عامر اكبر الداعمين لكوكب الشرق ام كلثوم التي غضبت من حليم بسبب عبارات تفوه بها على المسرح اعتبرتها اساءه لها ، حتى اضطر عبد الحليم الى نشر اعتذار رسمي لام كلثوم في كل الصحف حتى يعود ، اي هوان واي قهر لارادة الرجال !! هذه القصة وغيرها من القصص اصلت في المثقف المصري ميكانزمات السعادة في لحس البيادة ، فلا عجب ان تراهم الآن وبعد ذهاب غمتهم - والغمة التي اقصدها هنا هي نسمات الحرية التي هبت علينا لبعض الوقت منذ 25 يناير حتى انقلاب يوليو - يتبارون في الانبطاح امام فرعونهم الجديد ، تراهم يمجدونه مهما تلفظ من تفاهات ، مهما اصدر من عجيب القرارات ، حتى الصمت الرهيب يا مؤمن جعلوه يحمل معاني الذكاء والعبقرية ، هؤلاء ان ذهب فرعونهم سيفقدون المهاره الوحيدة التي لديهم وهي تزيين الباطل و تزييف الحقائق وتمكين الفرعون وتمجيده ، والكذب ثم الكذب ثم الكذب وقد فقدوا ادنى درجات الحياء وهو شعبه من شعب الايمان ، والا خبروني بالله عليكم ، كيف استطاع مراسل تليفزيون ان يواجه جمهوره قائلا : حين نفيت خبر تفجير قسم الشرطة قبل نصف ساعة لم يكن قد حدث ، ولكن ها هو التفجير قد حدث الآن ( مراسل روحاني حضرتك ) .
وبعد هذا وغيره يخرج علينا المثقف الكبير متسائلا في سماحة الثعابين عن دماء شهداء الشرطة ، ويتبارى في تكرار السيناريو الامنى المعد سلفا وترديده على مسامعنا حتى يصبح الياذة الحقيقة الأكيده ، ليس ذنبي يا سادة اني لا اصدقكم ، ليس ذنبي يا سادة اني اراكم جرزان ترقص في حقل مأفون مخضب بالدماء الذكية من الشعب والشرطة والجيش والقاتل واحد ، نعم القاتل واحد لا يخجل من القول بأن دولته دولة دينية خاصة باليهود ، لا يخجل من تعريف حدود دولته التي وعد بها في كتابه حيث تقول التوراة في سفر التكوين :
 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَقَدَ اللهُ مِيثَاقاً مَعْ أَبْرَامَ قَائِلاً : " سَأُعْطِي نَسْلَكَ هَذِهِ الأَرْضَ مِنْ وَادِي الْعَرِيشِ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ، نَهْرِ الْفُرَات " القاتل واحد وان اختلفت الوجوه .
والآن ، هل علمتم لماذا لا يخاف قاتلنا من ذكر حقيقة اهدافه ، فقط لانكم موجودون ايها المنافقين ، والآن ، هل فهمتم سبب ما يحدث في سيناء حتى العريش ام ان الوعد في سفر التكوين لا يثير غيرتكم على ارضكم التي سيرثها عباد الله الصالحين ، هل فهمتم ما يحدث في المثلث السني في الانبار والتي جاء اليكم منها سفير شيطانكم الأكبر ، هل فهمتم ما يحدث في سوريا .
اقسم انكم تفهمون ، ولكنكم وجدتم السعادة فقط في لحس البيادة وهذا يناسبكم تماما ، اما انا ، فانا على يقين ان موتي سيكون يوما بسبب كلماتي ، وهذا سيكون – باذن الله – هو اسعد ايام حياتي ، وعند الله يجتمع الخصوم  .
واختم من أمل دنقل الشاعر الرائع الذي قال :

اتقنن الغلط
واتكفنت حقايق
في لمضة النيون
وزهوة اليفط
وسمنت القطط
وصبحت النبالة هبالة او عبط ، هبالة أو عبط


حسام الغمري 

الأربعاء، 7 مايو 2014

جنرال سيسي ... طير انت



حين تتابع لقاء تليفزيونيا لقائد عام الجيش الذي اطاح بأول رئيس مصري منتخب ، وتعهد بالقضاء على اكبر فصيل سياسي ديني ليس في مصر وحدها ولكن في العالم كله ، والذي يتعهد ايضا ليس فقط بتغيير الخطاب الديني بل بتغيير وجه الحياة في ارض مصر المنحوسة ، حين تتابعه وهو يتهيأ لاعتلاء سدة الحكم رسميا ويكون السؤال الذي يُلح على خاطرك اثناء اللقاء هو : هل اتم السيسي فترة الرضاعة ؟
حتما يكون في الأمر خطأ رهيب .
فكرت طويلا ان الخطأ خطأي انا وليس خطأ الرجل ، كيف يستسلم خيالي لهذا السؤال الفضولي الخاص بفترة رضاعة السيسي ، انا رجل شرير دون شك – هكذا قلت لنفسي – وما علاقة فترة الرضاعة ببرنامجه الانتخابي  واطلالته يخاطب ناخبيه ، هل لأن ابرز ما لدى السيسي هو انه كلما شعر ببلل سياسي قد يحبط احلامه الأوميجا ( وقد اعترف الرجل بصدق التسريبات ) نراه يُسارع باللجوء الى المرأة المصرية كي تهرع لنجدته مصطحبة زوجها وابناءها لانها صاحبة اليد الطولى في الأسرة المصرية كما يكرر دائما ، وليس هذا فقط ، بل تتغير ملامح وجهه لتصبح اكثر رومانسية وشاعرية وكأنني اتابع الممثل توفيق الدقن وهو ينظر الى الممثلة برلنتي عبد الحميد في فيلم ( سر طاقية الاخفاء ) كما تتحول نبرة صوته الى الرقه والحنان وكأني اتابع الممثل ابراهيم سعفان وهو يوجه حواره الى الممثلة نوال ابو الفتوح في مسرحية ( الاستاذ مزيكا ) ، هل هذا هو السبب الذي جعلني افكر ان كان قد اتم فترة رضاعته ؟ ام ان السبب هو فساد خيالي التطفلي الفضولي المريض ؟
ساعات طويلة قضيتها ألوم نفسي مبكتا اياها ، حتى تذكرت مؤتمر ( الكفته ) الشهير ، ورأيي الذي اعلنته على قناة الجزيرة مباشر مصر تعليقا عليه حيث قلت بوضوح : العسكر كانوا يعتقدون ان هذا المؤتمر سيرفع من شعبيتهم فاصبحوا اضحوكة العالمين وهذا يضعنا امام تساؤل مُلح حول القدرات العقلية للجنرال السيسي  ، فما اصعب ان يسيء المرء الى نفسه من حيث كان يعقد انه يُكرمها ويرفع من شأنها .
هذا الخاطر جعلني ارفق بنفسي قليلا ، قد يكون الذنب ذنب السيسي وليس شرا كامنا في نفسي الأمارة بالسوء ، فقررت ان اشاهد اللقاء مرة أخرى فوجدت ان السيسي يعترف ببراءه يُحسد عليها انه قابل شخصية امريكية مرموقه في مارس 2013 واخبرها ان مرسي قد انتهى ، فتساءلت في نفسي ، هل قيام وزير دفاع بهذا لا يُعد تخابرا ؟ لا يُعد افشاء لاسرار عسكرية ؟ حيث ان مرسي كان القائد الأعلى للقوات المسلحة ، والغريب ان السيسي نفسه خرج في شهر ابريل من العام الماضي ليطلب من الشعب الوقوف امام صناديق الانتخاب بدلا من استدعاء الجيش لان الجيش نار لا تلعبوا بيه ولا تلعبوا معاه كما أكد ، انت كنت بتشتغلنا أأسيسي – هكذا تساءلت في نفسي - .
لم تنتهي المفاجآت عند ذلك الحد ، بل حين سُئل عن صفقة السلاح الروسي حيث ملاءت اذرعته الاعلامية الفضاء المصري طنينا حول الصفعة التي وجهها السيسي للبعبع الاميركي  بتحوله الى السلاح الروسي ، قال السيسي ببراءه وخجل ( كميل امه يا ناس ) : سلاح ايه ؟
لست متيقنا ان الاعلامية لميس قد شعرت ببلل اثناء اجابته هذه ام ان امثالها لا يشعرون ، ولكن ، هل لهذه الدرجة مشاعر المواطن السيساوي البسيط الذي صدقكم وبات يحلم بعبد الناصر الجديد مُحطم اسرائيل بالسلاح الروسي والذي تعهد بتدمير اسرائيل ومن وراء اسرائيل ( امريكا يعني ) ، هل مشاعر المواطن السيساوي لا تعني شيئا لديكم ، هل شعوره بأنه – حمار لامؤاخذه – لانه صدقكم لا يعني الكثير لديكم .
ثم تجاوزت هذه النقطة ، وتجاوزت ايضا اعترافه بصحة التسريبات وهو رجل الأمن الأول في مصر ومسئول المخابرات العسكرية السابق قائد الحرب على الارهاب ، وتجاوزت غضبه ووعيده حين ذكر ابراهيم عيسى 8كلمة عسكر ، وتجاوزت خطته الاقتصادية المبدعه المعتمده على ( اللنضه الموفرة ) وبالمناسبة أود ان اوضح لسيادته ان عموم المصريين يستعملونها بالفعل ، تجاوزت كل هذا ولكن الشيء الذي لم استطع تجاوزه حين قال : الجيش حساس مبيحبش حد يفتش وراه !!!!
نعم يا كابتن ، الجيش ايه يابا .. حساس ، والحساسية دي تسليح روسي وللا اميركي ( ألش رخيص ) طب الحساسية دي بياخدولها مرهم وللا دواء كحه ( ألش أرخص ) ، طب الحساسية دي عاديه يعني وللا لابسه مموه ( ألش أرخص وأرخص ) ، ايه حكاية الجيش حساس دي ، يعني نظام يا إما كده يا شعب يا إما موش لاعب وللا ايه ؟ ودوروا على حد يقف في الشمس على الحدود ؟؟؟ هيه بقت كده !!!!
و هنا تأكدت اني لست انسانا شريرا ، وان العجب العجاب الذي شاهدته على الشاشة من الشخص الذي قتل من المسلمين في مصر ما لم يقتل نابليون او كليبر او حتى اللورد كرومر المشهور بقسوته بات أمر لا يمكن احتماله .
لست ضمن الفريق الذي يشكك في الحديث الشريف الذي يمجد في جند مصر ، فلقد خدمت في الجيش ورأيت بأم عيني جنديا يحمل 70 كليو جرام من التعيين ( الماء – البقوليات ) ويصعد بهما قمه جبليه على مسافة ثمانية كليو متر حيث كنا في نقطة مراقبه في القطاع الاوسط في سيناء قريبة من منطقة الميليز ، رأيت قوة تحمل وصبر وصلابة لا مثيل لها ، تحاورت مع ضباط صغار – حيث انني كنت اخدم في مكتب عمليات الكتيبه – فوجدتهم اصحاب رؤى استراتيجية عميقه وكفاءه ، وحنق شديد بسبب قيادة المشير طنطاوي لهذا الجيش ، سمعت قصصا عن ابتكارات تدفن ، وكفاءات تُحول الى وحدات اداريه بمجرد ان تظهر كفاءه او نبوغا ، وسرعان ما تُحال الى التقاعد ، جيش مصر جيش عظيم يا سادة ولكنه مُختطف ، ويجب على الشعب الذي دعمه عام 56 اثناء العدوان الثلاثي ، وعام 1967 حين خرج يهتف ( هنحارب ) ودعمه طوال حرب الاستنزاف واثناء العبور ، يجب على هذا الشعب العظيم ان يستعيد جيشه العظيم المختطف ، ودون شك سيفعل .
واخيرا قررت ان أحنو على رأسي التي لم تجد من يحنو عليها قائلا في نفسي : جنرال سيسي .. طير انت


حسام الغمري 

الثلاثاء، 6 مايو 2014

بل هي حرب على الاسلام يا بطل اليهود القومي



تحدث بوش الابن عن الصليبية الجديدة وتحدثت كوندليزا رايس عن الفوضى الخلاقة ومُنظريهم تحدثوا عن الشرق الأوسط الجديد بينما كنا مشغولين بنعومة نانسي عجرم ومدى اثارة هيفاء وهبي ، ثم جاء اوباما بنيولوك جديد للحلم الاميركي حيث الفرص متاحه للجميع ظاهريا حتى الزنوج ، ثم جاء الى جامعة القاهرة ليحدثنا عن علاقة جديدة مع الاسلام ، حدث ذلك كله ولكننا لم نفهم .
لازلت اذكر كيف خرج اوباما يوم جمعة الغضب محذرا الجيش المصري من اطلاق الرصاص على المتظاهرين ، وكيف هدد مبارك قائلا ارحل الآن ، والآن تعني الآن ، فرحل مبارك استجابة للسيد الاميركي الذي استثمر الضغط الشعبي الذي مهد الارض له بعناية فائقة .
و لازلت اذكر التسريبات التي تحدثت عن ضغوط اميركية منعت اعلان نتيجة الانتخابات بعد تزويرها لصالح شفيق مما سمح للاخوان بتصدر المشهد ظاهريا ، ثم صمت القبور من هذا الاوباما وهو يتابع نفس الجيش وهو يطلق النار على المُصلين امام الحرس الجمهوري ثم في رابعة وغيرها .
30 يونيو نهاية الاسلام في مصر ، قالها جورج اسحاق بالنقاء الثوري الذي يحمله بين جوانحه ، ثم شكر وثناء من تواضروس للجيش الذي اعاد في نفوسهم الامل بعد مجزرة رابعة ، ثم فكر اسلامي يجب ان ينتهي – وفقا لما قاله السيسي – دون ان يوضح لنا ماهية الفكر الجديد الذي يدعو اليه دون ان يمنحنا فرصة مراجعة مصادرنا وان كانوا قد نجحوا في القضاء على فرصة ظهور عالم اسلامي يلتف المسلمين حوله كما التفوا حول العز بن عبد السلام في محنة مشابهة ، والآن هل اتضحت خيوط المؤامره أم مازال القوم في سباتهم العقيم .
في ظل تعايش مباركي مع التيار الاسلامي لا يخلوا من اعتقالات وتعذيب واغتصاب للذكور في المعتقلات ، فالقاعدة كانت كالتالي : ان كنت تريدها اسلامية وتعمل تحت جماعة منظمة يجب عليك ان تدفع الثمن من عرضك ويتم تصويرك حتى تصبح دائما تحت السيطرة هذا ان عاد اليك اتزانك النفسي بعد ما حدث لك ، كان لابد من افساح المجال لآله القمع التي صنعها الاميركان على اعينهم من تصفيه التيار الاسلامي تماما وقد اصبح التعايش المباركي لا يُلائمهم لانها الصليبية الجديدة التي حدثنا عنها بوش ، ومن أجل ذلك كان يجب ان يظهر الاسلاميون على السطح بعد ازاحة نظام مبارك فنصدم بتصريحاتهم وتصرفاهم الغير متزنه في كثير من الاحيان وكيف لا تكون وقد نالوا ما نالوا في المعتقلات والسجون ، ليتحول قطاع عريض من الشعب عنهم بل ويرتضي قتلهم وسحلهم وهو يغني تسلم الايادي
وها قد جاء السيسي ليقتل الفكرة كما قال هو بنفسه في لقائه من لميس وابراهيم عيسى الذي اعترف ان مكارم الاخلاق تثير حنقه !! ، ولكن اي فكره تلك التي يريد السيسي قتلها ، واي قيم يريدونها كما تحدث عنهم سيناتور اميركي قائلا : كل الذي يريدونه – قاصدا معسكر الانقلاب – هو تبني قيمنا و فضائلنا .
لست فقيها في الدين كعلي جمعة او ياسر برهامي ولكني اقرأ قول الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم " كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ " صدق الله العظيم .
(( نأمر وننهي )) ، خبروني بالله عليكم كيف نأمر وننهى الا اذا كنا دولة ، وهذا ما جاء السيسي ليقتله فينا .. حلم استعادة الدولة ، الاسلام الذي يستعيد الدولة ، اما صلاتك وتبتلك في دارك فلن يسألك عليها احد ، اما المساجد ، فالمصريون لا يريدون ان يساقوا اليها كما قال السيسي لفوكس نيوز .
لست اخوانيا ، ولكني اخ للاخواني ، وأخ لكل مسلم وفقا للحديث الصحيح الذي يقول ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا" وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، "بِحَسْبِ امْرِئٍ مِن الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ ".
والاخوان باعتراف السيسي هم جماعة من المسلمين استطاعت رغم كل انواع القمع والتضييق ان تتوغل في 70 دولة وان تنشيء اعلاما قويا اي قوة ناعمة ، ويكفي ان تعلم انه في بريطانيا وحدها تحول 100000 بريطاني الى الاسلام عام 2010 وان احياء كامله بات غير المسلمين اقلية فيها .
نعم الاخوان يسعون الى تكوين الدولة ، الدولة التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر لصالح تطور الانسانية وليس ضدها ايها القاتل الحارق عدو الانسانية ، والدولة المبتغاه كما وصفها حسن البنا هي استاذية العالم ، اي دولة عالمية يسير فيها المسلم دون ان يتعرض للفظاعات التي يتعرض لها في افغانستان والعراق وسوريا وفلسطين واليمن والقاهرة وصولا الى مينامار وافريقيا الوسطى ، هذا هو فكر المسلمين المستضعفين اليوم في الرض ايها السيسي فما هو فكرك ؟ ، هذه هي دولتنا التي نعمل من اجلها فلأجل اي دولة تعمل ؟  للدولة التي لا تستطيع ان تحيا دون زواج ، دون رضى سيدها ودعمه ، ومن هو السيد الحقيقي الذي تعمل لأجله ، هل هو السيد الاميركي ام لحكومة العالم الخفية التي تتهيأ للظهور ولا يُعيقها الا التنظيم المتوغل في 70 دولة وفق اعترافك ومن قبله اعتراف مصطفى الفقي الذي اقر انهم اخطأوا تقدير حجم الاخوان داخليا وخارجيا .
الا فلتعلم ايها السيسي اننا جميعا في الاسلام اخوان الا رعاعك المغيبين وراقصاتك المترهلات وعُملاؤك والمنتفعين ، ولا اراك الا المولى القاسي الذي ستبتلى به مصر قبل ان يكون لها الرب ضاربا فشافيا كما في سفر اشعياء 19 قبل تحريف بعض آياته لتمجيد اسرائيل كعادتهم في التحريف .
وأخيرا ، قد يرى البعض في تولي القعيد بوتفليقه علامة على وهن الأمة ، بينما اراها علامة على نقاء الاجيال الجديدة فيها ، وان اليهود ما عاد لديهم نفس القدرة على صناعة الحكام الخونه اعداء الدين ، والا ما افتقارهم سوى لهذا القعيد في جزائرنا الحر ، وايضا ، ما افتقارهم سوى للممثل العاطفي محدود الأفق ضعيف البيان والبنيان في مصر .
لن يهزم الدين وسينتصر بالشباب كما انتصر أول مرة ، فلتواجه شبابا تخلص من الوهن وصار الموت لديه احب من حياة في رحابك في سلمية مُشرفة ، وسيقيم هؤلاء الشباب دولتهم من ماليزيا حتى الغرب العنيد ، دولتهم التي لا يقتلون فيها او يحرقون او يعتقلون ويغتصبون ، دولتهم التي ستأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر لصالح الانسانية التي لا تعرفوها وتشهد عليكم جرائمكم ، دولتهم التي سيكونوا فيها جميعا في الدين اخوان
وان غدا لناظره لقريب
والى الله المُشتكى وحسبنا الله ونعم الوكيل


حسام الغمري 

الأحد، 4 مايو 2014

الامم المتحدة تنتحر وجنين الخلافة ينمو



بالطبع أشعر بالغضب الشديد حين اشاهد رصاصات الغدر تخترق افئدة اصدق واخلاص شباب انجبته الأمة الاسلامية منذ عقود وربما قرون ، كما أشعر بالحُنق ايضا حين اُتابع تصريحات التحالف الوطني التي لا ترتقِ اطلاقا لحجم تضحيات الشارع وبعضها يُصيبني بالريبة أحيانا وأكثرها يُصيني بالدوار ونحسبهم على خير ولا نزكي على الله احدا ، ولكنني رغم هذا كله لا أشك مطلقا ان نظام الامم المتحدة يحتضر وقد قتل نفسه بنفسه وجنين الخلافة الاسلامية ينمو ليولد من جديد عملاقا يشرق شمس العدل على هذه الارض المخضبه بالدماء .
        قد أكون على قيد الحياة حينها فاحتفل مع شباب اليوم بعودة امبراطوريتنا المجيدة وقد انتهى الى الابد عصر الزواج الشرعي من الدول الصليبية ، وقد اكون متوفى في عربة ترحيلات او مقنوصا برصاصة غدر أو ممنوع الدواء في معتقلات العسكر ، ولكني على اية حال اشعر بفخر أكيد بسبب نصيبي الذي قدره الله لي من المشاركة في حركه البعث التي يشهدها الشارع الاسلامي من ماليزيا حتى المغرب .
        والحكاية تبدأ بعد هزيمة الخلافة الاسلامية في الحرب العالمية الاولى بمساعدة بعض العرب الذين غرر بهم لورانس العميل الغربي - وقد داعب احلامهم بالمساعدة في اعادة الخلافة للعرب دون الترك المسلمين - سارعت الدول الصليبية المُنتصرة في هذة الحرب الى تكوين ما سمي عُصبة الامم وهي المنظمة التي فشلت في منع الحرب العالمية الثانية فتحولت الى ما يسمى الأمم المتحدة والتي قامت ايضا بهدف معلن هو منع قيام حروب مستقبلية وضمان حقوق الانسان لا سيما المدنيين العُزل بعبارات مؤثرة وبراقه تضمنها الاعلان العالمي لحقوق الانسان ، اما هدفها الغير معلن فنحن نشاهده الآن بوضوح في شوارع مصر وسجونها ، حيث اثبتت التجربة تلو التجربة ان منظمة الأمم المتحدة انما قامت فقط لحماية حقوق غير المسلمين اذ قامت العصابات اليهودية بمساعدة القوى الصليبية باحتلال فلسطين عام 1948 اي بعد ثلاث سنوات فقط من اعلان قيام هذه المنظمة العالمية وريثة خلافتنا الضائعة ، ولعلنا نذكر كيف بُح صوت الدبلوماسية العربية عقودا لجعل اسرائيل تلتزم ولو بقرار واحد من قرارات هذه المنظمة العالمية ، وتبقى القرارات 242 و غيرها من القرارات التي ضربت بها اسرائيل عرض الحائط ( ولقد اصبحت كغيري لا اهتم من جديد بحفظها او حتى البحث عنها في الانترنت ) ، و لعلنا نذكر قرارات اخرى كان الفيتو الاميركي لها بالمرصاد فماتت قبل ان تولد مضروبة بالحذاء الاسرائيلي الخبيث .
        والآن اسمحوا لي ان ادعوكم الى تجربة من نوع الكوميديا السوداء ، دعوني اقترح عليكم كتابة عبارة " الامم المتحده " في احد محركات البحث ومن ثم الدخول الي صفحة ويكبيديا لقراءة السطور التالية :
" إن السعي لتوفير حقوق الإنسان كان أحد أهم الأسباب التي قامت من أجلها الأمم المتحدة  حيث أدت الاعمال الوحشية والابادة الجماعية في الحرب العالمية الثانية إلى إجماع عام على أن تعمل الأمم المتحدة ما بوسعها لمنع مثل هكذا مآسي في المستقبل هذا الهدف المبكر أصبح إطار قانونيا لاحتواء وحل الشكاوى المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان حيث يُلزم ميثاق الأمم المتحدةكل الدول تشجيع "الاحترام العالمي ومراعاة حقوق الإنسان" بالقيام بالأعمال التعاونية لذلك الهدف " . 
والآن بعد قراءة هذه السطور لن اتحدث عن ما حدث لحقوق المدنيين العزل الذين قتلوا وحرقوا في رابعة وغيرها ، أو حقوقهم في سجون الانقلاب ، ولكن دعوني اتساءل عن القدرة التي أثبتتها الامم المتحدة في منع صليبية بوش الابن ضد العراق التي اجتاحها دون قرار ، حدثوني عن دور الامم المتحدة في حماية اهلنا في سوريا الذين يفتك بهم المُجرم بشار ، واهلنا في اليمن الذين يُغتالون غدرا بطائرات المأفونه اميركا بدون طيار صبح مساء ، والتهمة معدة مسبقا ( القاعدة والارهاب ) ، حدثوني عن حقوق المُسلمين في افريقيا الوسطى و ميانمار حيث يُقتلون وتحرق جثثهم ايضا بنفس المنهج السيساوي صبح مساء ، حدثوني عن حقوق اهلنا في ليبيا والجزائر وقد خرج من يهدد امنهم بتصريحات خرقاء ولم نر منهم سوء أو عدوان ، هل سمعتم لمنظمة الأمم المتحدة في كل هذه الحالات رهج ولا وهج ، الاجابة هي لأ .
اذن ما جدوى هذه المنظمة بنت المنظمة التي نشأت على انقاض خلافتنا المفقودة وما احوجنا اليها اليوم كمظلة عالمية تحمي حقوق الانسان المُسلم في كل مكان ، منظمة تختص وحدها باعلان الجهاد لنصرة ضعفاءنا في كل مكان فتصمت الى الابد فزاعة الارهاب المقيته المصنوعة لقتلنا بعد ان تُلبس القاتل ثوب الضحية .
" لن تركع أمة قائدها محمد " عبارة يرددها شباب اليوم في شوارع مصر المحروسة ، ومن قبل كان الهتاف فقط لمشاهير كره القدم ، هذا التغير الواضح هو ما يجعلني على يقين بتخصيب جنين عودة الخلافة الاسلامية بدماء الشهداء وقد أدرك المسلمون أخيرا ان كل المنظمات الصليبية التي لطالما تغنت بدعمها لحقوق الانسان كانت تستثنينا من الانسان الذي تقصده بدعم الحقوق ، وليس قرار محكمة الجنايات الدولية والتي تتبع هذة المنظمة العالمية المشبوهه والذي رفضت بمقتضاه تبني التحقيق في مجزرتي رابعة والنهضة واللذان اعتبرهما بابا روما – ويال العجب - مجزرتين ضد الانسانية ، ليس الا دليلا على ان حياة وحقوق المسلمين ليست ضمن اهتمامات الامم المتحدة ، وان الخلافة الاسلامية الجامعة هي وحدها من شأنها جعل الانسان المسلم يعيش في أمن وسلام في هذا العالم المليء بالذئاب والقتلة المأجورين لصالح الصهيونية العنصرية ، والآن وبعد اتضاح الصورة هل لكم أن ترددوا معي قائلين :
" الأمم المتحدة لم تعد تمثلني "


حسام الغمري 

الثلاثاء، 29 أبريل 2014

القاريء الوديع في قرار اعدام المُرشد بديع


كنت اتفهم تصريحات اعضاء التحالف الوطني لدعم الشرعية طوال الشهور الماضية من عينة : الداخلية مُرهقة .. الانقلاب مُحاصر داخليا وخارجيا .. شرفاء الجيش غاضبون وسيتحركون قريبا .
وهكذا دائما الصراعات الكبرى تكون مصحوبة بتصريحات تخدم اهداف الحرب النفسية التي من شأنها النيل من عزيمة الخصوم ، وبث الامل في نفوس الانصار ، ولكن اذا اردت تحليل ما يجري على الارض فعليك تجاهل كل هذه التصريحات مؤقتا ومراقبة تطور الاحداث مع ربط كل قرار يأخذه اي طرف من طرفي الصراع بالتوقيت الذي يصدر فيه مع وضع سؤال : هل كان يمكن ان يصدر هذا القرار من هذا الطرف قبل فترة من الزمن ؟ ولكي نبدأ في مداعبة خيال القاريء العزيز لاثارة الاذهان دعونا نتساءل : هل كان السيسي يستطيع ان يُظهر رغبته في رئاسة مصر في يوليو 2013  بعد عزل مرسي مباشرة أم كان عليه ان ينتظر تهيئة الارض لاستقبال هذا القرار الذي أُعلن في ذكرى توقيع معاهدة كامب ديفيد المشبوهه وبالحلة العسكرية المصرية منبع الوطنية كما يقولون ؟ والاجابة الكيدة انه بالطبع ما كان السيسي المُسرب عنه دائما يجروء على اظهار نيته الحقيقية الا بعد تهيئة المسرح ، والسؤال الطبيعي والتلقائي الآن ، هل كل نوايا السيسي اتضحت ، ام ان هناك في جعبته المزيد من النوايا والاحلام ؟ حتى نعرف الاجابة لابد ان نختبر ميزان القوى على الأرض لا سيما بعد الاباتشي الامريكية المصحوبة بابداء القلق ( يا عيني ) من الانتهاكات المستمرة لحقوق الانسان في مصر ورغبة طنط امريكا الاكيده والدائمة في دعم المسمار الديمقراطي ، عفوا المسار الديمقراطي !!!
 اذن دعونا نرصد احداث الايام القليلة الماضية لمحاولة معرفة اتجاه ميزان القوى الحقيقي على الارض يسير في اي اتجاه حتى نتوقع ان كان مازال في جعبة السيسي المزيد الذي ينتظر الفرصة المواتية للافصاح عنه ، ويجب ألا ننسى انه يوم 6 اكتوبر الماضي تساءل وبراءه الاطفال في عينيه كالمعتاد ان كان شعبه من المفوضين يرغبون في ان يمتد التفويض ايضا ليشمل الدول العربية !!! .
قبل ايام فاجأنا المؤقت عدلي منصور بقرار يحصن قرارات الحكومة ضد الطعن من طرف ثالث ، وحين تتعامل مع حكومة هي صورة فجه من حكومات مبارك التي باعت الغاز الى الصهاينة بابخث الاثمان ولمدة طويلة وتركتنا نُصارع انقطاع الكهرباء المتكرر في الشتاء والصيف وذلك كله كان قبل ان تُحصن العقود الحكومية ، فبالطبع يجب ان نتوقع انه ربما نباع اليوم بعد هذا القرار بشحمنا ولحمنا للصهاينة وفي افضل الظروف يُباع ابناؤنا - يجب ان نفكر كذلك بالطبع – فاعلامنا الرائع لم يفكر طوال الشهور الماضية في توجيه اللوم لمن باع الغاز واكتفى باستضافة الوزير الذي بشرنا باستمرار أزمة انقطاع الكهرباء حتى 2018  لحين تدبير الطاقة وكأننا في القرون الوسطى أو في استخدام الفحم بديلا عن الغاز ، يال سخافتهم !!!
قرار المؤقت منصور من شأنه اضافة شريحة جديدة من رافضي الانقلاب الى الحراك الثوري ، ولكن هذا لم يمنع السيسي من اتخاذ هكذا قرار ، وهذا يدل انه ما عاد يخشى الحراك الثوري دون شك !! .
ثم خرج علينا القيادي الاخواني جمال حشمت بتصريح لا ريب فيه يؤكد ان الاخوان على استعداد للتراجع خطوة للخلف ، اي ان الاخوان باتوا الآن مستعدين للتنازل عن مرسي ، ولو قارنا هذا التصريح بكلمات بديع بعد ايام من الانقلاب والتي قال فيها : كل الملايين ستبقى في الميادين حتى تحمل رئيسها المنتخب على الاعناق .
لو قارنا بين التصريحيين وبينهما عشرة اشهر لادركنا تغييرا اكيدا في موازين القوى على الارض ، فلو كان جمال حشمت يشعر بتقدم على الارض ما كان ليقدم هذا التنازل الهام والاستراتيجي بالمجان !! .
ثم جاء قرار احالة اوراق بديع الى المفتي بعد تصريح جمال حشمت بيومين وفي نفس اليوم كان قرار اعتبار حركة 6 ابريل حركة محظورة ، ولا ننسى ان حركة 6 ابريل شاركت في 30 يونيو .
اذن نستطيع ان نُجزم بدرجة ثقة كبيرة ان السيسي ماعاد يُعير الحراك الشعبي اهتماما ، وانه بات يظن ان في استطاعته احتوائه والسيطرة عليه وامتصاص آثاره المتوقعة ، وان الفرصة باتت مواتية الآن لتوجيه الضربات الساحقة لكل الخصوم ، في مصر وغزة ، وحديثا شرق ليبيا .
لا يظن احد ان هذه العبارات ابواق انهزام مغلفة باحاسيس اليأس والتشاؤم ، فأنا اقرأ مثلكم قول الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم " حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ "
واقرأ ايضا قوله تعالى : " فَلَمّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىَ إِنّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلاّ إِنّ مَعِيَ رَبّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَآ إِلَىَ مُوسَىَ أَنِ اضْرِب بّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلّ فِرْقٍ كَالطّوْدِ الْعَظِيمِ
وأقرا كذلك "  يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون "
ولكن اولى خطوات النصر هو معرفة موقعك من الاعراب السياسي ، والسياسة هي فن المناورة في استخدام القوة ، اي ان القوة هي الاساس في التجربة الانسانية كلها ، والشعب ما زال يُلبي دعوات التحالف ، مازال ينزل الى الشارع مكابدا الغاز والخرطوش والرصاص الحي ، والاعتقالات في احسن الظروف التي تشهد انتهاكات يشيب لها الولدان ، الشعب مازال يلبي ويقدم التضحيات لأكثر من خمسين اسبوعا ، واظن ان من حقه ان يسأل : هل يقوم التحالف بمراجعة خططه ؟ هل يجلس لتدراك اخطاءه وتقييم موقعه ؟ ام ان اسهامه الوحيد عبارات انشائية يراها بليغة توجه للاتباع فيلبون بحق البيعة وللثوار الاحرار الذين يُلبون لوحدة الهدف والحلم .
القرارات الأخيرة تكشف انكم مهزومون تكتيكيا يا سادة ، وان خصمكم لا يخشى منكم بأسا ، وان كان الموت في سبيل الله اسمى امانيكم ، فالموت في سبيل الله لا يتحقق الا ان كان بخطة وهدف تحقيق الخير والعدل ومقاومة الظلم مقاومة حقيقية بلا رياء أو دخن على الارض  التي خلقنا الله كي نعمرها مستظلين بكلماته كلها ، غير ذلك الانتحار السفيه الغير مأسوف عليه .
وأخيرا ،، ما خاب من استشار يا دعاة الشورى

حسام الغمري



الأحد، 27 أبريل 2014

هل يعرف تحالف دعم الشرعية لعبة الشطرنج ؟!!



" لو كان السادات قد طلب مني اي شيء مقابل طرد الخبراء الروس لأعطيته ولكنها السياسة التي تجعلك لا تدفع ثمن شيء حصلت عليه بالفعل "

هذه العباره لليهودي داهية السياسة الخارجية الامريكية ومستشارها الدائم للأمن القومي هنري كسينجر ، وهي برغم بساطتها تصحبك مباشرة الى اهم اسرار عالم السياسة ومفاتيح فهمها وسبر اغوارها ، بالطبع هو قالها بعدما قام الرئيس السادات بطرد الخبراء الروس فجأة بعد ايام من لقائه  مع كمال ادهم رئيس مخابرات آل سعود في ذلك الوقت ، المهم ان هذه الخطوة كانت انتصارا هائلا للسياسة الاميركية لم تدفع شيء مقابل الحصول عليه ، لانها ببساطة حصلت عليه بالمجان !!

ولعبة الشطرنج مرتبطة تاريخيا بالسياسة والسياسيين ، بل ان اشهر خططها عند العامة تسمى خطة نابليون ، وهي وان كانت شديدة البدائية بالنسبة لمن قرأ في فنون لعبه الشطرنج ومارسها باحترافية ، الا انها تشير بوضوح الى الرابط بين اللعبة وعالم السياسة ، فالشطرنج صراع بين ارادتين ، صراع غير عادل لان اللاعب الابيض له اسبقية النقله الأولى اي اسبقية توجيه قواته لضرب الخصم ، ودعونا نتخيل مثلا ان هذا ما فعله السيسي يوم 3 يوليو بعزله لاول رئيس مصري منتخب ، وبالتالي يكون دور اللاعب الاسود هو الدفاع لامتصاص تأثير هذه النقله ومن ثم التهيؤ للهجوم ، وبالتالي يجب ان تكون نقلات اللاعب الاسود بالضرورة ثنائية الغرض دفاعا وهجوما او على الاقل تمهيد للهجوم .

اتفق كافة فقهاء لعبة الشطرنج ان المربعات الاربعة التي تكون في وسط الرقعه هم الاكثر اهمية على الاطلاق ، بأهمية عاصمة الدول مثلا ، لذا فإن اللاعب الذي يسيطر على وسط الرقعة اولا بالضرورة يكون هو الفائز ، لذا كانت افتتاحيات الشطرنج التقليدية تدفع ببيدق " عسكري " الملك خطوتين للامام ، أو بيدق عسكري الوزير هكذا لاحتلال وسط الرقعة مباشرة .

ثم تطور فكر فقهاء هذه اللعبة الرائعة بعدما وجدوا ان الاسراع في احتلال وسط الرقعة يجعل قطعك هناك معرضه للتكسير وهي التي لا يمكن تعويضها حسب قوانين اللعبة ، فوجدوا ان التفكير الانضج هو الضغط على وسط الرقعة من بعيد بحيث انك اذا ما وضعت قطعه بعد ذلك في وسط الرقعه لا يستطيع الخصم تكسيرها لان هناك قطعا في الخلف تحميها ومستعده ان تحل محلها حال تكسيرها ، فاصبحت الافتتاحيات الجديدة ، حصان 3 فيل ملك ، حصان 3 فيل وزير .. وهكذا ...

وهناك ثلاثة أمور في غاية الاهمية يجب على اي لاعب شطرنج ادراكهما ، الامر الاول وهو امر بديهي يختص بالوزن النسبي للقطع ، اي ان الحصان اهم من البيدق ، والرخ اهم من الحصان ، والحصان يتساوى في الاهمية مع الفيل في بعض المواقف ، وفي مواقف اخرى يكون للفيل اهمية مطلقة ، والوزير اهم القطع جميعا والكل مسخرون لحماية الملك – الهدف – ثم تحطيم جيش الخصم والقضاء على ملكه .

والأمر الثاني البالغ الاهمية الذي يميز لاعب عن آخر ، وكم من الادوار في البطولات العالمية نجد ان لاعبا قد استسلم دون ان يكون قد خسر قطعة واحده ولكنه ادرك انه خسر عنصر هاما شديد التأثير ، الا وهو عنصر الوقت ، وبالتالي باتت هزيمته مؤكده ولا مجال لاستمرار اللعب حتى وان كان جيشه كاملا .

ولشرح عنصر الوقت في لعبة الشطرنج دعونا نقول انه للحصول على قطعة من جيش الخصم يجب ان يكون حشدك في مواجهة المربع الذي تقف عليه هذه القطعة اكبر من حشد خصمك ، فللحصول مثلا على بيدق يحميه حصان يجب عليك ان تهاجمه ببيدق وحصان وفيل مثلا ، فيسقط هذا البيدق بالمجان فيحدث لك التفوق ، ولا يستطيع اي لاعب الوصول الى هذا الموقف الايجابي الا حين تكون جميع نقلاته مباشرة صوب الهدف الذي حدده لنفسه ووفقا للخطه ، فالنقله الواحده التي لا تخدم الخطة تجعلك خاسرا للوقت وتمنح خصمك التفوق رغم ان قطعك كلها مازالت فوق الرقعة ، ولكنك حركت احداها حركة على الاقل بلهاء لا تشكل اي ضغطا على خصمك فتكون قد خسرت بسبب اضاعتك للوقت في مقابل تحركات خصمك التي تخدم خطته مباشرة فيسطر بسرعة على المربعات الهامة في الرقعة فتتهاوى بعدها قطع مضيع الوقت هذا فيصبح الطريق الى ملكه مفتوحا ، بالطبع كما حدث لمرسي يوم 3 يوليو حيث كان الحشد ضده اسبق من حشده الذي جاء متآخرا جدا وغير فعال فلم يستطع انقاذه .

اذن الهدف الاساسي الاولى لتحركات اي لاعب شطرنج محترف هو الضغط على وسط الرقعة وبعدها اختيار من اي الجناحين سيهاجم ، جناح الملك ام جناح الوزير ، ولاعب الشطرنج البارع يدرك ان الهجوم الفاشل يعني نهايته ، وهكذا يمكن ان يخسر اللاعب الابيض على الرغم من انه هو الذي بدأ هجومه عن طريق دفع احدى قطعه للضغط على وسط الرقعه كما شرحنا ، واللاعب الاسود البارع يدرك ايضا انه اذا خسر وقتا اثناء هجومه المضاد عن طريق حشد القطع ببطء أو في الجناح الخاطيء او حشدها بحيث لا تشكل اي ضغط حقيقي على اللاعب الابيض ، او حتى تشكل عليه ضغطا ولكن يمكن احتماله أو الصبر عليه ، فهو مهزوم لا محاله ، ولا عذر لللاعب الاسود الغبي الذي سنحت له فرصة قراءة خطة خصمه اللاعب الابيض من نقلته الاولى الذي بدأ بها ، فبات مكشوف الهدف والوسائل .

اي ان لعبة الشطرنج تعتمد على حشد القطع حشدا ايجابيا في اسرع وقت ممكن ، بمعنى اقل عدد من النقلات لتشكل ضغطا على الخصم لا يمكنه احتماله ، وفي هذه الحالة تبدأ مفاوضات التسليم ، وان كابر فانه يعاقب بــ " كش مات " ، ويجب في هذا الصدد الا نغفل النقطة الثالثة الهامة في لعبة الشطرنج وهي المناورة ، فان كنت تنوي الهجوم مثلا من جناح الوزير فيجب ان تحشد قطعك بالمرونه والذكاء التي تجعل خصمك لا يستطيع تحديد مكان هجوم الكبير على وجه اليقين ، وايضا تُمكن قطعك المهاجمة من الانتقال بسولة ويسر من جناح لآخر لاستغلال نقطة ضعف جديدة تظهر ، او لخلق ضغوطات جديدة على الخصم ، او لوقف هجومه المضاد في الاتجاه المعاكس ان هو قرر صد الهجوم بهجوم .

ووقفا لمقولة كسينجر التي بدأت بها هذا المقال ، فمن الغباء ان يتوقع اللاعب الاسود من اللاعب الابيض ان يبدأ معه مفاوضات التسليم دون ان يكون قد وجد ضغطا لا يحتمل او فقد قطعا كبيرة تخل بميزان القوى لديه ، ولا يمكن ابدا للعب الابيض ان يعوضك وقتا منحته اياه بالمجان بسبب سوء اختياراتك وغباء  قراراتك .

وبعد هذا الاستعراض الذي ارجوا الا يكون مُملا بتوفيق من الله لقارئي العزيز ، فهلا تساءلتم معي بعد قراءة وتحليل الاوضاع في مصر ان كان تحالف دعم الشرعية يعرف شيئا عن لعبة الشطرنج ؟  

حسام الغمري




الأربعاء، 23 أبريل 2014

جنرال السراير


قبل اربعة عشر عاما كنت احضر تصوير مسلسل " بكير بياع الفطير " بطولة الرائع الراحل عبد المنعم مدبولي بصفتي كاتب السيناريو والحوار ، ولأن احداث العمل كانت تدور اثناء حكم المماليك فان شركة صوت القاهرة التي انتجت هذا العمل تعاقدت مع ماكيير شهير لاتمامه ، ولأن الكاتب اذا حضر التصوير يصبح هو الشخص الوحيد الموجود في اللوكيشن بدون عمل تقريبا فانني كنت امارس هواية النميمة مع معظم العناصر الهامة املا مني في اختراق هذا العالم السحري وقد كنت اتوق كثيرا الي ذلك حينها ، ولان قصص النجمات الكبار هي الأكثر صخبا فلقد بدأت بها في بداية جلسة النميمة الأولى مع هذا الماكيير ، واذكر اليوم كيف حكي لي انه اثناء وضعه المكياج لنجمة كبيره اشتهرت بذللات اللسان وهي ليست فخرا للدين دون شك وبجوارها كانت نجمة اخرى من نفس جيلها ذات وجه يبدوا طاهرا في احدى الاعمال التي جمعتهما كيف روت النجمة الاولى قصص استغلالها جنسيا من رئيس المخابرات صلاح نصر ورجاله مع عرب وعجم ، وان كافة بنات جيلها صنعن مثل صنيعها اللهم الا فاتن حمامة التي هربت الى لندن حين طلب منها ذلك ، والمطربة شادية التي استنجدت بالصحفي مصطفى امين فاجرى اتصال نجاها من ذلك المصير المأفون ، واستمرت هذه الممثلة الكبيرة في الشرح باستفاضة اثناء وضع المكياج حتى صاحت الممثلة الاخرى في وجهها قائلة : كفاية بقى فضحتينا
كنت استمع الى هذه التفاصيل في ذهول ، وحين بدت على وجههي الدهشة كأي شاب من اصول شرقاوية ، سألني هذا الماكيير قائلا : انت مقريتش كتاب اعتماد خورشيد وللا ايه ؟
على الفور ابتعت كتاب اعترافات اعتماد خورشيد وقراته واستوقني كيف ان بطل العروبة المزعوم جمال عبد الناصر قد التقى بها ليمنحها ثقة الادلاء بشهادتها امام محكمة خاصة انشأت لمعاقبة جنرالات خصمة المشير عامر بعد حقيقة 5 يونيو 1967 الكاشفة لحكم العسكر ، وعندها تساءلات في نفسي : الم يكن يعلم زعيمنا المُفدى بهذه الانتهاكات الصارخة لاعراض بناتنا ، واي نصر كان هؤلاء يتوقعونه باستخدام هذه الوسائل القذرة ، حتى وان جاء النصر ، هل سيشعرون بفخر واعتزاز ، ام ان قيم الشرف والاخلاق والدين لا تشغل بآل هؤلاء .
نجى من تصفية عبد الناصر لهذه المجموعة وقتها جنرالا كان يدعى موافي ، ولم يعد سرا انه نفسه صفوت الشريف الذي وجد طريقا ومجالا اثناء حكم السادات ومن بعده حكم خليفته مبارك ، ولعلنا نذكر مقولته الشهيرة ليلة جمعة الغضب : سنبقى واقفين ، شامخين ، محتضنين مطالب الشباب .
من مخابرات صلاح نصر الى اعلام حسني مبارك ، ومئات القصص كنا نسمعها همسا داخل مبني ماسبيرو الذي دخلته بتصريح عمل لمده شهر عام 95 لأول مره ، عن مذيعة قُدمت لفلان ، وعن ممثلة قفزت فجأه لدور البطولة في اعمال رمضان بعدما قدمها الوزير لعلان ، قصة بعد قصة اصابوني جميعا بالغثيان حتى وصفت مبني ماسبيرو وقتها بصفيحة القمامة المقلوبة ، هكذا شعرت به .
جميعنا كان يعلم انه ان نجا احد من انتفاضة يناير 2011 فسيكون هذا الموافي لما يمتلكه من فضائح مصوره تدين ساستنا الاشاوس في امتنا المكلومة .
ثم هبطت علينا الراقصة سما المصري فجأه بقصة مخابراتية الطراز لعلكم تذكرونها ، هي قصة زواجها العرفي من البلكيمي رجل الدين الذي صار نائبا للشعب بعد الثورة ، كنت ادرك يقينا ان التيار الاسلامي مُخترق مخابراتيا دون شك ، وان البلكيمي صاحب فضيحة الانف التي خضعت لعملية تجميل ، والآخر الذي رفع الآذان اثناء احدى الجلسات – بالمناسبة ، اين هو الآن ذلك الرجل ام ان دوره انتهى ، اين حميته على الدين التي جعلته يرفع الآذان اثناء انعقاد الجلسة – ولعل دورهما كان بث سؤال واحد  داخل نفوس الشعب الذي انتخبهم وتوسم فيهم خيرا بعد كل ما عاناه طوال عقود حكم العسكر ، هذا السؤال هو : بقى هما دول اللي كنا فاكرينهم بتوع ربنا .
المهم ان الخطة نجحت وباتت سما المصري اشهر من نار على علم كما يقال ، وبدأ توظيف شهرتها سياسيا في النيل من خصوم حكم العسكر عملا بالمثل الشعبي القائل : عاوز تهزأ راجل سلط عليه واحده ست .
نعم هكذا يفكرون ، نعم تلك هي افكارهم ومحتواهم الثقافي ولا تندهش عزيزي القاريء ، فالادارة الهندسية التي تبنت تحطيم الساتر الترابي يوما بخراطيم مياة اذهلت العالم تتبنى اليوم عبد العاطي كفته وكانوا يظنونه سينجح في اقناعنا ببطولاتهم الجديدة وفتوحاتهم المديدة .
ولكن يبدوا ان الراقصة سما المصري قررت ان تجود في عملها مرتجلة للنيل من مرتضى لمصلحة السيسي ، غاب عن فطنتها ان مرتضى هو الآخر جزء من الاستربتيز الرئاسي ، فتفوهت ضده بما يفضحه ، ولكن ربما فعلت ما هو اكبر ، فالراقصة ذكرت اسم شيخة كويتية اخبرتها – كما ادعت – بما لا يجهله مواطن عربي عن سيرة بعض الشيوخ ، ولا حول ولا قوة الا بالله .
فذهبت سما ضحية جنرالا ربما برتبه اكبر من ذاك الذي كان يُديرها ، او ربما جهاز آخر أقوى من الجهاز الذي كانت تعمل لحسابه ، لست ادرى اين الحقيقة ولا ادعى ابدا اني اعرفها كاملة .
والآن جاءت فضيحة كاراتية المحلة تلك المدينة الصغيرة الريفية الطابع ، والتي تضعنا امام تساؤل ، هل ما خفي في القاهرة الكبيرة كان اعظم ؟ هل هذا عمل لهاو ام انه تخطيط محترف لعمل ما كانوا يسمونه في عهد صلاح نصر " كونترول "
ربما الايام ستجيب على كل هذه الاسئلة كما عودتنا !!
وقبل ان اغادر عزيزي القاريء اتركك لتتذكر النفوذ الواسع الذي تمتعت به راقصة شهيرة مثالية في نهايات القرن الماضي وقدرة كبيرة كانت لديها في البطش باعدائها وكان الوسط الفني كله يخاف منها يتحاشى غضبها ، وقد حكت هذه الراقصة علنا انها قدمت رقصة خاصة لرئيس اسرائيلي زار مصر في السبعينات اثناء مباحثات السلام .
واخيرا ،،
عنوان هذا المقال مُقتبس من جملة جاءت على لسان يوسف شعبان من فيلم " كشف المستور "
فامتلئوا سؤددا ايها المناصرين لحكم العسكر وغنوا أكثر ، تسلم ......... الايادي

حسام الغمري


الخميس، 10 أبريل 2014

اتصال بقناة الجزيرة لا يمكن نسيانه


كنت اتابع تغطية قناة الجزيرة لاحداث الحادي عشر من سبتمبر كملايين العرب وكيف حولت الميديا الشيخ اسامة بن لادن لقائد عسكري اكثر دهاء من ماك ارثر ومونتجومري معا ، وكيف استطاع الشباب العربي بعد دورة هواة في الطيران لم تتجاوز الثلاثة اشهر ان يقود البوينج ويعدل مسارها لترتطم ببرج التجارة الذي يبدو من السماء " كإبرة رفيعة " وسط محيط من الامواج ، ولكنه حقد " الارهاب " الذي يمكن ان ينهي حياة آلاف المدنيين المُستأمنين في لحظات ، أو هكذا ارادوا تصوير الحادث .
لاحظت ايضا كيف خرج شارون بعد دقائق معدوده يعزي الشعب الاميركي ويقول ببلاغة عُرفت عنه في هكذا مواقف : ان الذي تواجهونه اليوم ايها الاميركيين يشبه تماما ما نواجهه في اسرائيل لان عدونا واحد هو عدو للحضارة والانسانية والمدنية والتطور !!!
تعجت كيف تستطيع السياسة والميديا تحويل القاتل الى ضحية والضحية الى ارهابي ، كيف تشكوا اميركا التي امدت اسرائيل بالفانتوم الذي قتل اطفالنا في مدرسة بحر البقر الابتدائية من ظلم وقسوة المتشددين العرب ، كيف تشكوا اميركا التي انشأت جسر جوى امد اسرائيل باسلحة لم تكن معرفة – كالصاروخ تو المضاد للدروع – لتهبط في مطار العريش مباشرة بغية تغيير ميزان القوى الذي اختل لصالح الجيش المصري بعد عبور 73 ، ومن قبلهما كيف وفر الاسطول السادس الاميركي في البحر المتوسط غطاء جويا لاسرائيل التي انطلقت طائراتها لتدمير مطاراتنا في ساعات من نهار 5 يونيو الاسود ، والادهى من ذلك ، كيف يحول الاعلام القذر اسرائيل اللعينة الى ضحية مكلومة وسط براثن الذئاب العرب المسلمين .
ثم جاءت مكالمة من رجل اعمال مصري غاضب مقيم في امريكا ببرنامج خُصص لتلقي الاتصالات التي تستعرض الآراء المختلفة ، كانت عباراته بسيطه وحادة ومباشرة ، قال ان له جار اميركي في العقد السابع من مره وكانت علاقته معه تقتصر على القاء التحيه كلما تقابلت سيارتاهما بالصدفة عند الدخول الى المنزل او مغادرته ، واذا به فجأه يطرق الباب ليسأله على استحياء ان كانت دعوة النبي محمد تحث اتباعه على القيام باعمال ارهابية كما حدث في الحادي عشر من سبتمر ، لم يكن لدي وقت للرد عليه – هكذا يقول المصري المتصل – ولكني ذهبت الى مكتبة الفيديو الخاصة بي واحضرت له فيلما الرسالة وعمر المختار للمخرج السوري مصطفى العقاد وطلبت منه ان يشاهدهما ، وبعد ثلاثة ايام اعادهما لي وهو يعتذر انه قام بنسخ الفيلمين على شرائط خاصة به ، وبعد اربعين يوما فقط اشهر هذا العجوز الاميركي اسلامه وكذلك فعلت زوجته المُسنه وقد درسا الاسلام ، فلو ان امتنا انجبت عشرة مثل المخرج السوري مصطفى العقاد لتغيرت نظرة العالم لنا – هكذا قال المتصل المصري بحده قبل ان ينقطع الاتصال مع قناة الجزيرة –
وحين اتامل واقعنا الآن في مصر اجد المصلين يقتلون والمساجد تحرق ، والمعتصمين تفجر رءوسهم ثم يحرقون والبنات والشباب في المعتقالات يغتصبون ثم يسمى الرافض لكل هذا " ارهابي " !!! يسمى المقتول او المغتصب او المنادي بحقوقهما – ككاتب هذه السطور – بالارهابي ، بينما القاتل المتجرد من الآدميه وداعميه هم الاشاوس الابطال المدافعين عن المدنية والتقدم ومصر العريقة ، اي هراء واي لعبة قديمة لعبتها ماما اميركا تقلدون ، اللعبة التي نجد اصل لها في كتاب بروتوكولات حكماء صهيون الذي يتحدث عن امكانية التضحية ببعض اليهود لكسب تعاطف عالمي ومن ثم الحشد لمواجهة الاعداء وقد الصقنا التهمة بهم ، ام انكم مازلتم تعتقدون ان اسامة بن لادن وجماعته فعلا هم من خططوا ونفذوا ما حدث يوم 11 سبتمبر 2001 ؟ الم تتواتر الشاهدات ومنها ما خرج من افواه اعضاء سابقين في الــ CIA لتفضح مؤامرة 11 سبتمبر التي مكنت بوش من كسب تآييد داخلي وخارجي لحربه التي سماها بالصليبية الجديدة ؟
وتبقى قصة المصري المقيم في اميركا والتي استعيدها منبها كل اسلامي مخلص ادرك اخيرا ان الحق يحتاج الى وسيلة جيدة لايصاله الى البسطاء والعامة واكثرهم من المخدعوين ، ماذا كنتم تتوقعون من امه تركت لكتاب الدراما في التليفزيون والسينما ومعظمهم من الموالين للسلطات العلمانية كي يمرروا اسلوب حياة لاهي تنافسي مهموم بالشهوات الحسية والمغامرات التي تحقق للبطل الشعبي ثراءه ومتعته برفقة الراقصة الجميلة والاغنية ذات البهجة ، تركتوهم ترفعا والآن تستصرخوهم استجداء ان ينضموا معكم وينصركم لانكم على الحق ، وكثيرا ما اتساءل في نفسي ، ألم نتعلم ان القرآن الكريم جاء متحديا العرب في الفصاحة والبلاغة وكانوا يشتهرون بهما ؟ ألم يرق قلب عمر بن الخطاب وقد كان فظا غليظا لبضعة ايات من سورة طه ذات الجرس الموسيقى الناعم والرشيق والآيات القصيرة ذات الايقاع المتدفق والمعاني العميقه وكلها من الضوابط الفنية ؟
 نعم ترفعتم ولا اقول استكبرتم وتركتم الفن والاعلام ليفرغا الاسلام من مضمونه في قلوب المسلين ، حتى تقاليدنا العربية الاصيلة من شهامة ونجده واحترام للمرأة غابت بسبب ما فرطتم فيه ، ولعلها فرصة لتعلم الدرس وتدارك ما فات .


حسام الغمري 

الخميس، 3 أبريل 2014

الهاشتاجيون ... من يكونوا ؟



بعدما صار الهاشتاج المُسيء للسيسي امرا واقعا تُقره ارادة ملايين البشر الذين يتفاعلون يوميا مع هذا الهاشتاج ، فدعونا نتفق على وصف الثابتون على دعم السيسي رغم كل ما كان وما يتوقع ان يكون ، رغم دماء الطالب والشرطي ، رغم انتهاك عرض الفتاة والشاب ، دعونا نصفهم بالهشتاجيين .
ولكي نتعرف على هؤلاء الناس دعونا نبحر قليلا صوب الماضي ونتوقف عند حقيقة 5 يونيو 67 التي كشفت نكسة الأمة في عسكرها لنجد ان الهزيمة المدوية قسمت المجتمع الى قسمين ، قسم رفض الهزيمة واعلن اصراره الصمود و الحرب لتحرير الارض ، هذا القسم استحضر الدين الذي حاول عبد الناصر واجهزته تغييبه ، فعاد الحجاب الى الظهور في شوارع مصر ، وكلنا شاهدنا صور امهاتنا في فترة الستينات وادركنا حجم وملامح التغرييب التي كانت تعكسها ملابسهن في تلك الحقبة الضاله ، اما القسم الآخر من المجتمع فنالت منه هذه الهزية النكراء ، وافزعته الفجوة الحضارية والتكنولوجية بيننا وبين الغرب ، فقرر التماهي مع قشور الثقافة الغربية كحيلة من حيل الدفاع عن النفس واحتواء قسوة الهزيمة ، فاصبح يحيي ليسمتع وليمكن اولاده من ثروات البلاد ليجنبهم اي ألم قد يحدثه الزود عن المقدسات بانكارها او في اقل تقدير تجاهل ندائها ، ولعلنا نعلم ان وزير الخارجية المصري نبيل فهمي ليس الا احد الشباب الذين ساعدهم آباؤهم ذوي النفوذ في الهروب من الخدمة في جيش مصر المنكوس ، ومثله بالطبع الكثيرون .
حرب أكتوبر لم تستطع ان تشفي جراح 67 ، بل دعونا نقول انها ساهمت في دفع البعض دفعا الى السأم من فكرة تحقيق انتصار جاد على اليهود ، فها هي البلد التي منعت اي صوت من ان يعلوا فوق صوت المعركة وبعد ست سنوات كاملة من الصبر وتحمل المعاناة ترتمي في احضان امريكا وتستقبل الزعماء الصهاينة بحفاوة بالغة ودماء الشهداء مازلت تستصرخ فينا همة الكر من جديد كل ذلك كي تستعيد الارض بسيادة منقوصة .
استطاع السادات ان يستثمر هذا الشعور ببراعة ، ولعله جاء الى حكم مصر ليفعل بها هذا ، وظن قطاع واسع من المصريين انهم بصلح اليهود سيلتقطون انفاساهم وينهضوا بوطنهم ويرتقوا بالخدمات التي يمكن ان يحصلوا عليها كمواطنين وعدوا بالرخاء من بطل الحرب والسلام ، وجاء الانفتاح الاقتصادي المفاجيء ليمنح هؤلاء القاعدين عن الحرب فرصة تحقيق احلامهم المادية في الدنيا التي ابتغوها اكثر من اي قيمة روحية او دينية .
وكي يستطيع السادات اقناع اليهود بسلامه كان يتحتم عليه ان يبث في نفوسهم طمأنية بخصوص مستقبل الحكم في مصر ، فاختار اللواء الذي الغى الضربة الجوية الثانية بقرار منفرد ليحدث ما اُطلق عليه مذبحة الهليكوبتر التي كان من المفترض ان تنقل القوات الخاصة الى منطقة المضايق تحت حماية الضربة الجوية المُلغاه خلف خطوط العدو ، وليموت الآلاف من الجنود والضباط قبل ان يتمكنوا من الوصول الى النقطة التي كانت ستسقط تل ابيب عسكريا حال تمكنهم من الوصول اليها ، ولعل قرار السادات الغريب بتطوير الهجوم بعد ذلك للوصول الى منطقة المضايق المحمية طبيعيا يفسر اهمية هذا الخط عسكريا ، وكنا سنصل اليه في ساعات الحرب الاولى لولا حسني مبارك ، فابحثوا عن حقائق التاريخ لعلكم تُرحمون .
ودعوني اوجه دعوة الى كل من يشكك في هذه السطور ان يسأل نفسه ، لماذا تم اختيار مبارك ليكون نائبا لرئيس الجمهورية دون غيره من القادة الافذاذ الذين اذهلوا العالم مثل الشاذلي والجمسي وفهمي وغيرهم ، لماذا مبارك الذي تآمر على كل ما هو عربي ومسلم طوال ثلاثين عاما تلت من حكمه ، وها هي بغداد المكلومه باقية لتحكي مراره تآمره القديم .
اخبرني لواء سابق في مباحث امن الدولة ذات يوم انهم حين كان يُطلب منهم التحري عن 50 شخصية مثلا مرشحة لتولي حقيبة وزارية كان الضباط يراهنون انفسهم ان الاكثر فسادا وفق ما تضمنه التقارير التي اعدوها هو من سيؤدي القسم امام فخامة الرئيس مبارك ، ودائما يُشترط لتولي منصبا عاما في مصر ان يكون في حوزة  مباحث امن الدولة ما يدينك من مستندات او فيديوهات ، وان كان السادات قد تولي حكم مصر وتوجيهه الاستراتيجي فتح قناة السويس والاعتراف باسرائيل وتحقيق السلام معها ، فان توجيه مبارك الاستراتيجي - كان وفق اعتقادي – فقط اختر لهم الاسوأ .
ولتسألوا ضباط الجيش الكبار من اقاربكم عن اداء المشير طنطاوي اثناء قيادته لكتيبة المشاه 16 في حرب اكتوبر ، سلوهم علهم يجيبون .
ثم حدث الزواج والنسب طوال ثلاثين عاما من حكم مبارك بين ابناء وبنات الطبقة الاولى طبقة رجال الاعمال الانفتاحيين الذين ولدوا نفسيا من رحم هزيمة يونيو ، وطبقة كبار رجال الدولة الذين عينهم مبارك وفق محددات الفساد اللاديني واللاخلاقي كما شرح لي لواء امن الدولة السابق ، ثلاثون عاما جعلت هذه الطبقة سميكة ذات اشعاع بغيض يؤثر على صغار الموظفين ويمتد تأثيرها للبلهاء من عامة الشعب ، بابهارهم برغد العيش البادي عليهم فضلا عن النفوذ الكبير الذين تمتعوا به في دولة اللاقانون المباركية ولعلهم كانوا يستعيدون داخل نفوسهم الضعيفة الحكاية القديمة مُرددين " يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون انه لذو حظ عظيم " .
 وليس قيام العسكر باطلاق صراح رموز دولة مبارك " قضائيا " بعد انقلابهم علي مشروعها للتوريث ، الا انعكاسا لمدى ترابط هذه الطبقة وتماسكها عائليا وايضا ايدولوجيا .
ولا شك ان كنيسة الصليب في مصر كانت تراقب ذلك طول الوقت وتحرك بعض الخيوط من خلف الستار لتحقيق حلمهم القديم باستعادة مصر التي سلبها منهم الاسلام – كما يروجون - .
هذه الطبقة بتحالفاتها الصليبية تؤمن بأن السلام مع اسرائيل هو الضامن الوحيد لسلامة مليارتهم المتدفقه من ثروات مصر الى بنوك اوروبا وامريكا وكلاهما تأتمران بأمر اسرائيل وتتحركان وفق اجندتها ، هذه طبقة ايضا تؤمن ان الاسلام الصحيح هو وحده الذي يمكن ان يُزلزل عروشهم المالية والسياسية ، فالاسلام لا يقبل الضيم او التنازل عن المقدسات ، فالاسلام هو تسليم لارادة الله وحده وحاكميته على الارض ، وهو ايضا الرسالة ذات البريق الدائم الملهم القادر على استقطاب الانصار حتى من قلب اوروبا وامريكا لاتصاله بالارواح ذات الشئون العلوية المتجرده من دونيتهم الارضية المرتمية في حضن الشهوات ، لذا فحربه بالنسبة اليهم باهمية الخزانة الحديدية القديمة في حفظ الثروات .
لا شك ان اسرائيل تابعت آلاف المصريين وهم يسقطون علمها المرفرف فوق ضفاف النيل بمجرد سقوط شرطة مبارك في عام 2011، وبعد اول عمل استفزازي قامت به على الحدود ، بالطبع اسرائيل تابعت ذلك فتيقنت ان عقود طمس الهوية لم تؤت اؤكلها تماما ، وان حرية المصريين تعني بالضرورة مواجهتهم مباشرة في حرب لا يفضلونها لانهم ارادوا لنا الموت البطيء الذي لا يكلفهم سوى فاتورة كهرباء غرف التآمر العربية ، وفاتورة بعض العملاء من زعماء وعسكر واعلاميين ، لذا لم اندهش من خبر افتتاج اول ناد للعراة في مصر المكلومة ، ولا اندهش من مساحة الاباحية المتزايدة في الدراما المصرية ، وكم الملايين التي تدفع في بضاعة لا تُدر ربحا ماديا ، ولتخبروني بالله عليكم كيف تراجع انتاج كل شيء في مصر بعد انتفاضة يناير الا انتاج الدراما ، اخبروني بالله عليكم هل عائد الاعلانات والاتصالات يغطي تكاليف انتاج مسلسل واحد تدفع احدى الفضائيات مقابل عرضه على شاشتها الغراء ، هل تعلموا كم هو مكلف ثمن التردد على القمر نايل سات وثمن الحصول على استديو بث من مدينة الانتاج الاعلامي ، وتكاليف انشاء الديكورات واجور المعدين والمخرجين ، فضلا عن الملايين التي يحصل عليها كل نجم من نجوم التوك شو مقابل العبث في عقولكم .
اتحدى ان تعلن اي قناة فضائية بكل شفافية الكلفه الحقيقة لعرض اي برنامج توك شو وعائد هذا البرنامج من الاعلانات والاتصالات ، ونفس الشيء بالنسبة للمسلسلات ، وجاء الوقت لتسألوا انفسكم من يمول هذا الفارق وما هي اهدافه .
من الذي يدفع لتريكم غادة عبد الرازق مفاتنها ، من الذي يدفع لتستعرض سما المصري امامكم بذاءتها وهي الخدمة الوحيدة المجانية في عالم السيسي ، من الذي يدفع ليقتل فيكم الشهامة والنخوة ، من الذي يدفع ليحارب الدين .
انهم ببساطة الهشتاجيون
ومكر الله ادهى وأمر

حسام الغمري