الاثنين، 30 ديسمبر 2013

عندما تواجه الموت تتغير .. وعندما تتحدى الموت تتبدل انسانا آخر

بالطبع لم يكن مديرو الانقلاب يتوقعون هذا السيناريو 
ولكن لأن القاعدة تقول : ان المكر السيء لا يُحيق الا بأهله 
جاء صمود الأحرار مُبهرا حتى لانصار الشرعية 

يعتاد اي كاتب دراما جيده وهو يخطط لرواية جديدة وبعد رسم الشخصيات ان يفكر كثيرا في التجربة التي ستتغير بعدها شخصية البطل ليخرج الى العالم بقناعات جديدة وافكار مختلفة ، بل وقدرات جديدة اكتسبها أو اكتشفها داخل نفسه بعد هذه التجربة . 
ولا يوجد أهم وأعمق من تجربة الموت حين يقترب من الانسان .
 فمابالك حين يواجهه 
 حين يتعايش معه 
 بل حين يتحداه 

والمتأمل للمشهد المصري يجد أن الانقلابيون وبعد اسبوع من حركتهم المجرمة قاموا بمجزرة ضد الساجدين أمام دار الحرس الجمهوري ، نالت فيما نالت ايضا المصور أحمد عاصم الذي التقط بكاميرته وجه قاتله ولحظة اطلاق النار عليه ، كان ظنهم ان هذه المقتله الصادمة لشعب تباكت نخبته على المسحول في الأمس القريب ستُعيد صناعه الخوف وستخضع الثوار لارادة العسكر ، فيعودون من حيث جاءوا ، ويُمنح الوحش القذر فرصة التهام ضحيته قطعة وراء قطعة في هدوء واستمتاع واغاني تبجيل واحترام مزعوم . 

ولكن الحقيقة التي لا ينكرها هؤلاء السفله ان أحرار هذا الشعب وعلى مدار أكثر من مائه وستون يوم استمروا في النزول الى الشوارع تهتف حناجرهم ، الا سحقا للقوم الظالمين . 


كل شخص ينزل تُنازعه نفسه غريزة البقاء على قيد الحياة ، تراوده احلامه بشأن المستقبل ، تثقله مشاعره لاحباء لا يتمنى فراقهم ، لانه ببساطه يخرج كل يوم وهو يتوقع رصاصة تفجر رأسه من أناس اظهروا بل تعمدوا وباصرار شديد ان يُظهروا انهم لا يخشون في قتلة حساب خالق أو سؤال حاكم ، أو مواجهة قاض عادل ، أو حتى لومة لائم .
ومع ذلك لم يتوقف الاحرار عن النزول !!!
ومع استمرار المسيرات تبدل الأمر من مواجهة الموت الى تحديه . 
ومع توالي ايام الثورة ، ومع استمرار تحدي الموت ، تغيرت طبيعة هؤلاء الاحرار فباتوا اكثر ابتعادا عن مادية البشر ودونيتها ، اقترابا لروحانيه الاولياء ويقينهم . 


فكيف ايها الانقلابي ستنتصر على مثل هؤلاء 
هل تملك الا القتل وقد جربته المره تلو المره تلو المره 
وهل يُضير الشاة وصفها بالارهابية بعد ذبحها بدم بارد 

والآن وقد اتضحت خطتك الأخيرة القذرة ، خطتك في دفع الجهلاء والمغيبين والطائفيين الي القتل نيابة عنك بدافع الحقد والغل الطائفي ، أو حتى بدافع السلب الذي زينته لهم بفضائيات عُهرك . 
الم تر الصحيفة التي نشرت خبر القبض على اخواني اراد تحرير محضر بسرقة الصيدلية التي يقتات من كدها اطفاله ، ألم تفهم الرسالة الخسيسة من وراء نشر هكذا اخبار ، انها فقط تطمئنك ايها الطائفي ، اقتلهم واسرقهم وان جاء المكلوم ليشتكي سنعتقله لنبتر شكواه ضدك ، اقتله ايها الطائفي لان الشرطة فشلت في القضاء عليهم أو تحوليهم الى خراف صامته . 

ولان الله لا يهدي كيد الخائنين 
خرج شعب الحضارة فجرا في عزبة المهاجرين في الاسكندرية ليس لقتلهم كما خططت ووجهت اعلامك ، بل لانقاذهم من قبضتك الرخيصة ، اي فشل ايها الانقلابي وأي خزي يكسوك يوما بعد يوم . 
الم يتكاتف رجال بورسعيد لانقاذ الحرائر من قبضة بطشك المتحرش 
والآن ، ماذا تنتظر ؟ 
الجزء الاخير من خطتك ، بل أقول التفجير الاخير 
لتقول ان الثوار قتلوا بطلهم المصنوع من خيوط الغدر والكذب والتآمر مع الاعداء .
فيخرج الغوغاء داعميك والطائفيون أتباعك ليعملوا القتل والسلب فينا انتقاما لبطلهم الذي بشرهم ويال العجب بخراب مصر ل30 عاما قادمة أو اربعين ، وما زادهم ذلك الا اصرارا على استدعاءه ليهديء من حقد قلوبهم على الاسلام ولا شفاء لهذه القلوب . 

دعني اخبرك انهم ان فعلوا فقد جاءوا متأخرين جدا 
فلم نعتد فقط على مواجهة الموت 
بل اعتدنا على تحديه وهزيمته 
ادفعهم للخروج فما اراك تدفعهم الا لتنفيذ قضاء الله العادل فيهم 
وحسبنا الله ونعم الوكيل 

(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ )



ولعنة الله على الخائنين 

الأحد، 29 ديسمبر 2013

اغتيال مرسي سيصنع الأسطورة الجديدة

لا يختلف احد - حتى المنتسبين رسميا الى الاخوان - أن الرئيس مرسي فشل تماما في تصدر المشهد المصري طوال عام علقت في رقبته احلام الثورة والثوار فضلا عن احلام الاسلاميين ليس في مصر فقط بل في الكثير من البلدان ، فشل منذ خطابه الأول  " خطاب التوك توك " والذي جاء اشبه بالمسا والتحيه في الافراح الشعبية ، حتى خطاب النهاية الذي قدم فيه تنازلات فات اوانها ، وكان الأولى ان يعلن اقالة وزير الدفاع ليُعقد على خصومه الموقف تماما ويفقد كبيرهم اي شرعية للتواجد في المشهد كوزير مقال من الرئيس ، ولولا ان هذا الرجل في محنه وكرب - وليس من شيم كرام العرب الاسراف في قدح من ابُتلي وأقصي - لاسهبت في تحليل اخطاءه الكارثية التي ندفع من دمائنا وامننا ثمنا لتصحيحها  . 

ولكن ، لأن الله لا يهدي كيد الخائنين ، رأينا ان صورة هذا الرئيس الغير موفق تنتشر على وجه البسيطة من ماليزيا حتى نيويورك ، في الوقت الذي لم نر لسيسيهم صورا اللهم الا في مؤتمراتهم الأمنية المُذيلة بلوجو انصار بيت المقدس ، في كوميديا اشبه بكوميديا الفارس أو عروض شارلي شابلن الصامته . 

فمع أول طلقة أطلقها السيسي على الساجدين امام نادي الحرس الجمهوري باتت عودة مرسي ليست فقط ضرورية للثأر من القتلة ، بل مأموله ومبتغاه ، فرُفعت صور الرئيس في كل انحاء العالم لتعبر عن حلم القصاص ، واذا لاحظنا كيف انحسرت صورة مرسي بشكل كبير بمجرد ظهور شارة رابعة لادركنا ان فكرة العدالة المسفوكه تسبق بكثير حالة الاعجاب بأداء مرسي طيلة عام .

ومع كل انتهاك قمعي واعتقال تعسفي لوزارة الداخلية باتت عودة مرسي ضرورة وجوبيه للأمن الشخصي لكل مناصر لانتفاضة يناير التي لم ترتق لتنعت بالثورة بسبب حسابات قيادات الاخوان الخاطئة وتشرذم الثوار ، ولا الوم رغبة الفلول في العودة فهذا شأن انساني طبيعي ، ولا الوم جمال مبارك ان هو مازال يحلم ايضا بالرئاسة . 

ومع كل تصريح مستفز للانبا بولا ، باتت عودة مرسي ضرورية لاستعادة دستور 2012 وهوية مصر الاسلامية ، واعادة اتباع يسوع الى العُهده العُمرية التي انقذتهم من انتهاكات الروم التي عرفوها جيدا لقرون وتشكل الى الآن ملامح شخصيتهم . 

ومع تصريحات ساويرس المجرمة ، باتت عودة مرسي مسألة حياة أو موت للانتقام من هذا الصليبي المخرب للوطن المعادي لكل مظاهر الاسلام في شكله او مضمونه . 

ومع تحريض الاعلاميين الفجره ، وشيوخ العسكر لهم من الله ما يستحقونه ، باتت عودة مرسي ضرورية لاستئصال سرطان ينبت وينتشر في جسد الاغبياء والبلطجية من هذا الشعب الذي ارادوا له الجهل لعقود . 

ومع العنف المقصود ضد الحرائر والتحرش والانتهاكات الجسدية وتلاسن العواهر ضدهن ، باتت عودة مرسي ضرورية لانقاذ اعراض بناتنا من الذئاب الغير انسانية بملابس رسمية بكل اسف .

ومع انفجار شلالات الدم في الجامعات باتت عدة مرسي ضرورية لانقاذ ابناءنا الطلاب من الموت العضوي رصاصا أو خرطوشا ، أو المعنوي باجبارهم على الذل والخضوع بعد سفك حريتهم في التعبير عن الرأي . 

وبعد وبعد وبعد ، صار مرسي هو الشخص المُنتظر ليملأ الارض عدلا كما ملئت جورا ، ولكن ماذا لو قتلوه !!!! 

ان قتل مرسي سيصنع اسطورته ، فالمتأمل لتاريخ الانسانية نجد ان البشر يهوون صناعة الاساطير حول قائدهم الذي تقتله قوى الشر أو الذي يتم تغييبه فجأة وقد كان ملء السمع والبصر ، فحين غاب المسيح ابن مريم عليه السلام ، اعتقد مليارات البشر والى الآن ، انه اله ، او ابن اله ، او الاله متجسد في صورة بشر ، لست ادرى فهي لوغاريتماهم وحدهم يفهموها او لا يفهموها ظنا منهم ان تقبل ما لا يُفهم بالعقل والمنطق هو شرط الايمان بوسوسة القساوسة والرهبان .


وحين ذُبح الحسين ومن بعده بعض احفاده ظهر التشيع في ملايين من البشر بعضهم يعتقد في الامام المستتر الذي سيعود للظهور ليملأ الارض عدلا وينتقم للفئه المؤمنه المغلوبه على امرها ويستعيد حق علي بن ابي طالب الذي سلبه صحابة النبي غيرة وحسدا ، مكرا وكيدا ، وهم ليسوا كذلك بالطبع ، ولكنها المأساه تشكل وجدان ملايين البشر . 

حتى الدكتاتور الحاكم بأمر الله ، يعلم الدارسون ان هناك من لا يزال يؤمن بألوهيته ليس لسبب اللهم الا غيابه المفاجيء بعد سنوات طويلة من الحكم الذي لا يخلوا من جنون ، ففي سنة 1018 م  ظهر رجل شيعي متطرف يدعي حمزة بن علي الزوزني أخذ يدعو لتأليه الحاكم بأمر الله عن طريق حلول روح الله تعالي في جسد الحاكم بأمر الله ،و أقر الحاكم بأمر الله مذهب الزوزني لاسباب سياسية ، فانتشرت الفكرة بين كثير من السذج في الشام . و لما قُتل الحاكم في القاهرة لم يعترف هؤلاء بموته بل اعتقدوا أنه سيرجع في آخر الزمان لينصر اتباعه وينتقم من الآخرين ويقر العدل .

و لقد انتشرت أفكار حمزة بن علي الزوزني في الشام علي يد محمد بن اسماعيل البخاري الدرزي الذي يُنسب إليه المذهب الدرزي، و يتركز معظم معتنقي هذا المذهب في سوريا و لبنان و فلسطين حتى الآن .


والمدهش ، ان هناك في اقاصي الكوكب ، حيث العلم والتكنولوجيا والطاقة النووية ، رفض الكثيرون في ستينات القرن المنصرم فكرة موت مطربهم الأشر الفيس برسلي وقد مات فجأة  ، وظنوا انه سيظهر ، ظنوا انه حتما سيعود ربما ليملأ الارض رقصا وطربا روك اند رول بعد ما ملئت بوب وميتال . 

اما على الارض ، فإن هناك قطاع كبير من الشباب الذين يرفضون حكم العسكر وممارساته ، ولكن فكرة عودة مرسي ايضا كابوسيه بالنسبة لهم ، فالرجل - فرج الله كربه - لم يعط لهم صورة الرئيس المنتظر لمصر الثورة شكلا او مضمونا ، وارى ان اغتياله سيكون سببا هاما في ضخهم لتيار الثائرون في كافة شوارع مصر ، وسيبكي الجميع حينها على الرئيس الديمقراطي الطيب الذي خدعه - ثبته - وزير دفاعه ووزير داخليته ورئيس حرسه ، وهو الذي تسامح مع الجميع ، حتى من اساءوا اليه في السر والعلن ، في الغرف المغلقه وعلى الفضائيات المُشهره ، ثم ابى ان يُفرط أو يتخلى ، أبى ان يبيع أو يخون ، ابى ان يتسامح مع القتلة ، أضف على ذلك اساطير سوف تُنسج عن ايمانه وقربه من ربه وصلاته وقيامه ربما تبالغ بأكثر ما نحسبه الرجل عليه يقينا ، وأشهد له بالحلم واستحضار المولى عز وجل وقد التقيته مرة واحدة منذ اربعة عشر عاما ، كان صديقا لوالدي - رحمة الله عليه - واستاذا لأخواي في هندسة الزقازيق وجميعهم يشهدون له بالصدق والصلاح . 

ولكن كل ذلك ستضخم مرات ومرات ومرات لو قاموا باغتياله 
فهذه عادة البشر للأعلام حين يغيبون أو يغيبون . 

الخميس، 26 ديسمبر 2013

الاستفتاء موعدهم .. أليس الاستفتاء بقريب ؟

امريكا بالطبع تحارب قيام امبراطوريتنا الاسلامية 
ولكن امريكا ايضا ترأس نظام عالمي تشكلت ملامحه بعد الحرب العالمية الثانية  باعلان ميثاق الامم المتحده وما تضمنه من مجموعة من المباديء عن حقوق الانسان لا سيما المدنيين ، واي خلل كبير في تطبيق هذه المباديء الانسانية بالضرورة في اي جزء من العالم يهدد هذا النظام ، لا سيما بعد البشاعة التي يدير بها النظام السوري معركته ضد شعبه . 

الجيش المصري استثمار اميركي ناجح على مدار ثلاثين عاما : قالها جون كيري وزير الخارجية الاميركي في العلن .
 ولست انا قائل هذه العبارة ، ولم نسمع المتحدث العسكري يخرج لنا ليدحض هذا القول . 

ربما تفسر هذه المقدمة محدودية قدرة الجيش المصري على الفتك بالمتظاهرين السلميين على الارض ماداموا سلميين ، كما ان غض اميركا الطرف طويلا عن القمع الذي تمارسه الداخلية وحملات الاعتقالات السياسية يفسد بضاعتها عن الحريات التي تروجها لشعوب العالم منذ عقود وتضعها في حرج بالغ . 

لهذا فان الاميركان ساده الانقلابيين قد منحوهم فرصة أخيرة حتى الاستفتاء ليثبتوا للعالم شعبيتهم وشرعيتهم ، ولهذا رأينا وزير الدخلية المصري يقول : نشجب الحادث الارهابي ونعم للدستور 
: نعزي الشعب المصري في شهداء الشرطة ونعم للدستور 
: ستأتي على البلاد موجه بارده ونعم للدستور 
: قطاع الكهرباء ينهار ، ونعم للدستور 

ولكن كيف يمر دستورهم والمظاهرات والمسيرات لا تتوقف ؟ 


اصبح من الواضح ان الشرطة فشلت بعد سته اشهر في قمع الشارع كما اصيب ضباطها بارهاق شديد ، لذا فمن المتوقع ان تكون المشاركة على الاستفتاء ضعيفه جدا ، لذا جاء انفجار المنصورة وما تلاه من احداث ابرزها اعلان ان جماعة الاخوان جماعة ارهابية ، اي اباحه دمائهم ، ليس بالنسبة للجيش والشرطة ، فكلاهما يستحلان دماءهم دون قانون . 
استباحه الدم هذه المرة الغرض منه الاستعانة بجهلاء الناس لقتل المتظاهرين المعارضين معاونة للشرطة المنهكه .
اقتل ارهابي ايها المواطن وانهب ماله تحل عليك بركات الانقلاب واعلامه .

لذا فحين تابعت مشهد اقتحام الغوغاء انصار الانقلاب لمحلات اولاد رجب ، ادركت انهم بدءوا بالمنصورة المدينة كثيفة البلطجة املا في تصدير هذا المشهد المُلهم للغوغائيين كي ينقضوا على الاخوان لسلب منازلهم بعد قتلهم وسحلهم في باقي المحافظات ، انقاذا لرؤوس الانقلابيين التي باتت تتدلى امام مشنقه عدالة قضاء الثورة الحقيقية القادمة . 

حفظ الله مصر من انفجارات احفاد عبد الناصر 
حفظ الله الشرفاء 





الاثنين، 23 ديسمبر 2013

وأخيرا ... جرى الصدق على لسان وزير الداخلية

كان المسلمون وقت نزول القرآن يتعجبون من الكفار تتنزل عليهم الآيات فيها خبر الأولين ، وكيف انتقم الله من القوم الظالمين ومع ذلك لا يعتبرون ، وفي هذه السير وبين سطور أحسن القصص العبر كل العبر . 

فالقرآن يحكي لنا كيف انتقم الله من عاد وثمود وفرعون وجنوده ، بل من كل قرية ظلمت نفسها بظلم نخبتها ، "وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا " صدق الله العظيم ، وهي سنة الله ولن تجد لسنه الله تبديلا . 

ولكن المدهش ان ترى قوما شهدوا آيات ربهم ولم يؤمنوا لها ولم يستخلصوا العبر وهم عليها شهود ، الم ترى كيف ترشح جمال مبارك الى السجن في الوقت الذي كان يظن نفسه فيه سيترشح لسدة الحكم ، و من كان يظن ان حبيب العادلي بماله وجنده واجهزته وعتاده ، سيظهر على الناس يوما بالبدلة الزرقاء .

والأخطر من ذلك كله ، هل اتاك حديث ملك ملوك افريقيا واولاده ، هل ابصرت نهاية الرجل الذي يقال انه امتلك 200 مليار دولار ، والذي لم يكتفي بجنده فجاء بالمرتزقة من دول افريقيا ، فلم يغنوه من الله شيء ، وشاء الله ان نرى سوءته تهان من بعد قتله وهو الذي كان يتفاخر بالبذات العسكرية الأنيقه يطل بها على الناس في بهاء وسلطان  .
كيف لمن رأي ذلك كله في الامس القريب الا يتعظ ويخضع لسنه الله في كونه ، سبحان الله خير الماكرين . 

وبالأمس سمعنا معالي وزير داخليتنا المفدى يُصرح لضباطه ان الاستفتاء على الدستور باتت مسألة حياة أو موت ، ونسي أو تناسى معالي الوزير ان يخبرنا ، حياة لمن ، وموت لمن ؟ 

بالطبع هو يقصد حياتهم وموتهم ، فما شاهدناه بعد 3 يوليو يخبرنا ان حياتهم هي فقط ما تعنيهم ، والحق أقول لكم اني ادرك كم العذاب الذي بات يصرخ تحت وسادة نومهم ان كانوا مازالوا يستطيعون النوم . 

فكل محاولاتهم لاعادة ثقافة الخوف تحطمت تحت اصرار الثوار يتزعمهم شباب وبنات لا يملك الشريف الا ان ينحنى امام صمودهم الاسطورى بصدور عارية حتى وان اختلف معهم ، وحاشاني ان اختلف مع خير من انجبت بلادي . 

قتلوا وحرقوا واعتقلوا وغلظوا الاحكام ، ولم يُرهب ثانية هذا الشعب . 
خطفوا رئيسا واعتقلوا وزراء ، حتى القضاه بعضهم لم يسلم من هذا البطش ، ولم يتراجع الثوار . 
اغلقوا القنوات وحطموا الممتلكات ، حتى الساجد لم يسلم من رصاصات غدرهم ، ولم يتراجع ثائر واحد . 
وان الحكمة تقول : ان الخطر كل الخطر ان تستخدم كل ما اوتيت من قوة في محاربة خصمك لانك ان فعلت ولم ترهبه ، فأنت هالك لا محاله . وربما هذا يفسر تصريح الوزير الباحث عن شرعية له ولحزبه . 

والحق ايضا اقول لكم ان الانباء المتواتره عن حالة الارهاق الشديد التي أصبح عليها ضباط وجنود الداخلية باتت امرا لا تخطئه عين ، وأذكر ان حديثا جمعني بالصدفة مع احد الضباط الذين شاركوا في قمع مظاهراتنا في جامعة القاهرة ابان حرب الخليج الثانية عام 1991 واستمرت فقط لبضعه ايام حيث علق عليها قائلا : يا راجل متفكرنيش دي كانت اوحش ايام في حياتي ، قعدت اربع شهور ما اروحش بيتنا ، تعرف انكم خلصتم الذخيرة بتاعة القطاع ، وبعتنا نجيب ذخيرة من قطاع اسيوط !!! 

تأمل هذه الجمل التي ذكرت بعد سنوات تعليقا على ايام تظاهرنا في نحن فقط طلبة جامعة القاهرة - وقتها - فما هو حالهم وقطاع كبير من الشعب يخرج يوميا لسته اشهر بلا انقطاع تقريبا في كل شوارع وحارات وأزقة مصر المحروسة بإذن الله . 

والباعث على رعب الوزير البادي - وفق اعتقادي -  امران بخلاف تدني الحالة المعنوية للضباط والجنود . 
أولاهما : انه طوال الشهور الماضية كانت قوات الداخلية والجيش الداعم لها يختارون التوقيت المناسب لهم لمهاجمة المسيرة وبالاعداد والتسليح التي يرونها كافيه لحسم المواجهه لصالحهم ، وكثيرا ما كان يتم ذلك وقت تهيؤ المتظاهرين للانصراف في نهاية يومهم ، ولكن كيف سيكون الحال حين تتفتت قواتهم التي ستنتشر لتأمين آلاف اللجان في اماكن ثابته ومعروفه للثوار ، باختصار .. سيكونون هم للمره الاولى تحت أعين الثوار الذين سيكون لهم ايضا القدرة على المبادأة لانهم سيكونون العنصر المتحرك بينما تتحول الداخلية الى العنصر الثابت . 
وثانيهما : ماذا تفعل شهور من المواجهة بالرصاص الحي والغاز والخرطوش والدهس ، سوى تدريب المتظاهرين على المواجهه بعد كسر حاجز الخوف تماما ، فتأثير أول قنبلة غاز اقوى بكثير من تأثير القنبلة العاشرة مثلا ، وهكذا . 

ماذا لو استطاع الثوار مثلا اختراق الف لجنه والحصول على صناديقها وقد رأينا بعض افراد الداخلية يفرون تاركين سياراتهم من فرط ضغط المتظاهرين السلمي عليهم ، هل سيبقى بعدها استفتاء يسوقونه للعالم كدليل على شرعيتهم . 

واخيرا ، اود ان اقول ان كل نقطه دم تسيل على ارض مصر هي فقط تسيل في المكان الخاطيء ، وتدمي قلوب ذوي الضمائر الحيه ، واتمنى من الله ، ان يظهر في القوم رجل رشيد يخبرهم ان عقد استفاء كهذا فوق ارض ملتهبه بالغضب و ضد ارادة الملايين لهو درب من الجنون ، وسير صوب الهاوية ، وان العند يورث الحقد ، وان الرجوع الى الحق فضيلة ، وان المصالحة أمر حتمي فلم لا نعجل بها حقنا لنزيف الدماء ، وليحاكم المخطئون ، ولتدفع ديه القتيل كما يقر الاسلام . 
واعتبروا يا اولي الالباب 


الأحد، 22 ديسمبر 2013

اخطر جملة قالها ساويرس : انا معنديش هزار

حينما قهر العرب فرسان المعبد أثناء الحروب الصليبية واضطروا الى الانسحاب الى أوروبا ، اشتهر هؤلاء القتلة بابشع الجرائم حتى اضطر ملوك اوروبا الى طردهم ملك من بعد ملك حتى استقروا في اسكتلندا  ثم فكروا في تغيير اسم " فرسان المعبد " الذي ارتبط في الاذهان بارتكاب الفظائع - والمعبد الذي كانوا يقصدونه هو هيكل سليمان - ليصبحوا بعد ذلك .... 
البناؤون الاحرار 
أو Freemasons

وهؤلاء هم من وضعوا الخطط والسيناريوهات لحكم العالم واستعادة بيت المقدس ابتداء باسقاط الملكيات في اوروبا وانشاء النظام الجمهوري الذي يدعمون فيه باموالهم مرشحا منهم او موال لهم لتنفيذ خططهم في البلدان المختلفة ، وكانت الثورة الفرنسية هي باكورة انتاجهم ، وتذكروا جملة تيسي ليفني ان مرسي واردوغان سيدفعون ثمن خروجهم على نظامنا العالمي . 

لذا لم أندهش كثيرا حين اطلق ساويرس على الحزب الذي انشأوه بعد الثورة اسم " المصريين الأحرار " ، وهو الحزب الذي لم يخف مؤسسة انه انشيء خصيصا لمحاربة الاسلام الامبرطوري ، وليته سماء " البنائيين الاحرار شعبة مصر "  

والشخص الذي شاء قدرة ان يعرف اكثر عن الماسونيين ، أو حكومة العالم الموحدة ، أو النظام العالمي الجديد الذي يدير العالم كله بشخصيات ماسونية تعمل في الخفاء ، يدرك لماذا يتخذون من الاخوان المسلمين العدو الاول لهم لانهم باختصار يسعون لاقامة حومة اسلامية موحدة تعيد للأمة هيبتها وتحفظ المتبقي من كرامتها وثروتها . 

والآن دعونا نُنشط الذاكرة قليلا ، 
الم يصرخ الاردني المتهم بتوصيل المكالمات الى اسرائيل ان سايرس هو من يقف وراء هذه العملية 
الم يصرح ساويرس انه يدعم مبارك لانه صديق لاسرائيل وايضا لانه دعم غزو امريكا للعراق 

الم يسخر ساويرس على حسابه من اللحية والنقاب ، لاحظ كيف كان يقتل الشخص على لحيته من البلطجية بعد 3 يوليو 
الم يصرح ساويرس انه المتسبب في ازمة السولار ومعانات الملايين لاسقاط مرسي من رئاسة دولتنا الفاسكانونية 
الم يصرح ساويرس انه الداعم لحركة تمرد 
الم تتواتر انباء ان ساويرس دفع مليار جنية لوزارة الداخلية تشجيعا لظباطها على القتل بلا رحمة في رابعة 

ولكن ما خطورة جملته ( ذلة لسانه ) : انا معنديش هزار ؟؟!! 
الخطورة ان هذه الجملة لا يقولها الا صاحب القرار ، أو الحاكم الفعلي للبلاد ، قالها من قبله مبارك مرارا " أنا معنديش .... " 

ولتعلم عزيزي ان الماسوني يحكم داخل اي بلد ليس بمنصبه الظاهر ، ولكن بدرجته داخل هذا التنظيم ، ومعظمهم ظاهريا يعملون كرجال اعمال يملكون المال السياسي والرشوة ، ونحن ابتلينا بنخبه الرشوة احب اليها من ملايين اللترات من دماء المصريين .  

والماسونيون ايضا يُمنحون تسهيلات كبيرة داخل اي بلد يعملون بها تساعدهم على تدفق المليارات الى ارصدتهم ، والا اخبرني بالله عليك ، لماذا ساويرس دون غيره هو من يُدخل الهاتف المحمول الى مصر ؟ وكيف و لماذا يصرح كما يحلوا له وهو يأمن قضاء مصر !!! وشرطتها ، وجنرالات جيشها الباسل !!!! 

واخيرا ، فإن سؤالي الى كل ضابط شرطة مصري حُر شريف والى كل ضابط جيش من خير اجناد الأرض ....
هل تتابعون كما نتابع ، هل تفهمون كما نفهم ، هل تلاحظون كما نلاحظ 
أم ان زخروف الدنيا الموعودون به اصم آذانكم واغلق اعينكم وكمم السنتكم 
ولا حول ولا قوة الا بالله 

السبت، 21 ديسمبر 2013

الثورة المصرية تصفع اعلام مليارات بن زايد

تابعنا في الأيام الماضية كيف قام الاعلام المصري الداعر بتغطية حادث سائق المنصورة ، متجاهلا قيامه عمدا بدهس بضعة نساء متظاهرات سلميات ، احداهن سقطت اسفل عجلات سيارته وسار فوقها بضعة أمتار بلا ادنى رحمة كما اكد اكثر من مصدر محايد مستقل . 

ولست هنا بصدد الدفاع عن رد فعل المتظاهرين ، والذي لست فقط اتفهمه أو ابرره ، بل الاكثر من ذلك ، اتوقعه وأتوقع ما هو اكثر بكثير منه والايام التالية حُبلى بالدماء بكل أسف بسبب سفهاء عصر مبارك الذين يتصدرون المشهد الآن في مصر والخليج ، فكيف وأيم الله لقطاع كبير من الشعب فقد الثقة تماما في قضائه - و بات يعتبره الجناح القانوني للانقلاب ، كما يعتبر حزب النور الجناح الديني ، بينما الكنيسة هي رأس حربته ، ولم لا ، ويسوعهم المصلوب هو من كتب دستورهم وفق تصريحاتهم - كيف لهذا القطاع الكبير من الشعب أن يلوذ الى هذا القضاء لرد المظالم وهذا القضاء  لم يتورع في حبس الطفل والطفلة والمرأة القعيدة بلا تهم ، في ذات الوقت الذي يبرأ فيه القتلة واللصوص ، كيف يثق هذا القطاع الحُر من الشعب في قضاء قام احد رموزه بالاستغاثة بأوباما في يوم قريب ، كيف نثق في هذا القضاء الذي يحقق مع مرسي بتهمة التخابر مع حماس التي اسأل الله ان يجعلني في يوم من الأيام ، من المتخابرين معها ، لأنال بعض من الشرف والفخار الذي يكسو تاج هذه الفئة المرابضة الصامدة بإذن الله ضد مكر الماكرين وغدر الغادرين .  

اعتقدت بعد هذه الحملة الاعلامية الضالة المُضلله العالية التكلفة ان يكون خروج المصريين الى الشوارع بالأمس خروجا هزيلا يقتصر على شباب الاخوان فقط ، اذ لابد لهذه المليارات التي تنفق على مؤتمر غسيل الأدمغه الذي عقده الاعلام ان تؤثر في قطاع واسع من الرافضين للانقلاب فتتبدل مواقفهم ، ويتوقف خروجهم الى الشوارع دعما لشرعية مثلها رئيس مجموعة ارهابية قتلت الضحية المسكين سائق المنصورة ، والا فبم يبررون لسيدهم الاماراتي مبلغ 150 مليون دولار حصلوا عليها والمصريين في معظمهم مازالوا يخرجون بصدورهم العارية مُفضلين الموت على العيش تحت حكم عصابة قاتلة يدعمها الشواذ والمشوهين نفسيا ، والذي تشتهر خماراتهم وفنادقهم وجلسات نسائهم بحكايات الغواني اللائي قتلن في قصورهم أو سحلن او احتُجزن طويلا قبل ان تكتب لهم النجاة ، فضلا عن الممارسات الشاذة الدامية التي تمارس ضدهن ، دون ذئب اقترفنه سوى الذهاب ارضاء لشهوات اميرهم السادية ، طمعها في بعض الدراهم ، والله وحده يعلم صدق هذه الروايات المتواتره عن سموه !!! . 

ولكن المفاجأة الحقيقية ان مظاهرات الأمس شهدت تزايدا ملحوظا في اعداد المتظاهرين ، وصمودا اكثر امام غاز الداخلية وخرطوشها ورصاص الجيش الحي ، وزُف الى السماء شهيدين ، ولا عزاء للببلاوي الذي كرم روح سائق المنصورة وكأنه يُرسل اشارة لا لبث فيها الى الدمويين من عينة هذا السائق  بتكرار
هكذا افعال مع النساء الآئي اذهلهم صمودهن البطولي ولسوف يلقى القاتل الجديد التكريم اللائق من الببلاوي وحكومته واعلام بن زايد كما حدث مع سائق المنصورة . 

مكروا ومكر الله ادهى وأمر فهو خير الماكرين ، ومظاهرات الأمس اثبتت ان حجافل الاعلام العالي التكلفة فشلت في استثمار تلك الحادثة ضد انصار الشرعية ، وضاعت على بن زايد امواله ، ولا عزاء له .. ولا عزاء لكل آفاق سفاك للدماء ومحرض عليها ، وان غدا لناظره لقريب . 


الخميس، 19 ديسمبر 2013

ستدفعون الثمن قريبا .. وسيبقى النبي بصلاة الله وسلامه

أثناء مناقشتي ميزانية أحد العروض المسرحية التي كنت أقوم بإخراجها لاحدى الفرق المحترفة مع ناقد شهير كان يعمل مديرا لهذه الفرقة  رُفع آذان الظهر ، فهم بعض الموظفين البسطاء بالصلاة ، فنظر اليهم هذا الناقد بحقد شديد قائلا : لست ادرى كيف يستمر بعض الرجال حتى الآن ونحن في الالفية الجديدة في ( واستخدم تعبيرا جنسيا يسخر من الركوع والسجود ) 

ناقد آخر قال لي في بداية احتكاكي بالحقل الثقافي : ان القرآن ليس الا استنساخا مشوه للاساطير اليونانية القديمة ، ألم تلحظ التشابة بين قصة موسى وقصة الملك أوديب ، انها مثيولوجيا القصة داخل النفس البشرية .

ناقد ثالث لا يقل عنهم شهرة أخبرني ان زوجته امرأة اسبانية بالغة الروعة ولكنه سوف يطلقها قريبا لانها تصر على ان تنجب منه طفلا وهو يريد ان يحيا حياته دون اي قيود لانها كل ما يملك فهو لا يؤمن بوجود اله في السموات ، وحين سألته ماذا ينوي ان يفعل في قبره قال لي : يحدث ما يحدث فأنا سأتقبل اي شيء بعد موتي . 

ناقد رابع طاعن في السن أشار لي صوب شجره قديمة تطل على النيل قائلا : ان هذه الشجره انفع لنا من كلام محمد وأدب امرؤ القيس اروع من قرآنه المنسوخ من الرهبان الفارين من بطش الدولة الرومانية ، اما هو فيعبد كل ما تركه اجداده الفراعنه " وفق تعبيره " 

هؤلاء هم نخبتكم ايها المصريين المخدوعين لذا فلا عجب ان يسارع هؤلاء بمنح جائزة " نجيب محفوظ " للشاعر العراقي الذي اساء للرسول ولزوجته عائشة فهم - كما عرفتهم - لا يدخرون جهدا في دعم كل من يحارب الاسلام أو يسيء اليه ، واقسم بالعلي القدير اني رصدت فيهم حقدا على الاسلام لم اكن اتخيله حتى من الصهاينة . 

ويال سعادتهم بانقلاب السيسي الذى انهى وفق اعتقادهم المشروع الاسلامي الكبير ، والسيسي نفسه لم يكذب على الصحيفة الاميركية حين صارحها بان مشروع مرسي الاسلامي هو ما عجل الاطاحة به . 

ولأنهم ساذجون يحاربون سنة الله التي تأبى الا ان تتم دون تبديل ، نجد ان سيسيهم نفسه يطلب لضباطه الفتوى التي تبيح لهم سفكهم للدماء في اعتراف ضمني مدهش بحاكمية الاسلام ، والا ما حاجته لمثل هذه الفتاوى المأفونه . 
والعجب كل العجب انه في اللقاء الممنتج الذي عقده رئيسهم لتدشين دستورهم - الذي كتبه يسوع - يبدأ هذا اللقاء بآيات من القرآن " انا فتحنا لك فتحا مبينا ... " قبل ان يبدأ عمرو موسى كلمته ، ومن بعده الرئيس المؤقت . 

رغم حربهم الشرسة على الاسلام لم يستطيعوا ان ينكروا في دستورهم ان مصر جزء من العالم الاسلامي " كما كان يرغب مخرج الروائح خالد يوسف " ، وسينضم هذا الجزء الى الكل في يوم ما بفضل من الله ورحمته . 

رغم هجمتهم الشرسة على الاسلام يقول مسخهم المشتاق ، انه استخار الله وقرر الترشح . 
رغم هجمتهم الشرسة على الاسلام لم يستطيعوا حذف الشريعة كمصدر رئيسي للتشريع ، ولكنهم اجتهدوا لتفريغ هذا النص من مضمونه في النصوص التاليات . 

عبثا تحاولون ايها الحمقى 
فأنتم تحاربون طواحين الهواء بسيوف من رذيلة وخسه ونذالة 
فالاسلام حاكم في قلوب وعقول الملايين من المصريين 
الاسلام مُلهم لسلوكيات الملايين من المصريين وان عصوا احيانا فهذا شأن الانسان من معصية فاستغفار ، والحق أقول لكم ، لهذا خلقنا . 
الاسلام راسخ في وجدان ملايين المصريين حتى وان ايدكم البعض الذي نجحتم في خداعه باعلامكم الفاجر .
الاسلام باقي ودولتنا الكبيرة ستعود 
وانتم لن تصبروا على الكيد كما صبرنا على كيدكم واحتسبنا ، حين تدور عليكم الدوائر ، لانكم لا ترجون من الله ما نرجوا . 
وعندها ستدفعون الثمن غاليا 
فالايام دول 

الأربعاء، 18 ديسمبر 2013

ودعوا مصر التي عرفتموها وأعدوا كفنها

تذكروا هذا اليوم ، انقشوا هذه الأحداث في ذاكرتكم ، استخلصوا الدروس ودونوا العبر لتعلموها في المستقبل لاحفادكم ، فمصر التي عرفتموها ماتت اكلينيكا وفي انتظار رفع الاجهزة . 
اعلموا ان النزيف الاكبر بات وشيك الحدوث ، عندها أعدوا الكفن . 
لم يكن الانقلابيون يتخيلون ابدا هذا السيناريو حتى في كوابيسهم ، فهم راهنوا على سيناريوهين لا ثالث لهما .
السيناريو الأول : ان يخضع الاخوان لرغبة العسكر ولي النعم ويقبلوا بوزارة التموين مكآفأة على حسن تعاونهم في انتفاضة يناير التي انقذت العسكر من التوريث الوشيك لابن الرئيس مبارك ، وتذكروا تغريدة الصليبي الخائن ساويرس التي حاولت التمهيد لذلك في حينها ، وكانوا قد بشروا انصار يسوع بعودة مصر اليهم ولست ادرى ان كانت مصر يوما لهم وليراجعوا تاريخ الرومان في مصر وهم الذين عبدوا الصليب في ظل حكمهم ، وليراجعوا كيف كانوا يلاقونهم سوء العذاب المُهين ، فمتى كانت لكم ؟ .
السيناريو الثاني : ان يحمل الاخوان السلاح من هول صدمة الاطاحة الغادرة بمرسي ، فيبدأ جنرالات جيشنا الاساوس حربهم على الارهاب المزعوم وسط زفة اعلامية من خيري ولميس ، واغنيات تمجيدية من يسرا وحكيم ، المجد للجيش البطل الذي قهر اللئام وحارب طيور الظلام ، الجيش الذي سيخرج مصر من الظلمات الى النور ، انثروا الدكور ، فيقتل الجيش شعبه غدرا وهو في ثوب البطل اعلاميا كما اعتاد من بعد 73 . 
ولكن المرشد بديع اعلنها مدوية استراتيجية " سلميتنا اقوى من الرصاص " 
كما رفض الاخوان كافة عروض التفريط و الخضوع للنظام الانقلابي الجديد .
فكان المتوقع من نظام لا يفهم الا لغة استخدام السلاح ، كان المتوقع من نظام لا يفهم الا لغة البطش .
و تمت المذبحة تلو المذبحة ، والاعتقال تلو الاعتقال ، وصبر الاخوان وتمسكوا اكثر بسلميتهم حتى حدث ما كان متوقع ايضا من المتابع الدقيق ، والراصد الرشيد . 
انضم الثوار الاحرار الى شباب الاخوان بعد اعتقال جميع القيادات - وهذا يشبه تماما ما حدث في العراق بعد اعتقال صدام ، حيث انضمت معظم طوائف الشعب الى المقاومة التي خرج من مشهدها صدام باعتقاله - وبانضمام الشعب الحُر الى الثورة وباستمرار المظاهرات والمسيرات وانتفاضة الجامعات ، اضطر الانقلاب الى الكشف عن الوجه الحقيقي الدميم لأهم اجنحته الرخيصة . 
فسقط الحصن الأخير 
فسقطت مضخة النبض في الوريد 
فسقط قلب مصر 
سقط قضاؤها 
هل سمعتم عن عقوبه بلا نص 
هل تخيلتم ان يُعتقل طفل في الخامسة عشر من عمره بسبب شاره على مسطرة ، ثم يعتقل والده بتهمه تحريض صغيره على حمل هذه المسطره ، أي جنون !!!! .
لقد حاول الانقلاب اعادة دولة الخوف بآلياته وخرطوشه وغازه واعلامة المُحرض المُشيطن المدعوم خليجيا ، ففشل ، فسطقت سقطته الكبرى بأن حاول استعادة دولة الخوف بقضاء فاجر واحكام جائرة ، فكشف سوءته ، وأظهر سريرته ، وبرأ ساحة مرسي من تهمة ازدراء القضاء ولطالما حاول تنبيهنا بأن القضاء يتآمر على ثورة يناير التي لم تكتمل بمكرهم . 
ولتعلم عزيزي ان حادثه سائق المنصورة هي الانعكاس المبدئي البسيط لانعدام الامل في عدالة القضاء . 
وبهذا يُقر قانون الغاب عمليا في ربوع مصر المحروسة ، فتموت مصر ،  ويال سوء ما تصنعون . 
ولكن هل ستكون سكرات موت مصر التي عرفناها سهلة ، ام انها ستعرف عذاب الحلقوم جزاء وفاقا لسنوات 
ركوعها 
وخضوعها 
سنوات ذلها 
وتسولها 
سنوات تفريطها في شرفها والتخلي على ثوابتها وقضاياها ، ومهادنة اعدائها 
سنوات التفريط في دينها ، وقد خانها حُماته وحُماتها 
سنوات عبث اسوأ ابنائِها من النخبة المرتزقة المأفونة 
الا فلتعلم عزيزي ان تقرير الخارجية الاميركية يخبرنا بأن مصر ستدخل مرحلة من العنف الكبير ، هو تقرير معلوماتي ، ولن يكون الشعب هو البادي بهذا العنف ، فالانقلابيون محاصرون في الداخل والخارج بصمود الاحرار ، وهم كما عهدناهم لا مهرب لهم الا بنشر الخوف وصناعة العنف ، ولهيب التفجيرات . 
وكما صنعوا مذبحة لاتباع يسوع في القديسين وماسبيروا - ثم عادوا ووالوهم وهم يعلمون !!! - أتوقع ان يحدثوا مذبحة مروعه في صفوفهم ، ربما بعلم كبيرهم ، والصاق التهمة بالاسلاميين ، لاشعال حربا طائقية تستخرج شهادة الوفاة المرتقبة ، لمصر كما عرفناها ، فحين يتحطم السلم الاجتماعي تموت الدولة .
الأسوأ قادم 

ولا عزاء للمفوضين !!!!! 

الثلاثاء، 17 ديسمبر 2013

الشرح والإفادة في وصف لاعق البيادة

يحتار ذو العقل اللبيب والقلب الأديب في هؤلاء الذين أعادوا العسكر للحكم كيف يظنون انهم بعودتهم الميمونه سيملأون الأرض عدلا بعد أن ملأوها جورا ، كيف سيصلحون احوال البلاد والعباد بعد فساد وافساد طال لستة عقود ، خسرنا فيها الأرض ، فضاعت السودان ورفح وأم الرشراش ( ايلات ) كما ضاعت السيادة الكاملة على سيناء ومعها البترول من قبل الغاز ، وأضاعوا النسل ، فمات الشباب في بورسعيد واليمن وسيناء ، فضلا عن المزلقانات والعبارات ، والتحرير وماسيبيروا والعباسية ومجلس الوزراء ، ولا انسى سرطنة المأكولات ، كما اضاعوا الحرث ، فبات القطن طويل التيلة الذي كنا نباهي به يبكى الخيبة التقيلة التي حلت على مصر المحروسة والأمة كلها بقدومهم ، بعدما كنا سلة غذاء اصبحنا نتسول وتأصل فينا هذا الداء ، بعدما كنا منارة صار اعلامنا دعارة ، بعد ما خرج منا العميد والحكيم والعقاد ، خرج علينا ذو الحمالات وذو السب المباح .
لذا يحاول صاحب هذا العقل الرشيد في زماننا العجيب حتى يبح صوته في افهام لاعق البيادة  فساد صنيعه وسوء اختياره ظنا منه انه قد يُعمل العقل والمنطق السليم وللثورة ونداء الحرية يستجيب . 
واليه أقول : حنانيك يا ذا العقل الرشيد ، فلاعق البيادة يعي تماما ما تقوله وستقوله ، وان اختيارة للبيادة ليس لضعف ادراكه ، أو لقلة معلوماته ، بل ان سماته الشخصية وتركيبته النفسية والاخلاقية هم اللآئي يدفعنه الى هذا الزواج الكاثوليكي مع البيادة  زواج لا مناص منه الا بقدوم الفارس الاسود الشهير بمنجله الرشيق ، عجل الله فرجه .
وهذه السمات عكفت على دراستها واجمالها عل الله يحفظ لقارئها ما تبقى من مرارته وما تيسر من وقته الضائع في نصح هؤلاء ، أما سمات لاعق البيادة فهي : 
1- جبان
لاعق البيادة جبان بطبعه لا يستطيع مجابهه العسكر أو نقدهم خوفا من غازهم وخرطوشهم ، ولا يحتمل يوما في معتقلاتهم لذا فالانبطاح بالنسبة اليه هو الحل الاستراتيجي الوحيد ، وليس ادل على ذلك من ان احدا من الثوار الحقيقيين لم يبق على تأييد خارطة الطريق بعد جلاء الامور ، ولا تحدثني عن الشيخ مظهر الشاي بالياسمين فلو به بضعه ثورة او غيره على الحق لما عينته اوقاف مبارك اماما لمسجدا بالتحرير ، فهو صنيعه الظروف كتراجيديات الاغريق . 
2- دموي 
وهي سمه كل جبان ضعيف وتجلت هذه الصفه في كل لاعق بيادة طالب بقتل كل من في التحرير أبان هبه يناير أو حرقهم بجاز  ، وهو ايضا من طالب به للمعتصمين السلميين في رابعة والنهضه ، وشعر بسعادة غامره بعد رؤية هذه الانهار من الدماء وهذا العدد من الضحايا .
3- كذاب وللدقه كثير الافك 
كلاعق البيادة الذي تحدث عن علاقات جنسية كاملة في التحرير ، أو الذين تحدثوا عن ضرب وتعذيب في رابعة ، فضلا عن الادعاء بوجود اسلحة هناك ، ولو حمل المعتصمون الاسلحة في رابعة لهرولوا اليهم طالبين غفرانهم شأن الجبناء في كل العصور .
4- منافق 
وترى كيف كان لاعقي البيادة يتهمون الاسلامين بأنهم تجار دين ، وحين ظنوا ان الامر يصير اليهم وصفوا دستورهم بأنه مؤيد من الله ، كتكرار فج للحكم الثيوقراطي في العصور الوسطى المستمد من الله وفق ادعاءاتهم 
5- مُتاجر بالشعارات 
نذكر كيف هاج وماج لاعقي البيادة حين صفعت فتاة عند المقطم مرددين الشعار تلو الشعار عن حصانة المرأة وآليات التعامل الرقيق معها وجوبا ، هم أنفسهم الذين صمتوا على ترويع فتيات الازهر بقوات المظلات وحصار مدينتهم الجامعية ، ولا اقول ضرب الفتيات بالرصاص في الشوارع كما حدث مع الشهيدة هاله ابو شعيشع ، لعنهم الله بدماء الشهداء اجمعين 
6- السخافة 
وتتجلى سخافة لاعق البيادة في تبريراته ، وفي هذا اصدد اكتفي بمثالين ، اولاهما ، كيف يبررون استدعاء قوات المظلات بحجة ان الفتيات يضربن بالطوب - ولست ادرى نوع الاصابة او دقتها التي يمكن ان تحدثها طوبه تُلقيها فتاة ، اللهم الا لو كان لها تأثر الجمرات على ابليس الرجيم - وثانيهما ، هذا الذي يعترف انه صمت على تزوير حدث في  دستور يسوقونه لشعبهم بملايين الدعايات والاعلانات مخافة شماته الاخوان ... 
7- الدونيه 
لاعق البيادة يعلم جيدا انه يبيع الثمين بالغث ، فتجده يسارع بتقديم فاتورة ضميره المهتريء كما فعل على الهواء مقدم البرامج العوكشي الذي راح يتسول من كل حدب وصوب ، فضلا عن حجتهم جميعا لابوظبي بعد 3 يوليو لاخذ العطايا 
8- الفجاجة 
ويكفي في هذا الصدد ان أذكر اسم " سما المصري " لتدرك عزيزي الحُر كم الفجاجة التي تكمن في نفس كل لاعق بيادة من حزبها ، يؤيد ما تؤيده ، ويعادي ما تعاديه 
9- اسقاط ما فيه على الآخر 
تلاحظ عزيزي ان لاعق البيادة يعرف السوء جيدا - لانه يسكن فيه - وتجده يسقطه على الآخر ، ويتهمه به ، وهل اعجب من لميس حين تصف الحرائر بأنهن " غفر " وكأنها عدمت المرايات 
10- الغباء وانعدام الموهبه 
لاعق البيادة غبي بطبعه عديم الموهبه ، لذا يجد ان نجاته وحياته لابد وان تتعلق بقوي باطش يواليه ، فيطعمه ، هل أتاك حديث الملصق الدعائي المنصوب فوق رأس رئيس لجنه خمسينهم ، هل اتاك فضيحتهم الذي شهد عليها العالمين ، ولا عجب ، فهذا حال كل مناحي الحياة في ظل حكمهم 
11- النفسنه والحقد 
لاعق البيادة شخص حقود بطبعه ، يحقد عليك لانك حر النفس ، قريب من الله ، نظيف اليد ، صلب المِراس والبأس ، لذا يعمل على تحطيمك ، وللدلاله ، تذكر كم مره سوقت كلمة " تنظيم دولي " في اعلامهم ... وأخو اوباما اخوان ، لتبرير صبر الآخر على المكاره وتحطيم اسطورة صمودهم 
12- فاسد 
ولفساد لاعقي البيادة تجدهم يقبلون بمن هو على شاكلتهم ، فلا عجب ان تجد بلجنه الدستور شاذ جنسيا يحدثهم في السر والعلن بما ينتظرون ، وهم يقبلون ذلك بنفس راضيه وطرف مغضوض ، ولا عجب فهو واحد منهم . 
13-فاسق 
كل لاعق بياده فاسق يستخف به فرعونه فيطيعه ، ولا ادل من نزوله مفوضا - ويال العجب - لمجابهه ارهاب " محتمل " ، فتكون النتيجة بحار وبحار من الدم الاكيد لهذا المحتمل الظني ولا اقول المصنوع وهي حقيقة ستكشفها الايام ، الم ترى الضابط مبروك وقاتله ؟ ، ولا حول ولا قوة الا بالله 
14- الولوله 
رغم تحريضهم وشده شماتتهم حين يصاب الحر بضر ، تراهم يولولون ان الم بهم شبه مكروه والأمثله على ذلك كثيره 
15- الندالة والخيانة 
وليس ادل على ذلك من ما فعلوه مع باسم يوسف ، وكان له دور البطولة في تسفيه خصومهم وتحطيم صورتهم الذهنية في المجتمع ، لم يذكروا له خدماته التي جد فيها واجتهد وتعب وللحق برع ، سرعان ما لفظوه عند أول منعطف 
16- المكابره 
هم يعلمون انهم الى زوال من بعد سوء العاقبة ، ورغم ان الشواهد جميعها - من بعد سنه الله التي لا تجد لها تبديلا - تؤكد ذلك ، الا انهم يكابرون ، وليس الدوبلير السيساوي الا صورة من صور هذا المكابره ، ولا عجب ، فكبيرهم ابليس اخرجه كبره من رحمة الرب الرحيم 

وأخيرا ، فان هذا هو اجتهادي في وصف لاعق البيادة اقدمه للحُر الرشيد ، عل النجاة تكتب لمرارته ، والهدوء لاعصابه ، من شر كل لاعق أطل عليه . 
والله الموفق ومنه الرشاد 


الاثنين، 16 ديسمبر 2013

اترشح بشروطي يا كلاااب ... أعلوا هُبل

نحن غرابا عنك عنك 
اديله قفاك تتسك سك 

جملة لازلت أذكرها في كتاب " الطاغية " للدكتور امام عبد الفتاح الذي قرأته منذ أكثر من عقدين من الزمان يقول فيها : ان هناك شعوبا مازوخية صوب الحاكم مثل الشعب المصري والشعب الصيني . 
والمازوخيه تعد من الامراض النفسية المُعقدة التي ترتبط فيها متعة المريض بشعوره بالألم والدونية ، اي انه كلما شعر انه حقيرا كلما زادت متعته ، كلما تعاظمت دونيته كلما هدأت عذاباته ، وهي - وفق اعتقادي - تفسر حالة الملايين الذين مازالوا يقدسون مبارك ، ومن بعده صوتوا لشفيق ، وهم الآن الكورس الذي يشدو " تسلم الايادي " .

ولهؤلاء وجه السيسي تصريحه السابق " ح اترشح بس بشروط " ثم تصريحه الأخير " ح اترشح بتفويض من الشعب والجيش " وهو يعلم انهم سيهرولون امامه في خضوع وذل يرجونه قائلين : الامر امرك يا زعيم .. أأمرنا ونحن لك صاغرين ، سامعين ، طائعيون ، لبيادتك لاعقين .

لا تندهش ، فهذا يمنحهم متعه لا تقاوم كما يخبر علم النفس ، حتى اني اظن ان انبطاحهم للسيسي أو لأي سيسي هو الذي يجعلهم يؤدون بشكل جيد في حياتهم الخاصة بعد حصولهم على الاتزان النفسي المرضي المطلوب بالخضوع للفرعون ، فيتناسلون . 

ولكن ، ما بال الاحرار لا تمنعهم شمسا حارقة أو سماءا ممطره ، لا يرهبهم رصاص جائر أو خرطوش غادر ، من التظاهر شهورا طويلة بحثا عن الحرية ، هؤلاء نراهم ايضا بالملايين يبهرون العالم بمسيرات تتحدى اليأس والاحباط ، تتحدى الموت ، فكيف تنقسم أمة واحدة الى مواطنين يعيشون بارواح سادة ، وأخرون يعيشون بأحلام العبيد ؟

الاجابة - في تقديري - تكمن في تاريخ مصر الطويل ، فلم تقم حضارة انسانية الا وضعت قدما في مصر ملتقي الطرق العالمية ، ولك أن تعلم عزيزي ان اكثر من 130 الف صحابي انتقلوا للاقامة في مصر بعد تمام الأمر فيها لعمرو بن العاص ، لك ان تعلم عزيزي ان العباسيين الناجين من مذبحة التتار اقاموا وتناسلوا في مصر ، لك ان تعلم عزيزي ان عائلات البانية انتقلت لمصر مع بزوغ نجم محمد علي وازدهار حكمه ، احفاد هؤلاء جميعا يحملون الآن الجنسية المصرية ، ولك ان تعلم ايضا على سبيل المثال ان القائد الجنرال محمد فوزي اللي جمع شراذم جيش ناصر المنكوس وقاد حروب الاستنزاف وسط ضربات طيران اسرائيلية لا تكاد تتوقف بصرامة وبسالة ينتمي الى عائلة شركسية .

اما الآخرون المنبطحون فهم - وفق اعتقادي - هم من ورثوا جينات فرعون وجنودة الذي استخف قومه فأطاعوه ، انهم كانوا قوما فاسقين ، اي ان فسوقك عزيزي الفاسق عبد البيادة هو الذي يدفع حاكمك الى الاستخفاف بك كما يوضح لنا القرآن الذي نؤمن بصدقه وتنزيهه ، فيخرج تصريح السيسي ليخبرك ايها العبد انه وافق على الترشح كمنه أو وهبه أو عطية ، ولكن بشروط تقبلها على عين وانت صاغر ايها الفاسق المُستخف بك . فتخر ساجدا وتهلل قائلا : احكمنا بنار وحديد .. حياتنا في بعدك دمامل بصديد .. احكمنا برباط جزمتك .. القلب داب في محبتك . 

احنا شعب وانتو شعب ، اصاب قائلها كبد الحقيقة ، نحن احفاد الفاروق وبن الوليد وانتم احفاد الذين قالوا : 
قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ " .

والآن ، لعلك ادركت عزيزي كيف تسعى الكنيسة وشعبها - الا قليلا من الاحرار - لاستعادة العسكر الذين سحقوهم في ماسبيروا وقد راينا جنازير الدبابات تسحق رؤوسهم وكأنهم جرزان لا يستحقون الحياة . 
و لسان حالهم يقول : اقتلني كمان وكمان ح افوضك في كل مكان .... يااااا عسكر 
ويبقى المجد للأحرار 

الأحد، 15 ديسمبر 2013

دستور العك والميته والاستمناء ومنخار الرئيس

تخبرنا كتب السير أن بميلاد الرسول ( ص ) انطفأت نار كسرى لأول مرة منذ آلاف السنين كما انشق ايوانه ، وهكذا الدنيا لا تحرمنا دائما من اشارات ورموز تدفعنا الى التفاؤل بقرب حدوث أمر أحيانا أو الآيس من حدوثه ، تدفعنا الى التفاؤل تاره والى التطير تاره أخرى .
وحين تابعت حديث الرئيس الممنتج ، ولا افهم كيف لدولة في الالفية الثالثة تبث لرئيسها ولعميد دبلوماسيتها حديثا بعد تنقيحه مونتاجيا لدرء اخطاء محتملة - كتفويض السيسي - ، العلم عند الله ولكني لاحظت انه لم يحذفوا اللقطة التي يُشهر فيها الرئيس عدلي منصور منديلة الابيض في شجاعة نادرة وفداء مُبهر ، ويوجهه باسلا صوب منخاره حيث المسح والتنظيف قبل ان يهبط به بسلام الى حيث يجب ان يكون ، فكرت لماذا لم تحذف هذه اللقطة خصوصا واننا في حالة احتقان سياسي واستقطاب حاد ولا يعمل اي فريق الا على تصيد اخطاء الفريق الآخر وتضخيمها والعزف على اوتارها لحن الشماته الخالد في ظل غياب مبارايات الاهلي والزمالك .
فلاحظت أن الرئيس المفدى المؤقت استخدم المنديل في اللحظة التي أعلن فيها دعوته للناخبين الذهاب الى صناديق - اللامؤاخذة - الاقتراع للاستمناء على الدستور كما حدد بدقه رئيس لجنة الخمسين ما يجب ان نفعله ، أي انه من المُحال حذف اللقطة في المونتاج حسب قناعاتهم الاخراجية السيسي دوبليرية الضحلة .
المهم ان هذه الصدفة القدرية مع زلة لسان عمرو موسى التي توجب الاستحمام فورا في هذا الشتاء المهيب جعلتني أكثر يقينا ان مصيرهذا الدستور كمصير ما خرج من منخار الرئيس المفدى لحظة دعوة الناخبين للاستمناء عليه .
والحق أقول لكم ، يدهشني كثيرا هؤلاء الانقلابيين بوجوههم المكشوفه التي ربما لا يسترها الا جنازير الدبابات التي أتو عليها ، فهذا ابو الغار والغار اولى به يصف دستورهم بالعك وان تزويرا قد وقع فيه ، ثم يدعوا الناس للخروج بنعم . 
وهذا البرهامي والبراهماتية أولى به  يصفه بأكل الميته ، يععععععععع . 
فخبروني بالله عليكم ، ما الذي يجبرني على التوجه الى صندوق استفتاء سبق وان ذهبت اليه خمس مرات مشاركة في بناء نظام تهدمه استمارة واستديو توك شو و دبابة ابرامز اميركية الطراز ، لاستفتني على دستور وصفه داعميه بالعك والتزوير وأكل الميته ، يععععع تاني .
يا ايها الانقلابيون الا تستحون !!
ألهذا الحد يتم الاستهزاء بالشعوب التي يأتي حكامها على الدبابة ، فلا يكلف الرئيس نفسه بوضع ما يمنع انفه من التسريب قبل الخروج على الناس ، ولا يضع الداعمون له فلترا لالفاظهم الموحيه من عك وميته 
قلب الله بطونكم يا قوم البيادة واصابكم بغثيان اصبتونا به بسوء تقديركم وفساد صنيعكم . 

السبت، 14 ديسمبر 2013

عقيد شرطة يُطلعني على حقيقة الوضع في مصر

لطالما اعتبرت ان نقل اجزاء من احاديث خاصة للنشر في وسائل اعلامية عامة أو اجتماعية عملا غير اخلاقي ، لذا ترددت طويلا قبل كتابة تفاصيل الحوار الذي جمعني مع عقيد شرطة زارني حيث أعمل ، يوم الخميس 22 أغسطس 2013 ، اي بعد مأساه رابعة بتسعة ايام .

بيد أن  الوضع السياسي والأمني المعقد في مصر حتى صرنا جميعا على حافة الهاوية ، واستمرار سقوط الضحايا من الشباب في عمر الزهور ، والخوف من مصير اصبحنا فيه ككره على قمة منحدر زجاجي  ، هو ما دفعني الى تجاوز ما كنت أحرص عليه لسنوات طويلة ، لعل هذا يكون مُلهما لمن يقدر على التحرك من أجل مصر التي حلمنا بها يوم 25 يناير 2011 .
 
لم تكن دهشتي بعدما ابرز كارنية الشرطة الخاص به في اول اللقاء عند التعارف من اسلوبة الرقيق المهذب فقط ، بل كانت دهشتي الاكبر انه وان كان يريد ايصال رسالة ما لشخصي المتواضع لماذا لم يبادر باستدعائي اليه كعادتهم ؟ ، بل جاء هو بشخصة وأكرر انه تحدث باسلوب مهذب مغلف بالرقة الشديدة في ظاهرة ، والاحترام المتبادل وعبارات المجاملة  .

استمر عقيد الشرطة الذي لم يهدر الكثير من الوقت قبل التطرق مباشرة الى الشأن العام في التحدث منفردا نحو الساعة باسترسال رائع وذهن مرتب واشارات ذكيه ، وعبارات واضحة لا تحتمل التأويل .

وأقسم بالله اني سأنقل أبرز محطات حواره كما وردت على لسانه والله على ما اقول شهيد ، ولعنة الله على الكاذبين .

العقيد : كلنا عارفين ان الاخوان في النهاية عاوزين يعملوا دولة كبيرة زي ايام الخلافة واحنا عاوزين مصر بتاعة الفراعنة 
العقيد : بعد اللي عملناه معاهم في رابعة بقت يا قاتل يا مقتول وكل الظباط فاهمين ده كويس وانا ما بسيبش سلاحي حتى ولو خارج مع المدام والاولاد 
العقيد : ح نخلص عليهم كلهم ايه المشكلة ، ده قرار اتآخد خلاص 
العقيد : انتو - يقصد الشعب - اصلكوا بقيتوا كتير قوي ، ح نعمل معاكم ايه يعني . 
العقيد : احنا عارفين انك خايف من الحرب الاهلية لكن ح نعمل ايه ، كتب عليكم القتال 
العقيد : هوه يعني اللي بيشرب وبيصاحب بنات بيضر المجتمع في ايه ؟!!
العقيد : اكتب على الفيس بكل حرية بس متتريقش على حد بالاسم 

هذه العبارات هي ابرز ملامح اللقاء الذي انتهى باعطائي رقم هاتفه المحمول وطلب مني ان اتصل به في نفس اليوم في تمام السابعة ، وفعلت ذلك وكانت المكالمة اشبه بالمكالمات العائلية وفي نهايتها سألته ان كان بإمكاني غلق هاتفي في " الويك اند " كعادتي ، فاخبرني انه يمكنني ان استمتع بحياتي كما ارغب .
بعد اسبوع فاجأني بمكالمة أخرى كانت عائلية الطراز ايضا مغلفة بود شديد لم يتطرق فيها لاي شأن سياسي وتحدث عن انه قد يطلب ان ازوره في مكتبه لاحقا للدردشة ، ثم اختفى منذ ذلك الحين .

وأخيرا اسأل الله ان يكون هذا النقل الامين الذي اشهد الله عليه من شأنه توضيح جانب من جوانب هذا الصراع الدامي في مصر ولو لقاريء واحد ، والله المُستعان وفضله المبتغى ومنه الرشاد