السبت، 14 ديسمبر 2013

عقيد شرطة يُطلعني على حقيقة الوضع في مصر

لطالما اعتبرت ان نقل اجزاء من احاديث خاصة للنشر في وسائل اعلامية عامة أو اجتماعية عملا غير اخلاقي ، لذا ترددت طويلا قبل كتابة تفاصيل الحوار الذي جمعني مع عقيد شرطة زارني حيث أعمل ، يوم الخميس 22 أغسطس 2013 ، اي بعد مأساه رابعة بتسعة ايام .

بيد أن  الوضع السياسي والأمني المعقد في مصر حتى صرنا جميعا على حافة الهاوية ، واستمرار سقوط الضحايا من الشباب في عمر الزهور ، والخوف من مصير اصبحنا فيه ككره على قمة منحدر زجاجي  ، هو ما دفعني الى تجاوز ما كنت أحرص عليه لسنوات طويلة ، لعل هذا يكون مُلهما لمن يقدر على التحرك من أجل مصر التي حلمنا بها يوم 25 يناير 2011 .
 
لم تكن دهشتي بعدما ابرز كارنية الشرطة الخاص به في اول اللقاء عند التعارف من اسلوبة الرقيق المهذب فقط ، بل كانت دهشتي الاكبر انه وان كان يريد ايصال رسالة ما لشخصي المتواضع لماذا لم يبادر باستدعائي اليه كعادتهم ؟ ، بل جاء هو بشخصة وأكرر انه تحدث باسلوب مهذب مغلف بالرقة الشديدة في ظاهرة ، والاحترام المتبادل وعبارات المجاملة  .

استمر عقيد الشرطة الذي لم يهدر الكثير من الوقت قبل التطرق مباشرة الى الشأن العام في التحدث منفردا نحو الساعة باسترسال رائع وذهن مرتب واشارات ذكيه ، وعبارات واضحة لا تحتمل التأويل .

وأقسم بالله اني سأنقل أبرز محطات حواره كما وردت على لسانه والله على ما اقول شهيد ، ولعنة الله على الكاذبين .

العقيد : كلنا عارفين ان الاخوان في النهاية عاوزين يعملوا دولة كبيرة زي ايام الخلافة واحنا عاوزين مصر بتاعة الفراعنة 
العقيد : بعد اللي عملناه معاهم في رابعة بقت يا قاتل يا مقتول وكل الظباط فاهمين ده كويس وانا ما بسيبش سلاحي حتى ولو خارج مع المدام والاولاد 
العقيد : ح نخلص عليهم كلهم ايه المشكلة ، ده قرار اتآخد خلاص 
العقيد : انتو - يقصد الشعب - اصلكوا بقيتوا كتير قوي ، ح نعمل معاكم ايه يعني . 
العقيد : احنا عارفين انك خايف من الحرب الاهلية لكن ح نعمل ايه ، كتب عليكم القتال 
العقيد : هوه يعني اللي بيشرب وبيصاحب بنات بيضر المجتمع في ايه ؟!!
العقيد : اكتب على الفيس بكل حرية بس متتريقش على حد بالاسم 

هذه العبارات هي ابرز ملامح اللقاء الذي انتهى باعطائي رقم هاتفه المحمول وطلب مني ان اتصل به في نفس اليوم في تمام السابعة ، وفعلت ذلك وكانت المكالمة اشبه بالمكالمات العائلية وفي نهايتها سألته ان كان بإمكاني غلق هاتفي في " الويك اند " كعادتي ، فاخبرني انه يمكنني ان استمتع بحياتي كما ارغب .
بعد اسبوع فاجأني بمكالمة أخرى كانت عائلية الطراز ايضا مغلفة بود شديد لم يتطرق فيها لاي شأن سياسي وتحدث عن انه قد يطلب ان ازوره في مكتبه لاحقا للدردشة ، ثم اختفى منذ ذلك الحين .

وأخيرا اسأل الله ان يكون هذا النقل الامين الذي اشهد الله عليه من شأنه توضيح جانب من جوانب هذا الصراع الدامي في مصر ولو لقاريء واحد ، والله المُستعان وفضله المبتغى ومنه الرشاد 


هناك تعليق واحد: