كان المسلمون وقت نزول القرآن يتعجبون من الكفار تتنزل عليهم الآيات فيها خبر الأولين ، وكيف انتقم الله من القوم الظالمين ومع ذلك لا يعتبرون ، وفي هذه السير وبين سطور أحسن القصص العبر كل العبر .
فالقرآن يحكي لنا كيف انتقم الله من عاد وثمود وفرعون وجنوده ، بل من كل قرية ظلمت نفسها بظلم نخبتها ، "وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا " صدق الله العظيم ، وهي سنة الله ولن تجد لسنه الله تبديلا .
ولكن المدهش ان ترى قوما شهدوا آيات ربهم ولم يؤمنوا لها ولم يستخلصوا العبر وهم عليها شهود ، الم ترى كيف ترشح جمال مبارك الى السجن في الوقت الذي كان يظن نفسه فيه سيترشح لسدة الحكم ، و من كان يظن ان حبيب العادلي بماله وجنده واجهزته وعتاده ، سيظهر على الناس يوما بالبدلة الزرقاء .
والأخطر من ذلك كله ، هل اتاك حديث ملك ملوك افريقيا واولاده ، هل ابصرت نهاية الرجل الذي يقال انه امتلك 200 مليار دولار ، والذي لم يكتفي بجنده فجاء بالمرتزقة من دول افريقيا ، فلم يغنوه من الله شيء ، وشاء الله ان نرى سوءته تهان من بعد قتله وهو الذي كان يتفاخر بالبذات العسكرية الأنيقه يطل بها على الناس في بهاء وسلطان .
كيف لمن رأي ذلك كله في الامس القريب الا يتعظ ويخضع لسنه الله في كونه ، سبحان الله خير الماكرين .
وبالأمس سمعنا معالي وزير داخليتنا المفدى يُصرح لضباطه ان الاستفتاء على الدستور باتت مسألة حياة أو موت ، ونسي أو تناسى معالي الوزير ان يخبرنا ، حياة لمن ، وموت لمن ؟
بالطبع هو يقصد حياتهم وموتهم ، فما شاهدناه بعد 3 يوليو يخبرنا ان حياتهم هي فقط ما تعنيهم ، والحق أقول لكم اني ادرك كم العذاب الذي بات يصرخ تحت وسادة نومهم ان كانوا مازالوا يستطيعون النوم .
فكل محاولاتهم لاعادة ثقافة الخوف تحطمت تحت اصرار الثوار يتزعمهم شباب وبنات لا يملك الشريف الا ان ينحنى امام صمودهم الاسطورى بصدور عارية حتى وان اختلف معهم ، وحاشاني ان اختلف مع خير من انجبت بلادي .
قتلوا وحرقوا واعتقلوا وغلظوا الاحكام ، ولم يُرهب ثانية هذا الشعب .
خطفوا رئيسا واعتقلوا وزراء ، حتى القضاه بعضهم لم يسلم من هذا البطش ، ولم يتراجع الثوار .
اغلقوا القنوات وحطموا الممتلكات ، حتى الساجد لم يسلم من رصاصات غدرهم ، ولم يتراجع ثائر واحد .
وان الحكمة تقول : ان الخطر كل الخطر ان تستخدم كل ما اوتيت من قوة في محاربة خصمك لانك ان فعلت ولم ترهبه ، فأنت هالك لا محاله . وربما هذا يفسر تصريح الوزير الباحث عن شرعية له ولحزبه .
والحق ايضا اقول لكم ان الانباء المتواتره عن حالة الارهاق الشديد التي أصبح عليها ضباط وجنود الداخلية باتت امرا لا تخطئه عين ، وأذكر ان حديثا جمعني بالصدفة مع احد الضباط الذين شاركوا في قمع مظاهراتنا في جامعة القاهرة ابان حرب الخليج الثانية عام 1991 واستمرت فقط لبضعه ايام حيث علق عليها قائلا : يا راجل متفكرنيش دي كانت اوحش ايام في حياتي ، قعدت اربع شهور ما اروحش بيتنا ، تعرف انكم خلصتم الذخيرة بتاعة القطاع ، وبعتنا نجيب ذخيرة من قطاع اسيوط !!!
تأمل هذه الجمل التي ذكرت بعد سنوات تعليقا على ايام تظاهرنا في نحن فقط طلبة جامعة القاهرة - وقتها - فما هو حالهم وقطاع كبير من الشعب يخرج يوميا لسته اشهر بلا انقطاع تقريبا في كل شوارع وحارات وأزقة مصر المحروسة بإذن الله .
والباعث على رعب الوزير البادي - وفق اعتقادي - امران بخلاف تدني الحالة المعنوية للضباط والجنود .
أولاهما : انه طوال الشهور الماضية كانت قوات الداخلية والجيش الداعم لها يختارون التوقيت المناسب لهم لمهاجمة المسيرة وبالاعداد والتسليح التي يرونها كافيه لحسم المواجهه لصالحهم ، وكثيرا ما كان يتم ذلك وقت تهيؤ المتظاهرين للانصراف في نهاية يومهم ، ولكن كيف سيكون الحال حين تتفتت قواتهم التي ستنتشر لتأمين آلاف اللجان في اماكن ثابته ومعروفه للثوار ، باختصار .. سيكونون هم للمره الاولى تحت أعين الثوار الذين سيكون لهم ايضا القدرة على المبادأة لانهم سيكونون العنصر المتحرك بينما تتحول الداخلية الى العنصر الثابت .
وثانيهما : ماذا تفعل شهور من المواجهة بالرصاص الحي والغاز والخرطوش والدهس ، سوى تدريب المتظاهرين على المواجهه بعد كسر حاجز الخوف تماما ، فتأثير أول قنبلة غاز اقوى بكثير من تأثير القنبلة العاشرة مثلا ، وهكذا .
ماذا لو استطاع الثوار مثلا اختراق الف لجنه والحصول على صناديقها وقد رأينا بعض افراد الداخلية يفرون تاركين سياراتهم من فرط ضغط المتظاهرين السلمي عليهم ، هل سيبقى بعدها استفتاء يسوقونه للعالم كدليل على شرعيتهم .
واخيرا ، اود ان اقول ان كل نقطه دم تسيل على ارض مصر هي فقط تسيل في المكان الخاطيء ، وتدمي قلوب ذوي الضمائر الحيه ، واتمنى من الله ، ان يظهر في القوم رجل رشيد يخبرهم ان عقد استفاء كهذا فوق ارض ملتهبه بالغضب و ضد ارادة الملايين لهو درب من الجنون ، وسير صوب الهاوية ، وان العند يورث الحقد ، وان الرجوع الى الحق فضيلة ، وان المصالحة أمر حتمي فلم لا نعجل بها حقنا لنزيف الدماء ، وليحاكم المخطئون ، ولتدفع ديه القتيل كما يقر الاسلام .
واعتبروا يا اولي الالباب
فالقرآن يحكي لنا كيف انتقم الله من عاد وثمود وفرعون وجنوده ، بل من كل قرية ظلمت نفسها بظلم نخبتها ، "وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا " صدق الله العظيم ، وهي سنة الله ولن تجد لسنه الله تبديلا .
ولكن المدهش ان ترى قوما شهدوا آيات ربهم ولم يؤمنوا لها ولم يستخلصوا العبر وهم عليها شهود ، الم ترى كيف ترشح جمال مبارك الى السجن في الوقت الذي كان يظن نفسه فيه سيترشح لسدة الحكم ، و من كان يظن ان حبيب العادلي بماله وجنده واجهزته وعتاده ، سيظهر على الناس يوما بالبدلة الزرقاء .
والأخطر من ذلك كله ، هل اتاك حديث ملك ملوك افريقيا واولاده ، هل ابصرت نهاية الرجل الذي يقال انه امتلك 200 مليار دولار ، والذي لم يكتفي بجنده فجاء بالمرتزقة من دول افريقيا ، فلم يغنوه من الله شيء ، وشاء الله ان نرى سوءته تهان من بعد قتله وهو الذي كان يتفاخر بالبذات العسكرية الأنيقه يطل بها على الناس في بهاء وسلطان .
كيف لمن رأي ذلك كله في الامس القريب الا يتعظ ويخضع لسنه الله في كونه ، سبحان الله خير الماكرين .
وبالأمس سمعنا معالي وزير داخليتنا المفدى يُصرح لضباطه ان الاستفتاء على الدستور باتت مسألة حياة أو موت ، ونسي أو تناسى معالي الوزير ان يخبرنا ، حياة لمن ، وموت لمن ؟
بالطبع هو يقصد حياتهم وموتهم ، فما شاهدناه بعد 3 يوليو يخبرنا ان حياتهم هي فقط ما تعنيهم ، والحق أقول لكم اني ادرك كم العذاب الذي بات يصرخ تحت وسادة نومهم ان كانوا مازالوا يستطيعون النوم .
فكل محاولاتهم لاعادة ثقافة الخوف تحطمت تحت اصرار الثوار يتزعمهم شباب وبنات لا يملك الشريف الا ان ينحنى امام صمودهم الاسطورى بصدور عارية حتى وان اختلف معهم ، وحاشاني ان اختلف مع خير من انجبت بلادي .
قتلوا وحرقوا واعتقلوا وغلظوا الاحكام ، ولم يُرهب ثانية هذا الشعب .
خطفوا رئيسا واعتقلوا وزراء ، حتى القضاه بعضهم لم يسلم من هذا البطش ، ولم يتراجع الثوار .
اغلقوا القنوات وحطموا الممتلكات ، حتى الساجد لم يسلم من رصاصات غدرهم ، ولم يتراجع ثائر واحد .
وان الحكمة تقول : ان الخطر كل الخطر ان تستخدم كل ما اوتيت من قوة في محاربة خصمك لانك ان فعلت ولم ترهبه ، فأنت هالك لا محاله . وربما هذا يفسر تصريح الوزير الباحث عن شرعية له ولحزبه .
والحق ايضا اقول لكم ان الانباء المتواتره عن حالة الارهاق الشديد التي أصبح عليها ضباط وجنود الداخلية باتت امرا لا تخطئه عين ، وأذكر ان حديثا جمعني بالصدفة مع احد الضباط الذين شاركوا في قمع مظاهراتنا في جامعة القاهرة ابان حرب الخليج الثانية عام 1991 واستمرت فقط لبضعه ايام حيث علق عليها قائلا : يا راجل متفكرنيش دي كانت اوحش ايام في حياتي ، قعدت اربع شهور ما اروحش بيتنا ، تعرف انكم خلصتم الذخيرة بتاعة القطاع ، وبعتنا نجيب ذخيرة من قطاع اسيوط !!!
تأمل هذه الجمل التي ذكرت بعد سنوات تعليقا على ايام تظاهرنا في نحن فقط طلبة جامعة القاهرة - وقتها - فما هو حالهم وقطاع كبير من الشعب يخرج يوميا لسته اشهر بلا انقطاع تقريبا في كل شوارع وحارات وأزقة مصر المحروسة بإذن الله .
والباعث على رعب الوزير البادي - وفق اعتقادي - امران بخلاف تدني الحالة المعنوية للضباط والجنود .
أولاهما : انه طوال الشهور الماضية كانت قوات الداخلية والجيش الداعم لها يختارون التوقيت المناسب لهم لمهاجمة المسيرة وبالاعداد والتسليح التي يرونها كافيه لحسم المواجهه لصالحهم ، وكثيرا ما كان يتم ذلك وقت تهيؤ المتظاهرين للانصراف في نهاية يومهم ، ولكن كيف سيكون الحال حين تتفتت قواتهم التي ستنتشر لتأمين آلاف اللجان في اماكن ثابته ومعروفه للثوار ، باختصار .. سيكونون هم للمره الاولى تحت أعين الثوار الذين سيكون لهم ايضا القدرة على المبادأة لانهم سيكونون العنصر المتحرك بينما تتحول الداخلية الى العنصر الثابت .
وثانيهما : ماذا تفعل شهور من المواجهة بالرصاص الحي والغاز والخرطوش والدهس ، سوى تدريب المتظاهرين على المواجهه بعد كسر حاجز الخوف تماما ، فتأثير أول قنبلة غاز اقوى بكثير من تأثير القنبلة العاشرة مثلا ، وهكذا .
ماذا لو استطاع الثوار مثلا اختراق الف لجنه والحصول على صناديقها وقد رأينا بعض افراد الداخلية يفرون تاركين سياراتهم من فرط ضغط المتظاهرين السلمي عليهم ، هل سيبقى بعدها استفتاء يسوقونه للعالم كدليل على شرعيتهم .
واخيرا ، اود ان اقول ان كل نقطه دم تسيل على ارض مصر هي فقط تسيل في المكان الخاطيء ، وتدمي قلوب ذوي الضمائر الحيه ، واتمنى من الله ، ان يظهر في القوم رجل رشيد يخبرهم ان عقد استفاء كهذا فوق ارض ملتهبه بالغضب و ضد ارادة الملايين لهو درب من الجنون ، وسير صوب الهاوية ، وان العند يورث الحقد ، وان الرجوع الى الحق فضيلة ، وان المصالحة أمر حتمي فلم لا نعجل بها حقنا لنزيف الدماء ، وليحاكم المخطئون ، ولتدفع ديه القتيل كما يقر الاسلام .
واعتبروا يا اولي الالباب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق