الاثنين، 16 ديسمبر 2013

اترشح بشروطي يا كلاااب ... أعلوا هُبل

نحن غرابا عنك عنك 
اديله قفاك تتسك سك 

جملة لازلت أذكرها في كتاب " الطاغية " للدكتور امام عبد الفتاح الذي قرأته منذ أكثر من عقدين من الزمان يقول فيها : ان هناك شعوبا مازوخية صوب الحاكم مثل الشعب المصري والشعب الصيني . 
والمازوخيه تعد من الامراض النفسية المُعقدة التي ترتبط فيها متعة المريض بشعوره بالألم والدونية ، اي انه كلما شعر انه حقيرا كلما زادت متعته ، كلما تعاظمت دونيته كلما هدأت عذاباته ، وهي - وفق اعتقادي - تفسر حالة الملايين الذين مازالوا يقدسون مبارك ، ومن بعده صوتوا لشفيق ، وهم الآن الكورس الذي يشدو " تسلم الايادي " .

ولهؤلاء وجه السيسي تصريحه السابق " ح اترشح بس بشروط " ثم تصريحه الأخير " ح اترشح بتفويض من الشعب والجيش " وهو يعلم انهم سيهرولون امامه في خضوع وذل يرجونه قائلين : الامر امرك يا زعيم .. أأمرنا ونحن لك صاغرين ، سامعين ، طائعيون ، لبيادتك لاعقين .

لا تندهش ، فهذا يمنحهم متعه لا تقاوم كما يخبر علم النفس ، حتى اني اظن ان انبطاحهم للسيسي أو لأي سيسي هو الذي يجعلهم يؤدون بشكل جيد في حياتهم الخاصة بعد حصولهم على الاتزان النفسي المرضي المطلوب بالخضوع للفرعون ، فيتناسلون . 

ولكن ، ما بال الاحرار لا تمنعهم شمسا حارقة أو سماءا ممطره ، لا يرهبهم رصاص جائر أو خرطوش غادر ، من التظاهر شهورا طويلة بحثا عن الحرية ، هؤلاء نراهم ايضا بالملايين يبهرون العالم بمسيرات تتحدى اليأس والاحباط ، تتحدى الموت ، فكيف تنقسم أمة واحدة الى مواطنين يعيشون بارواح سادة ، وأخرون يعيشون بأحلام العبيد ؟

الاجابة - في تقديري - تكمن في تاريخ مصر الطويل ، فلم تقم حضارة انسانية الا وضعت قدما في مصر ملتقي الطرق العالمية ، ولك أن تعلم عزيزي ان اكثر من 130 الف صحابي انتقلوا للاقامة في مصر بعد تمام الأمر فيها لعمرو بن العاص ، لك ان تعلم عزيزي ان العباسيين الناجين من مذبحة التتار اقاموا وتناسلوا في مصر ، لك ان تعلم عزيزي ان عائلات البانية انتقلت لمصر مع بزوغ نجم محمد علي وازدهار حكمه ، احفاد هؤلاء جميعا يحملون الآن الجنسية المصرية ، ولك ان تعلم ايضا على سبيل المثال ان القائد الجنرال محمد فوزي اللي جمع شراذم جيش ناصر المنكوس وقاد حروب الاستنزاف وسط ضربات طيران اسرائيلية لا تكاد تتوقف بصرامة وبسالة ينتمي الى عائلة شركسية .

اما الآخرون المنبطحون فهم - وفق اعتقادي - هم من ورثوا جينات فرعون وجنودة الذي استخف قومه فأطاعوه ، انهم كانوا قوما فاسقين ، اي ان فسوقك عزيزي الفاسق عبد البيادة هو الذي يدفع حاكمك الى الاستخفاف بك كما يوضح لنا القرآن الذي نؤمن بصدقه وتنزيهه ، فيخرج تصريح السيسي ليخبرك ايها العبد انه وافق على الترشح كمنه أو وهبه أو عطية ، ولكن بشروط تقبلها على عين وانت صاغر ايها الفاسق المُستخف بك . فتخر ساجدا وتهلل قائلا : احكمنا بنار وحديد .. حياتنا في بعدك دمامل بصديد .. احكمنا برباط جزمتك .. القلب داب في محبتك . 

احنا شعب وانتو شعب ، اصاب قائلها كبد الحقيقة ، نحن احفاد الفاروق وبن الوليد وانتم احفاد الذين قالوا : 
قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ " .

والآن ، لعلك ادركت عزيزي كيف تسعى الكنيسة وشعبها - الا قليلا من الاحرار - لاستعادة العسكر الذين سحقوهم في ماسبيروا وقد راينا جنازير الدبابات تسحق رؤوسهم وكأنهم جرزان لا يستحقون الحياة . 
و لسان حالهم يقول : اقتلني كمان وكمان ح افوضك في كل مكان .... يااااا عسكر 
ويبقى المجد للأحرار 

هناك تعليق واحد: