الجمعة، 31 يناير 2014

الوزير السيسي و الوزير الأفضل الفاطمي ، تراجيديا من جزئين



مصر لما تخــــــــــون
دم العرب بيهـــــــون

مازال الناصر صلاح الدين الأيوبي يحتفظ بمكانة عالية في وجدان المسلمين العرب رغم انه كُردي الأصل لا لسبب غير نجاحه في استعادة بيت المقدس من الصليبيين بعد 90 عاما من اغتصابها ، ولأن هناك من تعمد تغييب تاريخنا العربي والاسلامي عن المدارس وعن وسائل الاعلام سواء الحكومية أو المواليه لها ، لذا تجد الكثيرين لا يعلمون كيف كان موقف مصر طوال مده اغتصاب الأقصى قبل ان يأتي اليها الناصر صلاح الدين الذي استعاد مصر قبل ان يستعيد الأقصى ، بل نستطيع ان نجزم بأنه لولا عودة مصر لما عاد الأقصى ، وكأنه بضياع مصر تضيع المقدسات وتنتهك الحرمات ، وما أشبه الليلة بالبارحة .
فالتاريخ يخبرنا انه في سنة 491 هـ (1098م) تمكن الصليبيون من تأسيس أول إمارة لهم في ارض الإسلام ، وهي إمارة الرها ( بين الموصل وحدود الشام ) ، ثم استطاعوا في نفس العام تأسيس إمارتهم الثانية وهي إمارة أنطاكية ( شمال غرب سوريا ) ، و رغم المقاومة التي أبداها السلاجقة الاتراك الذين كانوا يحكمون آنذاك بلاد الشام كانت الدولة الفاطمية تراقب الوضع عن كثب ، لا لنصرة المسلمين كما هو المأمول والمرجو والمتوقع ، أو لتقديم العون للسلاجقة للتصدي للصليبيين و هذا اضعف الايمان ، إنما كانت المراقبة لأمر آخر لطخهم بالعار حتى يومنا هذا ، وهذا العار هو أخشى ما اخشاه  ، لانه شديد الشبه بما نراه اليوم من حكومتنا الانقلابية !! التي لا تلبث تكيل الاتهامات لغزة الصابرة واهلها المقاومين - بعض هذه الاتهامات كانت سببا في سخرية المراقبين الدوليين – كما تعالت النبرات التي تتوعد بالحرب على بعض منا يقاوم وحده رغم غدر الحصار بعد ان الصقوا به تهمة الارهاب !!

حيث يقول د. محمد طقوش : في الوقت الذي وصلت فيه طلائع الحملة الصليبية الأولى إلى بلاد الشام كان الوزير الفاطمي الأفضل قد تحكّمت فيه روح العداء للسلاجقة المقاومين في بلاد الشام ، لذلك لم يتحمس آنذاك لفكرة الجهاد ضد الصليبيين ، وربما رأى بعض أركان الدولة في هؤلاء الغزاة درعاً يحميهم من خطر السلاجقة  .

وكان على رأس الدولة الفاطمية آنذاك المستعلي بالله الفاطمي ، وكان الوزير الأفضل بن بدر الجمالي هو صاحب السلطة الفعلية في الدولة وقائد الجند ، إذ أن الدولة الفاطمية عاشت سنوات طويلة في ظل تسلط الوزراء وسيطرتهم على مقاليد الأمور .

وأثار موقف الوزير "الأفضل" – كما تخبرنا الكتب - من حصار الصليبيين لأنطاكيا ، وتخاذله عن نجدة المسلمين فيها استياء معظم المسلمين ، بمن فيهم المؤرخون الذين يميلون في العادة إلى تسجيل الوقائع والأحداث بشكل مجرد دون التعليق أو إبداء الرأي ، لكن التقاعس والتخاذل بلغ حدّاً جعل المؤرخ المصري ابن تغري يقول : ولم ينهض الوزير الأفضل بإخراج عساكر مصر ، وما أدري ما كان السبب في عدم إخراجه مع قدرته على المال والرجال  .
ويشرح ابن تغري ايضا كيف خرجت عساكر المسلمين في العراق وبلاد الشام لصد زحف الصليبيين قائلا : كل ذلك وعساكر مصر لم تُهيّأ للخروج واكتفت بقمع المصريين في الداخل ومنهم من طالب باعلان الجهاد على الغازي المحتل .

و لم يكتف الوزير الأفضل بهذا ، أي انه لم يقف عند هذا الحد ، وبدلاً من أن يجيّش الجيوش لصد المعتدين ، أرسل سفارة إلى الصليبيين بينما كانوا يحاصرون أنطاكية ، وتفيد بعض المصادر الصليبية بأن الوزير الأفضل عندما رأى حصارهم لأنطاكية قد طال ، خاف من أن يتسرب الضعف والملل إلى نفوس الصليبيين ، لذا أرسل إليهم يرجو قادتهم مواصلة حصار المسلمين ، وأكد لهم أنه سيساعدهم بالإمدادات العسكرية والمواد الغذائية ، وكلّف سفراء مخصوصين بالعمل على كسب قلوب قادة الصليبيين .

وبشيء من الأسى يقول المؤرخ الأستاذ جمال بدوي : لم يجد الوزير الأفضل في الانتصارات التي أحرزها الصليبيون في آسيا الصغرى وإنطاكية كارثة عامة حلّت بالمسلمين ، وإنما وجد فيها أمنية عزيزة هي تخليص الشرق الأوسط من سيطرة الأتراك من أهل السنة والجماعة ، ولم يكتفِ هذا الوزير الخائن بموقف المتفرج فقط ، ولا عرض التحالف مع الصليبيين ضد السلاجقة و المسلمين السنة فقط ، إنما وجه طعناته إلى السلاجقة باحتلال عدد من المدن التي بحوزتهم وعلى رأسها مدينة صور ، أي أن الأفضل بدلاً من أن يوجه جنوده وقواته إلى محاربة الصليبيين ، وجّهها إلى قتال السلاجقة الذين كانوا منهمكين في قتال الصليبيين والدفاع عن المدن الإسلامية وهو الذي نتوقع حدوثه ضد حماس بمجرد استقرار الاوضاع في مصر لمصلحة الوزير السيسي  !! .

ويفجر الباحث الأستاذ يوسف إبراهيم مفاجأة إذ يقول : كانت الدولة الفاطمية على علمٍ بأهداف الصليبيين وخطّ سيرهم حتى قبل وصولهم إلى أراضي المسلمين ، فقد بلغ الصليبيون أهدافهم للوزير الأفضل ، فرماه بعض المؤرخين بالخيانة .

ويقول ابن الأثير في كتابه (الكامل في التاريخ) : إن الوزير الأفضل لما رأى قوة الدولة السلجوقية وتمكنها واستيلائها على بلاد الشام إلى غزّة ورغبتهم في احياء الدين ، ولم يبقَ بينهم وبين مصر ولاية أخرى تمنعهم ، خافوا وأرسلوا إلى الفرنج يدعونهم إلى الخروج إلى الشام ليملكوه .

يقول ايضا ابن تغري : والعجيب أن الفرنج لمّا خرجوا إلى المسلمين كانوا في غاية الضعف من الجوع وعدم القوت ، حتى أنهم أكلوا الميتة في الطريق ، وكانت عساكر الإسلام (أي قوات الوزير الأفضل ) في غاية القوة ، والكثرة ، ومع ذلك تركوا الصليبيين يقتلوا المسلمين ويمزقوا جموعهم .

و هكذا بسبب خيانة هذا الوزير الملعون ظلّت القدس بيد الصليبيين ، إلى أن ارسل الله لمصر بطلاً من أبطال المسلمين ، هو صلاح الدين الأيوبي الذي تمكّن من اعادة مصر عن غيها ، وضمها لمحيطها الاسلامي السني ، و بعدها في سنة 583 هـ (1187م) تمكن من تحرير  القدس في معركة حطين الشهيرة ، استطاع ذلك بعد إصلاح ما افسده الوزير الأفضل الخائن للدين والعروبة في مصر وبعض ضمائر شعبها هو واتباعه الذين ساروا على دربه من بعده .
وما أشبه الليلة بالبارحة .

حسام الغمري





الخميس، 30 يناير 2014

المفوضين في نعيم

اخو اوباما اخوان
السيسي طار بالآف 16 فوق الاسطول السادس
القبض على الشهيد أحمد الجعبري
حماس سيطرت على 60 كيلو متر من الحدود الشرقية فتحت السجون ورجعت بالبهايم والفراخ
الاخوان عملاء اليهود والامريكان وحماس وقطر وحزب الله وايران وعاوزين يغتالوا مرسي
ح يحصل تفجير كبير انتو حمير مبتقروش الوول ستريت جورنال
المشتغلات في البغاء اطهر من حرائر جماعة 7 الصبح لانهم سيدمرون الدولة
الاخوان عاوزين يستعيدوا الخلافة  و يتنازلوا عن حلايب وشلاتين
شايفين البطاطين حلوه ازاي يا اولاد

لم تدهشني مشاهد الرقص امام لجان الاستفتاء ، او مشاهد التحرش يوم عيد الثورة المغتصبه في التحرير وزجاجات الخمر الفارغة والسجود امام صورة السيسي والطواف حول تماثيله ، وذلك لاني فكرت كثيرا حين خاطب احد الاعلاميين مشاهديه قائلا : اصلكم حمير مبتقروش الوول ستريت جورنال
ففهمت انه لولا ادراكه التام بانهم لن يغضبوا أو يثوروا او يقاطعوا قناته المُشفره لما قالها و هو على يقين تام بانهم  سيتقبلوا هذا اللقب عن طيب خاطر وربما يصفوه بانه عادل بما يكفي للتعبير عنهم ، لانهم مفوضين و في نعيم ، والا كيف بعدها لهذا الاعلامي ان يستمر في عمله في نفس القناة هو والآخر الذي اعترف بخداع الشعب طيلة ستة اشهر بوصفه للسيسي انه اخوان لتطبيق مبدأ الإدارة عن بعد وهو يعلم ان السيسي هو وزير الدفاع القادم بعد المشير طنطاوي وكأنه يفضح كل ابعاد المؤامرة ، ولله در حركة ضباط 8 ابريل .

ولو ان السيسي  يعلم بخبرته الطويلة في جهازه المعلوماتي ان شعبه لديه ادنى حدود العقل والتمييز لما قال لهم قبل الانقلاب بشهرين وقد صدقهم : الجيش لو نزل اتكلموا على مصر كمان تلاتين اربعين سنه .
ورغم هذا اصروا على استدعائه من بعد ثورة سعت الى تأسيس جمهورية ثانية مبنيه على العدل والقانون واحترام الحريات ، ذكرني هذا  بما ورد في القرآن الكريم على لسان الشيطان في النار حين يقول : بسم الله الرحمن الرحيم " وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ " صدق الله العظيم ابراهيم 22 .

من كان يصدق ان يأتي اليوم الذي ينفي فيه مراسل في قناة رسمية نبأ تفجير أحد اقسام الشرطة قبل حدوثه بنصف ساعة ، ومع ذلك يصر الارهابي على تفجيره ، ثم يخرج المراسل بعد حدوث هذا التفجير الذي نفاه من قبل ليقول في وداعة : عندما نفيت الخبر قبل نصف ساعة لم يكن قد حدث .
وبعد كل هذا الاسفاف الفج  يصر المفوضين على الحاق التهمة بالاخوان ؟
ومن كان يصدق ان يُقتل جنودنا في رفح في بداية تولي اول رئيس مدني منتخب ، ثم تنسب التهمة اليه دون مجرد مساءله أو حتى لوم لرئيس المخابرات الحربية الذي حين يؤول الامر برمته اليه بعد الانقلاب لا يتم ايضا الكشف عن الجناه ولا تتم مساءلته عنهم ، ولا يُعاد فتح الموضوع من الذين هاجوا وماجوا متهمين مرسي بالتستر علي القتله دون ان يلفت نظرهم ان الجناة في هذه الحادثه فروا باتجاه اسرائيل التي قصفتهم واردتهم على الفور .
و الاعجب انه بعد عزل الرئيس المنتخب تحدث مقتله عظيمة لجنود قيدوا من الخلف واطلقت عليهم نار الغدر بعدما اجبروا على النزول من حافلتهم ، ولا يُساءل السيسي عن دمائهم لا بالتقصير او الامر بالفعل كما فعلوا مع مرسي ،  او حتى يُساءل رئيسه المؤقت من باب ذر الرماد في العيون والأفجع ان تقام حفلات الاتهام على شرف الرئيس المعزول وجماعته .

من كان يصدق  ان يطلب وزير دفاع تفويضا لمواجهة ارهاب محتمل – ربما رآه في منامه ايضا – وبعد التفويض يتحول هذا الارهاب المحتمل الى واقع ، وحين تزداد سطوته ويكثر ضحاياه وتتنوع تفجيراته لا يُلام هذا الوزير بل تتم ترقيته الى اعلى رتبه في العسكرية المصرية .

لا دهشه ولا عجب بعد ذلك كله ان يتحول هؤلاء المفوضين فجأة الى مطاردين للارهابية المسكينة ابله فاهيتا في أمر يفهم التلميذ انه حيله تقليدية من حيل الدعايا فعلته ايضا احدى شركات المياه الغازية لجذب الانتباه الى مُنتجها .

كان هذا شأن الاعلام  والشعب والامر جد قديم منذ كانت صوت العرب تهتف في حماس قائلة : الى تل ابيب يا ناصر عبد الناصر ، وبعد اعلان ان قواتنا في الضفة الغربية من القناة خرج الشعب رافضا تنحي هذا الناصر وكأن تل ابيب على مشارف الاسماعيلية او بورسعيد حيث وصلت شراذم الجيش المنكوس في 67 أو حتى ضد اعلامه الذي خدعه وتلاعب بمشاعره الوطنية  " يا اهلا بالمعارك – مصر شالت فوق طاقتها " تاريخ يعيد نفسه .
ولكن الجديد المؤسف هو ما تلته النيابة العامة في جلسة محاكمة متهم في وزن رئيس وتبث عبر قنوات من لائحه اتهام تضم شهداء من حماس احياء عند ربهم يرزقون وايضا معتقلين في السجون الاسرائيلية يئنون ويقهرون .
والفضيحة باختصار عبرت عنها مراسلة الواشنطون بوست الاخوانية على ما يبدوا قائلة : اذا كانوا يصرون على اتهام حماس فالأحرى الصاق التهمة باحياء
هكذا صرنا كما تنبأ الشيخ حازم ابو اسماعيل اضحوكة الامم
ولكن هل بعدها سيفيق المفوضون ، بالطبع لا
 فالمفوضين في نعيم


حسام الغمري

السبت، 25 يناير 2014

توازن الرعب والثورة المصرية

عنوان غريب في كتاب العلاقات السياسية الدولية الذي تم تدريسه لنا في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية لازلت اذكره بعد مضي أكثر من عقدين من الزمان ، وكان هذا العنوان يقول : الصاروخ الروسي في المعترك الدولي .
وكان هذا المبحث يتحدث كيف ان الولايات المتحدة تعمدت ان تنهي الحرب ضد اليابان باستخدام السلاح الذري ليس لحاجتها الماسة الى استخدامه ضد قوات اليابان التي كانت على وشك هزيمة تقليدية مؤكده ، ولكن كي ترسل رسالة الى منافسيها في الحلف الذي انتصر معها انها باتت القوة الوحيدة العظمى في هذا العالم ، ورغم ان التفجير السوفيتي لأول قنبلة ذرية لم يتأخر سوى اربعة اعوام 1949 الا ان العالم ظل احادي القطبية لأنه كان من المعروف ان سلاح الجو الاميركي اكثر تطورا من نظيره السوفيتي بمعنى ان القاذفات الاميركية تستطيع ان تحمل القنابل الذرية الى داخل الاراضي السوفيتية بينما لا تستطيع مثيلاتها السوفيتية الوصول الى الاراضي الاميركية ، وبالتالي آمن الاميركان من القنبلة التي فجرها السوفيت عام 1949 حتى استيقظت اميركا في احد ايام العام 1957 على خبر وصول اول صاروخ سوفيتي الى الفضاء يحمل قمرا صناعيا ، فصار بديهيا ان الصاروخ الذي يحمل قمرا صناعيا الى الفضاء يستطيع دون شك ان يحمل قنبلة ذرية الى واشنطون ، وهنا بدأ ما يسمى توازن الرعب وهذا التوازن وحده هو الذي منع قيام حرب نووية بينهما وهو الذي حقن الدماء .
اضطررت الى ذكر هذه المقدمة الطويلة التي اضعها امام الثوار كي اذكرهم بطبيعة الانسان حين تختل قيمه وتنهار مبادئه ويضيع دينه فلا يستخدم العنف الا ضد من يأمن رد فعلهم المضاد ، فلعل السيسي عقب حين سمع د. محمد بديع يقول : سلميتنا اقوى من الرصاص قائلا : بارك الله فيك .. هذا تماما ما نحتاجه ، فلتتمسك انت بالسلمية ودع لنا الرصاص .
ولا يظن احد اني اوجه دعوة لاستخدام العنف ، فهذا ليس موقعي ومكاني ، ولكني فقط ارسم ملامح المرحلة التي لا يعنيني فيها سوى دماء الثوار من الشباب التي تؤلمني ألما بات فوق احتمالي ، وهم اطهر وانقى واصلب واشجع من انجبت مصر ، وخصمهم اوهن من جناح بعوضه لولا مدرعاته في مقابل حناجرهم ، ورصاصاته في مقابل صدورهم العارية .
ولن يتوقف القتل فيكم ايها الشباب الطاهر مادام عدو الله وعدوكم يأمن رد فعلكم ، واكرر هذه ليست دعوى لاستخدام الرصاص فهذا ليس دوري ، ولكنها دعوة للبحث عن طريقة لاحداث توازن للرعب ، فيتوقف ، فاليهود حلفاء جيشنا الباسل والذين اعلنوا صراحة انهم اتخذوه شريكا استراتيجيا لا يطلقون سراح اسرى الا حين يختطف منهم اسير ، ولا يوقفون حربا على غزة الا حين يصاب مواطنيها بالهلع حين تدوى صفارات الانذار في مدنهم معلنة اقتراب صاروخ حمساوي .
الشعب اثبت ان رغبته في التحرر والقصاص رغبة اكيده ، ولكن قادة الاخوان المسلمين وهم عصب الحراك الشعبي وعموده الفقري لاعب شطرنج بطيء يخسر دائما في الوقت ، فاعتصام رابعة الذي استمر 48 يوما انتهى ورابعة قد تحولت الى قاعة افراح كبيرة تعلن الزيجات الميمونة من على منصتها على مدار الساعة ، ومنها ايضا تخرج مسيرات باتت اشبه بالزفة الشعبية ، فتجرأ السيسي على فضها بعد ان أمن منها تماما ، ومن بعد الفض استمر الحراك الشعبي في مسيرات محفوظة يختار السيسي الموعد والمكان الذي يناسبه لفضها ، ليحتفل بعدها مع شعبه نور عنيه .
استطيع ان اتفهم التركيبة النفسية للقائد الاخواني الذي عاش عقود تحت القمع والاعتقال – ولله درهم لا ازايد علي احد – كيف يشعر بنشوة الانتصار حين يشاهد على قناة الجزيرة سلسلة بشرية تخرج سلميا للتتحدى حكم العسكر في العلن ، وعلى هذا القائد لم اعد اعول ، لانهم ببساطة الوجه الآخر المسلم في عصر مبارك الذي جرف العقول ، فلا خيال ولا ابتكار ولا جرأة كجرأة الامام علي في اقتحام حصون اليهود .
والله غالب على امره ، ولكن اكثر الناس لا يعلمون 

الجمعة، 24 يناير 2014

الشرف العسكري زي عود الكبريت

من منا لم يحلم بالبدلة العسكرية وهو طفل صغير ، ثم ألح على والده ان يشتريها له مع بندقية صغيرة تصدر اصواتا كطلقات الرصاص تساعده على تخيل نفسه قد كبر واصبح ضابطا في الجيش المصري بملامح قريبة من ملامح الفنان محمود يس الذي بقيت الرصاصة في جيبه ، ثم يتخذ من المقاعد في المنزل أو المنطقة الآمنه دائما تحت السرير ساحة قتال مصوبا طلقاته صوب جيش الاعداء تمهيدا لتحرير فلسطين التي اغتصبها اليهود بسبب صفقة الاسلحة الفاسدة التي جاء بها الملك فاروق الخائن السكير زير النساء كما اشاعوا عنه في طفولتنا .
ولكننا عندما كبرنا اكتشفنا ان فلسطين كاملة وفيها بيت المقدس لم تغتصب كاملة الا في العام 1967 ، اي بعد خمسة عشر عاما من البيان الذي القاه السادات في الاذاعة المصرية في صباح 23 يوليو 1952 والذي قال فيه : اجتازت مصر فترة عصيبة فى تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم وقد كان لكل هذه العوامل تأثير كبير على الجيش وتسبب المرتشون المغرضون فى هزيمتنا فى حرب فلسطين وأما فترة ما بعد هذه الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد وتآمر الخونة على الجيش وتولى أمرهم إما جاهل أو خائن أو فاسد حتى تصبح مصر بلا جيش يحميها وعلى ذلك فقد قمنا بتطهير أنفسنا وتولى أمرنا فى داخل الجيش رجال نثق فى قدرتهم وفى خلقهم وفى وطنيتهم .....
فما السبب اذن الذي جعل هذا الجيش يتلقى هزيمة مُذلة جعلت اسرائيل تتمدد لتصل الى قناة السويس جنوبا ، ومرتفعات الجولان شمالا ، والقدس والضفة الغربية غربا رغم ان هذا الجيش طهر نفسه بنفسه كما جاء في بيان الذي السادات ، هكذا سألت نفسي ، ثم اجبت عليها بالاجابة الناصرية التقليدية : انها المؤامرة الامبريالية وقوى الاستعمار الغربية تآمرت على هذا الجيش الذي طهر نفسه بنفسه وتولى امره رجالا يثق في وطنيتهم ولولا هذه المؤامره لكان عبد الناصر قد القى باسرائيل في البحر في الستينات .
لا بأس – هكذا قلت لنفسي – الحرب يومان يوم لنا ويوم علينا ، وبالتأكيد اننا سحقناهم – على الطريقة الزمرية – في حرب 73 .
بحثت في كل المراجع العسكرية المُتاحه وكتب المذكرات للقادة العسكريين المصريين واليهود وتأكدت فعلا اننا صنعنا ملحمة عبور رائعة حتى يوم 9 أكتوبر ، ثم بعد قرار مريب بتطوير الهجوم حدثت ثغرة عسكرية جعلت الضفة الغربية للقناة مكشوفه ومن خلفها القاهرة العاصمة ولم يتردد شارون في تنفيذ خطة اعدها مسبقا للعبور الى الغرب وانتهى الامر بحصار الجيش الثالث الميداني حصارا كاملا ، وبعد شعار الترفع عن دور الوسيط الذي رفعه السادات تفاوضنا مع اليهود وجها لوجه للمره الأولى في الكيلو  101 من تل ابيب – عفوا – الكيلو 101 من القاهرة ، لم نتفاوض على انسحاب اليهود من القدس أو حتى سيناء ، بل على تمرير الغذاء والماء للجنود والضباط المحاصرين ، وكانت دموع اللواء الجمسي التي ذكرها في مذكراته بعد خروجه من الخيمة مكان اول لقاء تفاوضي مع اليهود خير تقييم لنتائج حرب اكتوبر .
ولولا سليمان خاطر وأحمد حسن وكلاهما من ابناء محافظتي الشرقية لقلنا ان الجيش المصري لم يطلق رصاصة واحده على الجيش الاسرائيلي الذي تربينا على انه جيش العدو منذ عام 73 ، وبالطبع ما فعلاه كان بمبادرة شخصية منهما وقد قتل الاول في سجنه ، وحكم على الثاني بالمؤبد .
فاين ذهبت رصاصات جيشنا الذي قال السادات في نهاية بيانه معلقا على تحرك الجيش ضد الملك فاروق : ولابد أن مصر كلها ستلقى هذا الخبر بالابتهاج والترحيب .

الحق اقول لكم ليست مصر كلها هي التي تلقت هذا الخبر بالابتهاج والترحيب كما قال البيان الممهر بتوقيع اللواء محمد نجيب ، فالملك فاروق كانت له شعبيه لا بأس بها وطبقة من الأمراء و الاقطاعيين ينتفعون بنظامه ، كمان ان التاريخ اثبت ان المظاهرات التي خرجت تأييدا لانقلاب الجيش عام 52 سيرها الاخوان ، لا تندهش ، نعم الاخوان وقد اقسم امامهم عبد الناصر على المصحف أن يطبق الشريعة فتحالوا معه ضد الملك فاروق ، قبل ان ينقلب عليهم ولا عجب ، فلقد انقلب هذا الجيش على اللواء محمد نجيب الذي تزيل بتوقيعه البيان الأول .
جيش مصر العظيم كانت له استخدامات أخرى بعد حرب 73 التي اعلنها السادات من جانب واحد ، آخر الحروب .
ففي عام 1977 استخدم لقمع انتفاضة شعبية بسبب غلاء الاسعار سماها السادات انتفاضه الحرامية لتشويهها ( في عصر قبل اكتشاف كلمة الارهاب )
وفي عام 1986 استخدم لمواجهه تمرد جنود الأمن المركزي
وفي عام 1991 وبعدما أمن قناة السويس لعبور البوارج الاميريكية شارك ووفر الغطاء السياسي للقوات الاميركية لتدمير جيش العراق الذي دخل الكويت التي كان حاكمها يأخذ راتبه من أمير البصرة حتى عام 1920 قبل ان يفصلها تماما المحتل البريطاني ليحرم العراق من سواحل كبيره تطل على الخليج .
وفي عام 2003 سمح هذا الجيش للبوارج الاميركية العبور مرة أخرى لاحتلال العراق في الوقت الذي رفض فيه البرلمان التركي المنتخب ديمقرطيا ان تستخدم الاراضي التركية في أي اعمال عسكرية ضد العراق المسلم فجاء غزو العراق من الجنوب فقط !!
ثم كانت الانتفاضة الشعبية المصرية في عام 2011 وانتصر الجيش المصري العظيم لارادة الشعب وحما الثورة حتى ازاح مشروع ثوريث جمال مبارك ، وآدى التحيه العسكرية لارواح الشهداء في لقطة حركت بالفعل دموعي كثيرا ، ثم قام بعدها هذا الجيش بعمل كشوف عذرية للفتيات هذا الشعب الذي حمى ثورته ، قبل ان تصبح كلمة شهيد في مصر اقرب الى الأذن من تحية الصباح ، فقتل المصريين في محمد محمود ومجلس الوزراء واستاد بورسعيد والعباسية .
اما ما حدث بعد يوليو 2013 ، فساكتفي بالتعليق عليه بذكر عدد القتلى من جيش الدفاع الاسرائيلي على مدار الثلاث سنوات هي عمر حرب الاستنزاف ، 800 قتيل ، نعم 800 قتيل من جيش العدو قتلهم جيشنا الباسل من اليهود عبر ثلاث سنوات هي عمر حرب الاستنزاف ، جيشنا افنى ضعف هذا العدد أو يزيد في أحد عشر ساعة اثناء فض اعتصام رابعة السلمي .
وأخيرا تبقى ذكريات حلمي القديم أن ارتدى البزة العسكرية المهيبة ، واسير بين الناس في عزة وفخار متباهيا بالشرف العسكري ، بشرط الا اقول ابدا كما قال احد اللواءات بعد الثورة : عرقنا موش هنسيبه لحد !!
اثناء حوار تناول ميزانية واستثمارات المؤسسة العسكرية المصرية العريقة
عاشت مصر عاش الجيش ( على الطريقة المسلمانية )

المعادلة الصفرية والاختيار المُر


هل كان يعتقد أكثر المتشائمين في صباح يوم 12 فبراير عام 2011 ان تصبح كلمتا " الرصاص الحي " هما الأشهر على لسان وزير الداخلية المصري في مواجهة متظاهرين سلميين 
هل كان يتوقع ان يتابع عبر الشاشات مجزرة وصفها بابا روما انها ضد الانسانية في الوقت الذي علق عليها بابا الأسكندرية في تغريدته قائلا : انها منحته الأمل
هل كان يتوقع أن يرى مشاهد انتهاك الفتيات والسيدات تملأ مواقع التواصل الاجتماعي .
هل كان يتخيل ان ترتبط حقوق الانسان في مصر بان يقر المواطن طوعا أو كرها ان نساءه حُبلى بنجم وزير دفاعه المُفدى .

هل وهل وهل .. مئات المشاهد العبثية على الطراز الفاهيتي رأيناها تحدث في بلد ثارت ضد قمع نظام جثم على صدور الشعب لسته عقود ، نظام غير وجه الحياة فيها الى الأبشع ، ويكفى فقط ان نتذكر ان نظام التعليم في العهد الملكي انجب عالمة ذرة " أنثى " هي سميرة موسى التي لقبت بمس كوري الشرق ، و كانت أول معيدة أنثى في كلية العلوم جامعة فؤاد الأول ، والتي قضت نحبها في حادثه غامضة وهي في الخامسة والثلاثين من عمرها بعدما رفضت عرضا بالبقاء في أميركا ، وبعد ان قالت في رسالتها الأخيرة لمصر  : " لقد استطعت أن أزور المعامل الذرية في أمريكا وعندما أعود إلي مصر سأقدم لبلادي خدمات جليلة في هذا الميدان وسأستطيع أن أخدم قضية السلام » ، حيث كانت تنوي إنشاء معمل خاص لها في منطقة الهرم بمحافظة الجيزة والدلائل تشير - طبقا للمراقبين - أن المخابرات الإسرائيلية هي التي اغتالتها في أغسطس 1952 ، جزاء لمحاولتها نقل العلم النووي إلي مصر والوطن العربي في تلك الفترة المبكرة .      
بينما شاهدنا جميعا كيف افرز نظام التعليم بعد سته عقود من حكم العسكر نساء ترقص بفجاجه امام لجان الاستفتاء تلبية لدعوة من وزير الدفاع المُفدى ، والأرض مخضبه بدماء الشهداء !!!
بالطبع لم يكن يتوقع أحد عودة هذا النظام لينتقم ، لم يكن يتوقع احد أن وزارة الداخلية تخرج من تجربة يناير بفكرة ان مزيد من القمع هو الذي سيمنع تكرار ما حدث ، وليس مزيدا من احترم حقوق الانسان .
 ولكن وقد حدث ذلك كله ، ما هي ملامح المستقبل ؟
هل يمكن ان يخضع جيل جديد تشكلت ملامحه بمناخ الحريات التي اعقبت ثورة يناير ، فالصبي الذي كان يبلغ خمسه عشر عاما في يناير 2011 ، صار اليوم شابا جامعيا يافعا جرب ان يعتز مره بمصريته ؟
هل يمكن أن يتنازل ثوار يناير الاصليين عن حلمهم الذي قدموا من اجله الشهداء وثاروا حتى اجبروا مبارك غليظ القلب ان يترحم عليهم في خطابه الأخير محاولا استرضاء الشباب ، هل يتنازلوا بينما مازالت الفتوة تُزين سواعدهم ؟
هل يستسلم الاسلاميين وقد اثخنوا قتلا وتعذيبا وانتهاكا لحرماتهم وتحرشا بنسائهم وتجميدا لاموالهم ، وتسفيها لحلمهم ، وتشويها لهويتهم .
لا أظن ، والواقع ان تغييرا حقيقيا حدث في تركيبه الشباب الذين يشكلون غالبية السكان فوق هذه الأرض المكلومه ، ساهم في صنعه التطور التكنولجي الهائل وانعكاساته المعرفية عليهم ، فما عاد الاعلام المصري الداعر يستطيع ان يشكل وجدان هؤلاء الشباب الذي جاء عزوفهم عن الاستفتاء الكاريكاتيري دليلا على ذلك
ويأتي التصريح الأخير للسيسي اشبه باعلان حرب على رافضيه من هذا الشعب ، فما معنى ان يقول ان نهاية الجيش والشرطة تسبق نهاية المصريين ، وليته يعرف لنا المصري وفق مفهومه ، هل هو ذلك الذي تحبل نساءه بنجمه ؟ هل هو الذي يبتهل له مناشدا عطفه بأن " كمل جميلك " وترأس رسميا هذه الدولة ، من هم المصريين الذين تعنيهم يا قائد الجيش ؟ المسبحون بحمدك لانك تآمرت على أول رئيس مدني منتخب بعد سبعة آلاف سنه ، بل لأنك تآمرت على ثورة قدمنا فيها أطهر النفوس ، هل هو المصري الذي يرحب بمكالماتك المطولة مع مرشدك الأعلى تشاك هيجل ، أم هذا الاحتفاء الكبير بك في الكيان الصهيوني الغاصب ؟ هل الذي يدير وجهه عن أبشع مذبحة حدثت في شوارع القاهرة برصاص محرم دوليا خلف آلاف الصور التي ما شاهدنا لها مثيلا حتى ايام حكم النازي والفاشي ؟ أم هو فقط من يتلقى أوامره من كاتدرائية العباسية .
بالتأكيد ملايين الوطنيين ليسوا من هؤلاء ، وبالتالي وفق تصريحك ، هم في انتظار رصاصك الحي الذي لا يلبث وزير داخليتك أن يلوح به .
ولكن تجربة الشهور الأخيرة اثبتت ان كل رصاصة تُطلق يعقبها خروج المزيد من رافضي حكمك الجبري ، والتاريخ يُخبر ايضا ان اقوى الآلات العسكرية لم تنجح في قمع ارادة حره لشعب ، ولك ان تسل مرشدك الأعلى هيجل عن ما يواجهه هو و حلفه في افغانستان منذ العام 2001 و ما واجهه في العراق وأي نصر حققوه .

ربما تتراجع عن فرض هذه المعادلة الصفرية ، وهذا الرهان المُر  .

الخميس، 16 يناير 2014

محدش بيكره جيش بلده .. الحكاية زي ما يكون عندك ولد بايظ ومحتاج يتربى


جرت العادة في الشهور الأخيرة أنك عندما تتحاور مع أحد مؤيدي الاقلاب تجده يعاجلك بعبارات كالرصاص يقول فيها ،
الانقلابي ( صائحا ) : انت خاين عميل بتكره جيش بلدك 
انت : يا عم افهم 
الانقلابي : موش ح افهم حاجة .. ميكرهش جيش مصر الا اليهود 

وكأن هذا الجيش حتى استطاع ان يرفع رأسه مطالبا اسرائيل بتعويضات عن اسراه الذين ذبحوا بعد نكسه 67 - بتلذذ من السفاح شارون الذي ارسلوا للعزاء فيه قبل ايام - ولا أقول مجرد التفكير في تحرير المقدسات المغتصبه ، والواقع ان لدينا قصة بائسة مع هذا الجيش الذي افقرنا وذلنا وقتلنا وانتهك اعراضنا وجعلنا اضحوكة بين الأمم ،

هذه القصة تبدأ باختصار حين انقلب هذا الجيش متحالفا مع الامريكان وسفيرها كافري ضد ملكية دستورية احكمت الحصار حول اسرائيل وحرمتها من الملاحة في البحر الأحمر منذ عام 1948 وحتى قيام هذا الانقلاب . 
ثم انقلب هذا الجيش على قائده اللواء محمد نجيب عام 1954 حين حاول اعادته الى ثكناته والعودة الى المسار الديمقراطي ومتجاهلا رفقه السلاح قام الجيش الانقلابي بحبس هذا الرجل الشريف في منزله لعقود . 
ثم فشل هذا الجيش في الذود عن سيناء و بورسعيد اثناء العدوان الثلاثي عام 1956 ولولا صمود المقاومة الشعبية ولعبة التوازات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية لضاعت مصر حينها . 
ثم اضاع حلم الوحدة مع سوريا التي جاءت الينا تطلب الاندماج معنا لوضع اسرائيل بين شقى الرحى 
ثم اضاع هذا الجيش رصيد مصر من الذهب في حرب عبثية في اليمن لم تسفر الا عن وقوع 30 الف قتيل مصري ، وازدياد نفوذ آل سعود في اليمن قبل عودة مخزيه . 
ثم واجه بعدها نكسة مذله اضاعت سيناء وغزة والضفة الغربية وفي القلب منها القدس الشريف ، واحر قلوبنا على غيبته 
ثم بعد ثلاثة ايام رائعة في اكتوبر 1973 ، فقد هذا الجيش 250 دبابة في ساعات نهار في تطوير مُريب للهجوم لا معنى له . 
ثم تعرض هذا الجيش لثغرة جعلت الجيش الاسرائيلي على بعد اميال قليلة من القاهرة لأول مره مهددنا امننا الشخصي . 
ثم تعرض لحصار جزء منه في نهاية هذه الحرب حتى بات الطعام يصل لهذا الجزء يوم بيوم تحت اشراف اسرائيلي مباشر . 
ثم وضع هذا الجيش يده في يد الامريكان والصهاينه في سلام مخزي نقل زعامة العالم العربي بعيدا عن القاهرة .
ثم في حادثه مريبه قتل هذا الجيش الفريق لبطل احمد بدوي و ثلاثه عشر جنرالا مصريا شريفا 
ثم شارك هذا الجيش في قتل السادات حين فكر في نقل السلطة للمدني منصور حسن . 
ثم اعتقل هذا الجيش اسطورته الفذه الفريق سعد الشاذلي قاهر اليهود . 
ثم فتح هذا الجيش قناة السويس للبوارج الاميريكية لتدمير العراق حيث يوجد ملايين المصريين 
ثم كانت القصة المعروفة مع مبارك حين فكر في نقل السلطة لجمال مبارك المدني ايضا .
ثم كان هذا الانقلاب الدموي على أول رئيس مدني منتخب . 

والآن اليك بعض نوادر هذا الجيش عزيزي لاعق البياده 

هل تعلم ان كنوز اسرة محمد علي استولى عليها الضباط الاحرار اثناء تأميم ممتلكاتهم 
هل تعلم ان قائد الجيش في 67 تزوج من ممثله ومدير مكتبه تزوج من مطربه 
هل تعلم ان فنانات مصريات قدمن للجنس بأوامر العسكر لشخصيات عربية وغربية 
هل تعلم ان راقصة مصرية شهيرة قدمت لرئيس اسرائيلي في السبعينات 

هل تعلم ان مدير مكتب عامر هدد عبد الناصر بضرب بيته بالمدفعيه في ازمته مع المشير عام 1961
هل تعلم ان المشير عامر اغتيل تجنبا لحدوث انقلاب من الضباط الموالين له المتمتعين بامتيازات خرافيه وايضا تجنبا لحقائق قد يذكرها عن المسئول الاول عن النكسه حال محاكمته كما طلب هو بنفسه .
هل تعلم ان الليثي ناصف قائد الحرس الجمهوري الذي عاون السادات ضد الفريق فوزي اغتيل في لندن على طريقة سعاد حسني حين همت بكتابة مذكراتها .
هل تعلم ان وزير الحربية شمس بدران صرح قبل عامين من لندن ان المخابرات كانت تأتي بافلام جنسية لممثلة مشهورة كي يستخدمها عبد الناصر بديلا عن الفياجرا التي لم تكن قد عرفت بعد . 
هل تعلم ان اللواء حمزة البسيوني مدير السجن الحربي قال لأحد المعتقلين : لو ربنا نزل ح احطه في الزنزانه اللي جنبك 

هل تعلم ان بريطانيا العظمى كانت مدينة لمصر بــ 200 مليون جنية استرليني قبل حكم لعسكر 
هل تعلم ان القاهرة كانت ارقى من باريس 

هل تعلم ان التعليم المصري انجب عالمة ذرة انثى " سميرة موسى " اغتالها الموساد في الاربعينات ، وكفيفا اصبح عميدا للادب العربي يدعى طه حسين .
هل تعلم ان القطن المصري كان يتحكم في بورصة القطن العالمية قبل نقل بذوره الى اثيوبيا عن طريق حلفائهم الاسرائيليين ، وان كسوة الكعبة ومعونات مالية كانت تخرج من القاهرة في موسم الحج . 
هل تعلم ان السينما المصرية كانت تنتج 100 فيلم سنويا متساوية مع السينما الفرنسية والامريكية 

هل تعلم ان بابا روما وصف ما حدث في رابعة بأنه " مجزره ضد الانسانية " 
وان في مصر الآن مقبره جماعية لشهداء رابعة وأغلب الجثث محترقه بعضهم حرقوا احياء ومصابين 

هل تعلم وهل تعلم ، ربما يحتاج الأمر لمجلدات وليس فقط مقال لشرح ما فعله هؤلاء بنا ، والسؤال الأهم ، مقابل ماذا ؟ 
سيادة منقوصه على سيناء 

سودان ضائعه وممزقه 
قدس اسير 
غزة محاصره 
اعراض منتهكه 
فقر مدقع 
تخلف حضاري 
شوارع قذره 
طعام مسرطن 
صحة معتله 
قضاء ......... 
اعلام داعر 
............
............
وأخيرا ورغم كل ذلك أؤكد لك عزيزي الانقلابي ، لا احد يكره الجيش 
فقط ، 
عندنا ولد بايظ محتاج يتربى 

الثلاثاء، 14 يناير 2014

دستور حصار شعب أبي طالب .. والاسلام الذي تسوقه الفنانات


فتاة تخلع حجابها وترقص في عرس استفتاء الدم 
وفنانه مُحجبه تمتدح وتسوق اسلاما جديدا يُريدوه لنا 
وتاريخ مجيد يأبى الا أن يُطل علينا بروعته الدائـــمة ليلهمنا

في السنة السابعة للبعثة النبويه اجتمع سادة قريش وكانوا ايضا رجال اعمالها لتدشين دستور جديد ظالم ، أبرموا فيه أنه على أهل مكة بكاملها في علاقتهم مع بني هاشم ما يلي :
أن لا يناكحوهم -لا يزوّجونهم- ولا يتزوجون منهم ، وأن لا يبايعوهم ، اي لا يبيعون لهم ولا يشترون منهم ، وأن لا يجالسوهم ، ولا يخالطوهم ، ولا يدخلوا بيوتهم ، ولا يكلموهم ، وأن لا يقبلوا من بني هاشم  ، ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يُسْلموا رسول الله  ( ص ) لهم للقتل .
" أي أن السبيل الوحيد لفك هذا الحصار هو تسليم الرسول حيًّا ليقتله زعماء الكفر بمكة " .

وقد صاغوا الدستور هذا في صحيفة ، ثم علقوها في جوف الكعبة ، وقد أقسموا بآلهتهم على الوفاء بها ، وبالفعل بدأ تنفيذ هذا الحصار الرهيب في أول ليلة من ليالي المحرم في السنة السابعة من البعثة ، وقد دخل بنو هاشم وبنو المطلب مؤمنهم وكافرهم إلى شعب أبي طالب وتجمعوا فيه ، ومعهم رسول الله ، وذلك ليكونوا جميعًا حوله كي يحموه من أهل مكة .


تحكي كتب التاريخ عن وفيات الاطفال من الجوع داخل هذا الحصار ، وعن صرخات النساء ، وعزم الرجال .
تحكي كتب التاربخ انهم صمدوا رغم انهم صاروا يتقوتون بأوراق الشجر . 
ولكن ذلك ليس أروع ما في هذه القصة .

يستطيع الانسان أن يفهم كيف صبر المؤمنين من بني هاشم دفاعا عن محمد ، وكيف يموتون هم واطفالهم دون تسليمه لأعدائه ، ولكن الأروع حقا ، هو ان كفار بني هاشم صمدوا ايضا ، فما الذي يحمل هؤلاء على تحمل سنوات من الموت جوعا والتهميش والاقصاء انتصارا لمبدأ ، فهؤلاء الكفار من بني هاشم كانوا يعتقدون ان من حق محمدا ان يروج لافكاره كيفما شاء مادام يفعل ذلك بطريقة سلمية ، حتى وان كانوا لا يؤمنون بهذه الافكار - ما اروعهم من قوم - ولم لا، وهم كانوا من أجل هذا المبدأ يضحون ، لم يفكروا انه ربما موت رجل واحد قد يحل المشكله وينقذ الاطفال ، والعجله تدور !!!
لم يقرروا التخلي عن المبدأ ، علشان البلد - مكه - تهدى !!! 
رفضوا تسليم محمد نزولا على رغبه ابو جهل وحلفائه من رجال اعمال قريش وبلطجيتهم !!!

قد يقول قائل : كانت هذه هي حميه الجاهلية والقوم كانوا يدافعون عن رجل منهم انتصارا للدم وصلة القرابة .

وهنا تتجلى الروعة الثانية في هذه القصة : 

انها تتمثل في شخصية هشام بن عمرو ، لم يكن من بني هاشم ، لم يكن ايضا ينتمي لقبيلة قوية ، والمدهش انه لم يكن ايضا على الاسلام ، بل تخبرنا كتب التاريخ انه لم يسلم الا بعد فتح مكه بسنوات ، فما هي الروعة في قصة هذا الرجل ؟ 

في ليلة من ليالي الحصار الجائر ، تساءل هشام بن عمرو في نفسه ، كيف يستمتع بطيب العيش هو واطفاله ، واطفال آخر يموتون جوعا ، قادته فطرته السليمة الي التسلل في الخفاء مرات ومرات آتيا بالطعام لهؤلاء المنبوذين من اعلام قومهم ، وبعد فتره قرر ان ذلك وحده لا يكفي ، اذ لا بد من فعل شيء يكسر هذا الجور الى الأبد . 

فكر الرائع هشام بن عمرو انه ان استطاع اقناع رجلا وحدا من أكثر قبيلة منافسة لبني هاشم ، سيكون قد أحدث ثقبا كبيرا في سفينه الحصار ، فاهتدى الى قبيلة بني مخروم ، وقد كانت هذه القبيلة التي يرأسها ابو جهل شديدة العداء لبني هاشم ، واختار منهم زهير ابن أبي أميه ، وصار لديه مذكرا اياه بتقاليد العرب الكريمة التي تأبى هذا الجور ، حتى استماله للقضية ، ولكنه طلب منه اقناع رجلا ثالثا فمواجهة ابو جهل ليست نزهه سهلة . 

لم يفكر هشام بن عمرو انه قد فعل ما عليه وكفى  ، لم يستسلم لليأس ، بل فكر في رجل ذي خلق وان كان على الكفر ، وكان المعطعم بن عدي ، الذي بدوره رحب ايضا بالأمر بشرط ان يجد هشام بن عمرو رجلا رابعا ينضم لدعوتهم . 

لم يدخل اليأس قلب هشام بن عمرو، ومن فوره ذهب يبحث عن رابع حتى وجده في شخص أبي البختري بن هشام ، ذهب إليه هشام وقال له مثل ما قال للمطعم وزهير .

فقال أبو البختري: وهل من أحد يعين على هذا ؟
قال هشام : نعم ، زهير بن أبي أمية، والمطعم بن عدي، وأنا .
وكسابقه رد أبو البختري أيضًا بقوله : أبغنا رجلا خامسًا .

إنه في الحقيقة مجهود ضخم يقوم به هشام بن عمرو ، وهو ليس بمسلم ، وليس من بني هاشم  ، ولكن لشيء كان قد تحرك بداخله ، ولمشاعر كانت ما زالت نقية أصيلة ، هذا الشيء وهذه المشاعر نستطيع ان نجملها في كلمة واحدة تسمى ...
الاخلاااااااااااق . 

أسرع هشام بن عمرو من جديد وكله حمية يبحث عن خامس ، فاختار زمعة بن الأسود .

فقال له زمعة : وهل على هذا الأمر الذي تدعوني إليه من أحد ؟
قال : نعم ،  ثم ذكر له الأربعة السابقين ، فوافق زمعة بن الأسود الأسدي .

اجتمع الخمسة رجال ، وأخذوا القرار الجريء الذي سيعارضون به أكابر القوم ، القرار الذي قد يؤدي إلى انقسام حاد في المجتمع المكي واحنا شعب وانتو شعب ، وايضا قد يؤدي إلى نصرة دين لا يقتنعون به ، يفعلون كل ذلك لشيء كان قد تحرك في صدورهم جميعًا ، إنها النخوة ، النخوة المتمثلة في أن تجد إنسانًا -أي إنسان- مؤمنًا كان أو كافرًا ، أن تراه يعذب ، أن تراه يظلم ، أن تراه يجوع أو يعطش ، ثم تقول بملء فيك : لا . 
 إنها النخوة التي زرعت في قلوب أناس ما عرفوا الله ، وهي نفسها (النخوة) التي لم نرها من مسلمين كثيرين ، قد رأوا بأعينهم ما يحدث للمسلمين في مصر وسوريا ، وليس فقط يصمتون ، بل يعينون الظالم ويمتدحوه !!! 
وها قد جاء على المسلمين زمان نرجو فيه أن تكون أخلاقهم كأخلاق الكافرين؟!
إننا حقا نحتاج إلى وقفة مع النفس !


اجتمع الرجال الخمسة واتفقوا على القيام بنقض الدستور الجائر .  
قال زهير: أنا أبدؤكم فأكون أول من يتكلم .

ولما كان الصباح ذهبوا إلى المسجد الحرام ، ونادى زهير على أهل مكة فاجتمعوا له ،
فقال : يا أهل مكة ، أنأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم هلكى ، لا يباع ولا يبتاع منهم ؟! والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة.
هنا قام له أبو جهل زعيم مكة وقائد جيشها ، قام يرد عليه وكله حماسة وغلظة . 
فقال : كذبت ، والله لا تشق .
فقام زمعة بن الأسود وقال : أنت والله أكذب ، ما رضينا كتابتها حين كتبت .
ثم قام أبو البختري بن هشام فقال : صدق زمعة ، لا نرضى ما كتب فيها ولا نقرّ به .
ثم قام المطعم بن عديّ وقال : صدقتما وكذب من قال غير ذلك  (يقصد أبا جهل) ، نحن نبرأ إلى الله منها ومما كتب فيها .

وهنا قام الرجل الخامس هشام بن عمرو ، الذي جمع كل هؤلاء فقال مثل ما قاله المطعم ، وصدّق المطالبين بنقض الصحيفة .
وقد حدث كل هذا في دقائق معدودة ، ووجد أبو جهل نفسه محاصرًا بآراء خمسة من الرجال ، حينها أدرك أن هذا لم يكن قدرًا ولا مصادفة ،.
فقال : هذا أمر قُضِي بليل .

وكشأن الدنيا دائما ، حين تجتمع القلوب النقيه وتبدأ في الفعل تأتي معيّة الله ونصره .

أصبح الموقف متأزمًا ، فإذا كان رقم الخمسة رجال كبيرًا ، فإن على الناحية الأخرى أبا جهل ، وهو زعيم مكة وقائد جيشها ، ومعه كثير جدًّا من زعمائها ورجال اعمالها ، ومن هنا فقد لاح في الأفق بوادر أزمة ضخمة ، لكن الله أراد أن تنتهي هذه المعضلة ويفك الحصار ، فحدث أمر آخر قد تزامن مع هذه الأحداث ، فقد أوحى الله إلى نبيه أن القرضة (دودة الأرض) قد أكلت الصحيفة ، ولم تترك فيها إلا ما كان من اسم الله . وبنبأ القرضة أخبر رسول الله عمه أبا طالب ، فما كان منه (أبي طالب) إلا أن أسرع إلى نادي قريش ، وهناك رأى الحوار الذي دار بين الرجال الخمسة وبين أبي جهل ، ولما انتهوا من حوارهم تدخل أبو طالب في الحديث .
وقال : إن ابن أخي قال ان القرضة قد أكلت الصحيفة ، فإن كان كاذبًا خلينا بينكم وبينه ، وإن كان صادقًا رجعتم عن قطيعتنا وظلمنا بدستوركم الجائر .
قال زعماء قريش في المسجد الحرام : قد أنصفت يا أبا طالب .
وذهبوا إلى الصحيفة في جوف الكعبة ، فإذا هي تمامًا كما ذكر رسول الله ، أُكلت بكاملها إلا ما كان فيها من اسم الله : "باسمك اللهم"، ظلت آية واضحة .

هنا لم يعدْ أمام زعماء مكة أي خيار، لم يجدوا بدًّا من نقض هذا الدستور  وإنهاء المقاطعة بعد ثلاث سنوات كاملة كانت قد مرت من الحصار والتجويع والاقصاء والقتل والتشويه .

تذكرت هذه القصة وقد امتلأت نفسي غيظا حين رأيت فتاة ترقص ابتهاجا بدستور أشبه بصحيفة ابو جهل ، وفنانه تسوق لاسلام آخر جديد ليس فقط كالذي نعرفه ، بل يبتعد عن اخلاق عرب الجاهلية لأذكر نفسي أنه :  

لحكمة كان يعلمها الله شاء أن يتأخر هذا الإنقاذ إلى مدة ثلاث سنوات ، ولو شاء سبحانه لحدث مثل هذا الاجتماع من الرجال الخمسة أو من غيرهم بعد شهر واحد أو شهرين من بداية الحصار ، لكن كان هذا التأخير مقصودًا ، لقد خرج المؤمنون من هذا الحصار أشد شكيمة وأعمق إيمانًا وأقوى تمسكًا بدينهم وعقيدتهم ، لقد وقع الابتلاء والامتحان ، ونجح المؤمنون فيه ، فإنه لا بد أن يثبت الصادقون صدقهم بالتعرض للبلاء والثبات على الحق .
فقد قال الله تعالى: {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ} [الرعد: 17].

لا بد أن يُصهر المؤمنون في نار الابتلاء للتنقية وللتربية وللتزكية ، للتنقية من الكاذبين والمنافقين ، وللتربية على الثبات والتضحية في سبيل الله ، وللتزكية لتطهير النفوس من الذنوب والخطايا .

ومن هنا كان هناك الحصار ، ومن قبله كانت الهجرة إلى الحبشة ، ومن قبله كان الإيذاء والتعذيب ، وكل هذه مراحل تربوية غاية في الأهمية ، حيث صنعت جيلاً من الصحابة يستطيع أن يواجه الأهوال دون أن تلين له قناة ، أو تخور له عزيمة ، أو يهتز له قلب أو عقل أو جارحة .
{صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} [النمل: 88] 

وما أشبه اليوم بالبارحة 




الأحد، 12 يناير 2014

يوم الزينة الجديد .. المعادلة الصفرية وسحرة النينجا الحمر


لا صدفه في السياسة 
ولا عفوية عند السياسي 

حين اختارت كاثرين اشتون مدينة الأقصر لقضاء عطلة رأس السنة لم تكشف فقط عن رعايتها الرسمية للانقلاب ، ولكنها ايضا ابرزت دون قصد المأزق الحقيقي الذي يعيش فيه الانقلابيون . 
فممثلة الاتحاد الاوروبي تعلم انها تأتي لتسيح في الاقصر ومعها وكالات الأنباء العالمية التي ستغطي الزيارة ، أي انها توفر دعاية مجانية لقطاع السياحة المصري تساوي ملايين الدولارات في وقت يعاني فيه هذا القطاع بشده بعد 3 يوليو ولها كل الشكر في ذلك حال توافر نوايا حسنة وراء هذه السياحة الأقصرية رغم التهاب القاهرة .

وليس هذا فقط ، بل هذه الزيارة الغريبة التوقيت ايضا تصدر اخبارا من مصر تخفف من وطأة أخبار القتل والاعتقالات ، والتغييب القصري ، والعبوات الناسفة والانفجارات المتنبأ بها سلفا من كهنة الاعلام المصري .
والبديهي ان أشتون بهذه الزيارة حولت نفسها من طرف محايد الى شريك داعم للخريطة المزعومة والتي احاول جاهدا ان أرى فيها أي مستقبل ، فلا أجد الا الثآرات من فرط الدماء التي سكبت على الهوية بدم بارد . 

وسياحة آشتون الكاشفة هذه لا تختلف كثيرا عن سلوك الانقلابي المحلي الذي حول هذا الصراع السياسي الى معادلة صفرية وتحديدا بعد مذبحة فض اعتصام رابعة ، فرغم ان كل الدماء ذكية ، الا انه كان من الممكن تجاوز مأساة الحرس الجمهورية والمنصة ، وقد تأكد العسكر من عزم المعتصمين الا يغادروا الميادين دون حل يرضيهم ، فجاءت هذه المجزرة ضد الانسانية - كما وصفها بابا الفاتيكان - لتجعل القصاص العادل ممن استعذبوا القتل فينا هو المطلب الأول للثوار .

ثم توالت المآسي ، وايضا التفجيرات المشبوهه التي انتهت باعلان الاخوان المسلمين جماعة ارهابية في تطور درامي هندي غير جيد الصنع ، ليغلق الباب تماما امام أي حل سياسي يُبنى على تنازل كل طرف عن بعض مطالبه لان ذلك بات يعني الآن تنازل الانقلابيين عن رقابهم بالمحاكمات العادلة . 

والحقيقة الدامغة ان تفوق الاخوان على الارض هو الذي جعل فرصة التيارات الاخرى في الوصول الى الحكم عبر صناديق الاقتراع شبه معدومه ، فكان اختيارهم السفيه هو القضاء على خصومهم السياسيين قضاء تاما لتخلو الساحه لهم بعد أكبر عملية تشويه لفصيل سياسي يشهدها القرن الجديد . 

ومن الواضح ان اعلان التحالف الوطني لدعم الشرعية ( المتأخر ) بمقاطعة الدستور جاء بعد فشل كل الحلول التفاوضيه ، ومن الواضح ايضا ان رؤوس اموال متطرفه هي التي تقود المشهد المصري ، وهؤلاء بالطبع يودون استعادة ما انفقوه من اجل اسقاط التجربة الديمقراطية في مصر بالارباح التي اعتادوا عليها ، ولن يتسنى لهم ذلك في ظل اي حل توافقي يسمح للطرف الآخر بمساحة تواجد ترضيه . 

وللمرة الأولى يعلن فيها الجيش عن حجم قواته التي ستنتشر على الارض ضد كل الاعراف العسكرية ، وعكس ما تم في جميع الانتخابات السابقة ، ثم ابهرونا برداء السلاحف الحمراء التي ستبث الرعب واليأس في قلوبنا اثناء الاستفتاء .

وكما قال الشاعر العربي القديم : ياااااااااااامي يااااااااامي انا خفت خلاص 

واخيرا خرج قائد الانقلاب المفدى من مخبئه ليطلب من النساء الناجيات من الاعتقال والاغتصاب والتحرش والسحل بتأييدهم لقيادته الرشيدة ان يخرجوا مصطحبين كل الرجال الخاضعون لسلطانهن الى يوم ( الزينة ) الجديد ، يوم الاستفتاء . 

ويوم الزينة كما اخبرنا القرآن هو الموعد الذي ضربه الفرعون لموسى متحديا اياه بجمع كل ساحر عليم ، وهو يوم من ايام الصراع التقليدي بين فسطاط الحق وفسطاط الباطل ، وفيه حدثت المفآجاة التراجيدية بتحول السحرة الى الايمان ، وخزلان الفرعون المتجبر على سنة خالقه في الكون ان الارض يرثها عباده الصالحين . 

فهل يحمل يوم الزينة الجديد مفاجأة مماثلة فيتحول سحرة الفرعون الجديد من الكفر الى الايمان ، ويخرج من هذا الجيش من ينتصر لمصر المكلومه في نخبتها بانتصاره للحق الذي لا تخطئه نفس مؤمنه ، والحق أحق ان يتبع . 

بسم الله الرحمن الرحيم 
" ولكم في القصاص حياة يا أولي الالباب " 
صدق الله العظيم 

الجمعة، 10 يناير 2014

مخابرات باللحمة والمكرونة ، على الاستفتاء أسد .. وعلى سد أثيوبيا هنومه



لطالما اشتكى جنرالات مصر في الفترة ما بين يونيو 1967 وحتى أكتوبر 1973 من الفجوة الهائلة بين التسليح السوفيتي التي كانت تحصل عليه مصر وبين السلاح الاميركي التي تحصل عليه اسرائيل ، فمثلا كانت الطائرة الفانتوم الاميركية تتفوق على أحدث المقاتلات المصرية وقتها MIG 21 في التسليح والسرعة وطول فترة التحليق وقدرات المناورة ، وربما كان يراود هؤلاء الجنرالات العظام أمثال رياض وفوزي والشاذلي احلام الحصول على تسليح اميركي متقدم قبل خوض معركة الكرامة .

وتذكر كتب السير التي تناولت هذه الفترة الهامة كيف أصر المشير أحمد اسماعيل القائد العام أن يحصل على أمر مكتوب من السادات قبل بدء العمليات ، وبعد لقاء مطول مع هيكل ( كاتب العسكر المفضل ) اتفقا ان يتضمن هذا التوجيه الاسترايجي الصادر من القائد الاعلى ما يفيد ان المهام المطلوبه من الجيش من كسر الجمود العسكري والعمل على تحرير الارض على مراحلوتكبيد العدو أكبر خسائر ممكنه هي وفقا لامكانيات القوات المسلحة فاضيفت هذه الجملة بعد اصرار من المشير احمد اسماعيل . 

هذا يوضح كيف كان هاجس الامكانيات العسكرية مُلحا بالنسبة لهؤلاء القادة الُمحاربون ، وربما ظن الرئيس مرسي انه حين يذكر اننا نهدف الى تصليح سلاحنا مع غذائنا ودوائنا انه سيُلهب حماس قادة جيش مصر وقد وعد بتحقيق حلم قديم ، فالسيسي دون شك هو وريث احمد اسماعيل وصبحي صالح هو وريث سعد الشاذلي واسامة عسكر هو وريث عبد المنم واصل كما اعتقد الرئيس مرسي . 

ولكن يبدوا ان الأمر بالنسبة لجيش كامب ديفيد مختلف !!

فالسادات استطاع بسلامه الاميركي الرعاية ان يحصل لجيشه على السلاح الاميركي كمعونه كتلك التي صل عليها خيري مستعمل من الامارات ، ولكن لا تظن عزيزي ان الآف 16 التي تأتي لمصر تكون بنفس قدرات نظيرتها التي تتوجه لاسرائيل - هذا ما أكده لي طيار مصري غاضب بعد حادث سقوط طائرة البطراوي التي فقد فيها بعض صديق له من الطيارين وقد كانوا في طريق العودة الى القاهرة بعد حصولهم على فرقة متقدمة - أي ان الآف 16 المصرية ليست متجنطه ولا توجد بها فتحه صقف وربما تكون مانيوال وفقا لكلام هذا الطيار . 

ولكن هل عمل جيشنا على تضييق هذه الفجوة التكنولوجية الهائلة بينه وبين جيش اسرائيل ؟
وماذا أعدت مخابراتنا مثلا لمجابهة درع القبة الفولاذية الاسرائيلي بتكنولوجيته المتطورة ؟ 

مازلت أذكر تصريحا لمصطفى الفقي في احدى القنوات عام 2005 حين سأله المذيع ، ما هو الشيء الذي ان اقدمت عليه اسرائيل يمكن لمصر ان تكسر السلام معها فأجاب الفقي : ان شنت اسرائيل عدوانا على غزة ، عندها لن تحمد العواقب !!!

ولكن السنوات التالية لهذا التصريح حملت اكثر من حرب على غزة دون ان نسمع للجيش المصري صوتا ، بل ان حربا اعلنت من شرم الشيخ وفي حضور وزير الخارجية المصري ، وأخيرا اصبح جيشنا وفقا لتصريحات اسرائيلية شريكا استراتيجيا للجيش الاسرائيلي تعمل هي على اعادة الدعم له بالمخالفة للقوانين الاميركية في حال وقوع انقلابات ، يال حنانك يا اسرائيل !!، ولم لا  و الجيش المصري بات مصدر التهديد المباشر لغزة بعد انقلاب 3 يوليو . من كان يصدق !! 

واليوم فوجئت  بتصريح من يحي حامد وزير الاستثمار في عهد مرسي يؤكد أن المخابرات المصرية هي المستورد الرئيسي للحوم وللقمح في مصر ، اعتقدت للوهله الاولى اننا نعد لحرب من نوع جديد نقهر بها اسرائيل ، ربما نعد لطائراتهم مضادات الكفته الشهيه ، أو الارغفه الطائرة ، وربما يود قادة الجيش ان يفتوا ... من عضدهم طبعا . 

ولكن الحقيقة الداغمة ان الجيوش حين تتوقف عن العمل من أجل ان تحمي الحمى وتصون الارض والعرض وتستعيد الحقوق ، تتحول الى مجموعة من المرتزقة التي تقتل فقط من أجل المال ، وهذا النموذج كم تكرر عبر العصور .

واذكروا ان مصر قبل حكم العسكر كانت تشارك اثيوبيا الحدود ، قبل ان يتنازل العسكر عن السودان ، ثم يترك السودان ليقسم ، ثم يترك سيناء لما آلت اليه .. وأخيرا نراه مكتوف الايدي وهو يشاهد سدا مهولا يُبنى على النيل في أثيوبيا في نفس الوقت الذي يحرك قواته لتأمين استفتاء على دستور ما وجدنا فيه الا تأمينا لمصالحه المنهوبه من خيرات هذا الشعب الباحث عن اللحمة بالمخابرات  . 
وتسلم الايادي 
H.ELGamrY





الأربعاء، 8 يناير 2014

الانقلاب مات والثورة إسلامية وأمريكا ستحاول اللحاق بالعربة الأخيرة


يقول الشاعر العربي القديم : 
وما أنا بعلام الغيوب لكنني 
أرى بلحاظ الرأي ما هو واقع


لست أدرى ما الذي جعلني ادير ريموت التلفاز على قناة أحرار 25 في هذه الساعة المتأخرة من الليل لاتابع فيها تسجيلا رأيت فيه امرأة محجبه في قرية ميت ناجي بالدقهلية تخرج مع طفلتها لتشارك في سلسلة بشرية تطالب بعودة الشرعية ضمن فعالية دعى اليها التحالف الوطني لدعم الشرعية - رغم سوء الاحوال الجوية - حيث أظهرت الصورة ان هذه الفعالية بدأت في الصباح الباكر وكانت حبات الندى ماتزال تتساقط على هذه الوجوه النضره ، وكان هتاف حنجرة هذه المرأة يضاهي في سطوعه شعاع الشمس الوليد . 

على الفور عقدت مقارنة بين هذه المرأة التي خرجت رغم اعتقال اباها وقتل اخاها والتحرش وربما اغتصاب اختها في اقسام شرطتنا الباسلة ، وبين هذا الضابط الذي يتبختر فوق مدرعته متوشحا بخوذته المانعة وفي يده سلاحا دفعنا ثمنه نحن الشعب بصبر السنين ليطلق رصاصاته يمينا ويسارا على المتظاهرين العزل حتى اذا ما نفذت ذخيرته ترك المدرعة لمصيرها المحتوم على يد هؤلاء المتظاهرين ، وسألت نفسي : ما الذي يمكن ان يجعل هذه المرأة الأسطورة التي خرجت بطفلتها في هذا البرد الشديد ولم تستلم لاغراء دفء بطانية مستعملة كالتي هلل لها الاعلامي الدنيء في قناته الفلولية ، ما الذي يمكن ان يجعلها تتراجع الآن فيما عقدت العزم عليه ؟ 
ما الذي يجعلها تتوقف عن الهتاف قائلة : مصر اسلامية 

ثم عُدت لاسأل نفسي : ربما كان خروج هذه المرأة لاسترداد امتيازات مالية قدمها اليها حكم مرسي  ، وليس خروجا لاسلام ارادت ان تستعيد امبراطوريته من اندونسيا حتى المحيط الاطلنطي ؟ 
فأجبت على نفسي : و أي ثمن يمكن أن يساوي رصاصة تخترق جسد طفلتها الصغيرة أو حتى شمة غاز تحرق رئتيها الرقيقتين ؟ 

بالطبع المقارنة بين هذه المرأة الأسطورة وبين الضابط الذي يحاول قهر ارادتها لم تكن في صالح هذا الضابط الذي لو أنصف لتوارى طويلا يبكي ندما على اسمه الذي تضمنه كشف المكافآت نظير الاشتراك في مجزرة رابعة  ، وهو ايضا الذي لو انصف لادرك انه لولا ضعفه لما رضخ قائده الأعلى لاسياده في البنتاجون ، وهو أخيرا الذي لو فكر وتدبر ، لأدرك ان خشية جنرالات البنتاجون الحقيقية فقط من هذه المرأة ، ومن ما تمثله بصمودها . 

ربما يقول قائل : ان هذا الحديث العاطفي لهو درب من دروب هوى النفس ، وان عربة مدرعة واحدة ثبت عليها رشاش متعدد اميركي الصنع - كالذي تدربت عليه في مدرسة المشأة اثناء فترة تجنيدي في سلاح المُشاه الميكانيكي - لكفيل بفض هذه السلسلة البشرية التي تتغزل في بسالتها بإسراف الشعراء  !!!!

ولهذا القائل أسرد بضعة معلومات عله يتيقن مما تيقنت منه : 


هل تعلم ان الحرب العالمية الثانية التي استمرت منذ العام 1939 حتى العام 1945 شارك فيها أكثر من 100 مليون جندي وتسببت في قتل 50 مليون انسان رغم استخدام الاسلحة الاشد فتكا جوا وبرا وبحرا وانتهت بالقاء قنبلتين ذريتين شهيرتين .
هل تعلم ان عدد ضحايا حرب فيتنام التي استمرت منذ العام 1957 وحتى العام 1975 هو مليون ومائه الف فيتنامي وفيها استعرضت الولايات المتحدة قوتها التقليدية ابتداء من قذائف النابالم الحارقة وحتى جندي المارينز المدجج بأعتى الاسلحة .
هل تعلم ان العرب جميعا فقدوا في حرب الاستنزاف التي استمرت ثلاث سنوات 25 الف شهيد في اقصى التقديرات بينما قتلوا من اليهود 800 فرد في اقصى التقديرات ايضا .
هل تعلم ان النزيف اليومي في سوريا الحبيبة اسفر عن سقوط 100000 الف شهيد من المعارضة رغم استخدام بشار المجرم لترسانته العسكرية كاملة ، حتى الاسلحة الكيماوية لم يضن بها على عشاق الحرية والكرامة . 


والخلاصة ، ان خيار الاسراف في استخدام القوة صوب المتظاهرين السلميين الذي يقدر عددهم بالملايين بهف ابادتهم جميعا يحتاج لترسانة اسلحة تفوق تلك التي استخدمت في الحرب العالمية الثانية من أكثر من 100 مليون جندي وايضا يحكم ذلك محاذير شديدة الخطورة بالنسبة لقادة الانقلاب وهي : 

اولا : ان كنا وبكل اسف ومراره رأينا بعض افراد قوات المظلات النخبوية تطلق النار على شعبها من المصريين الساجدين فإن القوام الاساسي لجيش الشعب من قوات المشاة والمدرعات لا يمكن ان يتورط في فعل ذلك . 
ثانيا : ان قوة النيران الحقيقية لقواتنا البرية يطلقها المجندين وهم من صلب نسيج هذا المجتمع ولا اعتقد انهم يستجيبون لقادتهم ان هم طلبوا منهم اطلاق النار على ذويهم . 
ثالثا : لا يوجد جيش يُسرف في اطلاق النار على شعبه الا وتحدث فيه انشقاقات ، وفي ظل الكثافة السكانية للمدن المصرية فإن هذا السيناريو كابوسي للانقلابيين والنموذج السوري ليس ببعيد . 
رابعا : ستواجه الدول الخليجية المارقة الداعمة للانقلاب ضغوطا شعبية هائلة في ظل تصاعد معدل القتل في مسلمي مصر مما يُنذر بعواقب وخيمه تمس استقرار عروشهم ، وقد بدت البوادر في بعض الدول مثل الكويت . 
خامسا : ان النظام العالمي الذي ترأسته امريكا بعد اعلان الامم المتحدة العالمي لحقوق الانسان لن يستقر ومذابح من هذا النوع تحدث في مصر قلب العالم حيث ستبور بضاعتهم المتمثله في الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان لاسيما المرأة والطفل ولطالما سوقوها لشعوبهم التي تأكدت  من سلمية هذه الثورة . 
سادسا : ان حربا اهلية على الطراز السوري من شأنها احداث خللا يقينا في الملاحة العالمية عبر قناة السويس وهو ما لا ترغبه امريكا في ظل بوادر انفراجتها المالية بعد أزمة الكساد العالمي في 2008 
سابعا : ان تورط الجيش المصري في حرب أهلية شاملة قد يضعف قبضته في سيناء مما يعرض قلب اسرائيل لخطر تعلمه جيدا من جماعات تتحين الفرصة للثأر من اسرائيل . 
ثامنا : ان كفاءة الامن المصري باتت موضع تساؤلات وقد رأينا استمرار خروج بعض الممنوعين من السفر من مصر الى الدوحة 


ولهذا كله وفق تقديري فإن فكرة الاسراف في استخدام القوة ضد المتظاهرين العُزل عن طريق قوات الجيش لن يحسم الأمر للانقلابيين الذين فشلت خطتهم في دفع الشعب المدني للاقتتال الداخلي وقد رأينا كيف تنقل فضائياتهم وصحفهم رسائل تحفيز لقطاع المؤيدين للانقلاب من الجهلاء والطائفيين لقتل انصار الشرعية نيابة عنهم ، فما عاد لديهم بعد هذا الفشل الا جهاز الشرطة الذي اختار لنفسه عن رضا عجيب هذه المكانه التي لن يغفرها التاريخ له ، وان صمود هذا الجهاز المدعوم بالبلطجية بعد مضي سته اشهر كاملة من المواجهات أصبح الآن محل قلق وشك عبر عنه الصليبي ساويرس في تصريحه الخبيث . 


وبهذا تصبح ميزان القوة الحقيقية في صراع الارادات يميل صوب المرأة المحجبة التي اذهلتني بصمودها امام كل هذه الضغوط فما ازدادت الا قوة وثبات سيسطره التاريخ لها باحرف من نور ، كما ان التسريبات الاخيرة تثبت ان جهاز الشرطة ذاته مخترق والا كيف خرج كشف اسماء الضباط الذين شاركوا في مذبحة الساجدين في رابعة . 


وأخيرا فإن هذا التحليل غير مرتبط بفترة زمنية تلزم لاندحار الانقلاب وازالة آثاره وان كنت اعتقد ان ماما امريكا قد امهلت الانقلابيين الى موعد الاستفتاء وهذا الاستنتاج مبني على امرين : 

1- تصريح وزير الداخلية بان الاستفتاء مسألة حياة أو موت 
2- تصريح البيت الابيض ان امريكا ستدرس امكانية اعادة المعونة العسكرية لمصر بعد الاستفتاء على الدستور 


والمتوقع أنه اذا لم ينجح هذا الاستفتاء في منح شرعية مزيفة للانقلابيين ، ستحاول امريكا الحاق بآخر عربة في قطار الثورة المصرية ، ليس فقط كي لا يقوم الثوار بمحاصرة سفارتها وآخذ رهائن كما فعل الايرانيين في عام 1979 وقد ادركوا انها المخطط الحقيقي للانقلاب ومذابحه ، ولكن كي تضمن لها موطيء قدم تستطيع من خلاله الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في مصر والتي بات اطفالنا يدركونها جيدا من فرط ثرثرتهم بها ليل نهار .
 والحق أقول لكم انها ايضا ستسعى لذلك لتشويه نقاء الثوب الابيض لثورتنا الاسلامية بأمل تعديل مسارها بما يخدم فتنتها تلك الزانية التي مازالت تجلش على عرش هذا العالم واسكرته بخمرها .