الجمعة، 10 يناير 2014

مخابرات باللحمة والمكرونة ، على الاستفتاء أسد .. وعلى سد أثيوبيا هنومه



لطالما اشتكى جنرالات مصر في الفترة ما بين يونيو 1967 وحتى أكتوبر 1973 من الفجوة الهائلة بين التسليح السوفيتي التي كانت تحصل عليه مصر وبين السلاح الاميركي التي تحصل عليه اسرائيل ، فمثلا كانت الطائرة الفانتوم الاميركية تتفوق على أحدث المقاتلات المصرية وقتها MIG 21 في التسليح والسرعة وطول فترة التحليق وقدرات المناورة ، وربما كان يراود هؤلاء الجنرالات العظام أمثال رياض وفوزي والشاذلي احلام الحصول على تسليح اميركي متقدم قبل خوض معركة الكرامة .

وتذكر كتب السير التي تناولت هذه الفترة الهامة كيف أصر المشير أحمد اسماعيل القائد العام أن يحصل على أمر مكتوب من السادات قبل بدء العمليات ، وبعد لقاء مطول مع هيكل ( كاتب العسكر المفضل ) اتفقا ان يتضمن هذا التوجيه الاسترايجي الصادر من القائد الاعلى ما يفيد ان المهام المطلوبه من الجيش من كسر الجمود العسكري والعمل على تحرير الارض على مراحلوتكبيد العدو أكبر خسائر ممكنه هي وفقا لامكانيات القوات المسلحة فاضيفت هذه الجملة بعد اصرار من المشير احمد اسماعيل . 

هذا يوضح كيف كان هاجس الامكانيات العسكرية مُلحا بالنسبة لهؤلاء القادة الُمحاربون ، وربما ظن الرئيس مرسي انه حين يذكر اننا نهدف الى تصليح سلاحنا مع غذائنا ودوائنا انه سيُلهب حماس قادة جيش مصر وقد وعد بتحقيق حلم قديم ، فالسيسي دون شك هو وريث احمد اسماعيل وصبحي صالح هو وريث سعد الشاذلي واسامة عسكر هو وريث عبد المنم واصل كما اعتقد الرئيس مرسي . 

ولكن يبدوا ان الأمر بالنسبة لجيش كامب ديفيد مختلف !!

فالسادات استطاع بسلامه الاميركي الرعاية ان يحصل لجيشه على السلاح الاميركي كمعونه كتلك التي صل عليها خيري مستعمل من الامارات ، ولكن لا تظن عزيزي ان الآف 16 التي تأتي لمصر تكون بنفس قدرات نظيرتها التي تتوجه لاسرائيل - هذا ما أكده لي طيار مصري غاضب بعد حادث سقوط طائرة البطراوي التي فقد فيها بعض صديق له من الطيارين وقد كانوا في طريق العودة الى القاهرة بعد حصولهم على فرقة متقدمة - أي ان الآف 16 المصرية ليست متجنطه ولا توجد بها فتحه صقف وربما تكون مانيوال وفقا لكلام هذا الطيار . 

ولكن هل عمل جيشنا على تضييق هذه الفجوة التكنولوجية الهائلة بينه وبين جيش اسرائيل ؟
وماذا أعدت مخابراتنا مثلا لمجابهة درع القبة الفولاذية الاسرائيلي بتكنولوجيته المتطورة ؟ 

مازلت أذكر تصريحا لمصطفى الفقي في احدى القنوات عام 2005 حين سأله المذيع ، ما هو الشيء الذي ان اقدمت عليه اسرائيل يمكن لمصر ان تكسر السلام معها فأجاب الفقي : ان شنت اسرائيل عدوانا على غزة ، عندها لن تحمد العواقب !!!

ولكن السنوات التالية لهذا التصريح حملت اكثر من حرب على غزة دون ان نسمع للجيش المصري صوتا ، بل ان حربا اعلنت من شرم الشيخ وفي حضور وزير الخارجية المصري ، وأخيرا اصبح جيشنا وفقا لتصريحات اسرائيلية شريكا استراتيجيا للجيش الاسرائيلي تعمل هي على اعادة الدعم له بالمخالفة للقوانين الاميركية في حال وقوع انقلابات ، يال حنانك يا اسرائيل !!، ولم لا  و الجيش المصري بات مصدر التهديد المباشر لغزة بعد انقلاب 3 يوليو . من كان يصدق !! 

واليوم فوجئت  بتصريح من يحي حامد وزير الاستثمار في عهد مرسي يؤكد أن المخابرات المصرية هي المستورد الرئيسي للحوم وللقمح في مصر ، اعتقدت للوهله الاولى اننا نعد لحرب من نوع جديد نقهر بها اسرائيل ، ربما نعد لطائراتهم مضادات الكفته الشهيه ، أو الارغفه الطائرة ، وربما يود قادة الجيش ان يفتوا ... من عضدهم طبعا . 

ولكن الحقيقة الداغمة ان الجيوش حين تتوقف عن العمل من أجل ان تحمي الحمى وتصون الارض والعرض وتستعيد الحقوق ، تتحول الى مجموعة من المرتزقة التي تقتل فقط من أجل المال ، وهذا النموذج كم تكرر عبر العصور .

واذكروا ان مصر قبل حكم العسكر كانت تشارك اثيوبيا الحدود ، قبل ان يتنازل العسكر عن السودان ، ثم يترك السودان ليقسم ، ثم يترك سيناء لما آلت اليه .. وأخيرا نراه مكتوف الايدي وهو يشاهد سدا مهولا يُبنى على النيل في أثيوبيا في نفس الوقت الذي يحرك قواته لتأمين استفتاء على دستور ما وجدنا فيه الا تأمينا لمصالحه المنهوبه من خيرات هذا الشعب الباحث عن اللحمة بالمخابرات  . 
وتسلم الايادي 
H.ELGamrY





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق