الأحد، 12 يناير 2014

يوم الزينة الجديد .. المعادلة الصفرية وسحرة النينجا الحمر


لا صدفه في السياسة 
ولا عفوية عند السياسي 

حين اختارت كاثرين اشتون مدينة الأقصر لقضاء عطلة رأس السنة لم تكشف فقط عن رعايتها الرسمية للانقلاب ، ولكنها ايضا ابرزت دون قصد المأزق الحقيقي الذي يعيش فيه الانقلابيون . 
فممثلة الاتحاد الاوروبي تعلم انها تأتي لتسيح في الاقصر ومعها وكالات الأنباء العالمية التي ستغطي الزيارة ، أي انها توفر دعاية مجانية لقطاع السياحة المصري تساوي ملايين الدولارات في وقت يعاني فيه هذا القطاع بشده بعد 3 يوليو ولها كل الشكر في ذلك حال توافر نوايا حسنة وراء هذه السياحة الأقصرية رغم التهاب القاهرة .

وليس هذا فقط ، بل هذه الزيارة الغريبة التوقيت ايضا تصدر اخبارا من مصر تخفف من وطأة أخبار القتل والاعتقالات ، والتغييب القصري ، والعبوات الناسفة والانفجارات المتنبأ بها سلفا من كهنة الاعلام المصري .
والبديهي ان أشتون بهذه الزيارة حولت نفسها من طرف محايد الى شريك داعم للخريطة المزعومة والتي احاول جاهدا ان أرى فيها أي مستقبل ، فلا أجد الا الثآرات من فرط الدماء التي سكبت على الهوية بدم بارد . 

وسياحة آشتون الكاشفة هذه لا تختلف كثيرا عن سلوك الانقلابي المحلي الذي حول هذا الصراع السياسي الى معادلة صفرية وتحديدا بعد مذبحة فض اعتصام رابعة ، فرغم ان كل الدماء ذكية ، الا انه كان من الممكن تجاوز مأساة الحرس الجمهورية والمنصة ، وقد تأكد العسكر من عزم المعتصمين الا يغادروا الميادين دون حل يرضيهم ، فجاءت هذه المجزرة ضد الانسانية - كما وصفها بابا الفاتيكان - لتجعل القصاص العادل ممن استعذبوا القتل فينا هو المطلب الأول للثوار .

ثم توالت المآسي ، وايضا التفجيرات المشبوهه التي انتهت باعلان الاخوان المسلمين جماعة ارهابية في تطور درامي هندي غير جيد الصنع ، ليغلق الباب تماما امام أي حل سياسي يُبنى على تنازل كل طرف عن بعض مطالبه لان ذلك بات يعني الآن تنازل الانقلابيين عن رقابهم بالمحاكمات العادلة . 

والحقيقة الدامغة ان تفوق الاخوان على الارض هو الذي جعل فرصة التيارات الاخرى في الوصول الى الحكم عبر صناديق الاقتراع شبه معدومه ، فكان اختيارهم السفيه هو القضاء على خصومهم السياسيين قضاء تاما لتخلو الساحه لهم بعد أكبر عملية تشويه لفصيل سياسي يشهدها القرن الجديد . 

ومن الواضح ان اعلان التحالف الوطني لدعم الشرعية ( المتأخر ) بمقاطعة الدستور جاء بعد فشل كل الحلول التفاوضيه ، ومن الواضح ايضا ان رؤوس اموال متطرفه هي التي تقود المشهد المصري ، وهؤلاء بالطبع يودون استعادة ما انفقوه من اجل اسقاط التجربة الديمقراطية في مصر بالارباح التي اعتادوا عليها ، ولن يتسنى لهم ذلك في ظل اي حل توافقي يسمح للطرف الآخر بمساحة تواجد ترضيه . 

وللمرة الأولى يعلن فيها الجيش عن حجم قواته التي ستنتشر على الارض ضد كل الاعراف العسكرية ، وعكس ما تم في جميع الانتخابات السابقة ، ثم ابهرونا برداء السلاحف الحمراء التي ستبث الرعب واليأس في قلوبنا اثناء الاستفتاء .

وكما قال الشاعر العربي القديم : ياااااااااااامي يااااااااامي انا خفت خلاص 

واخيرا خرج قائد الانقلاب المفدى من مخبئه ليطلب من النساء الناجيات من الاعتقال والاغتصاب والتحرش والسحل بتأييدهم لقيادته الرشيدة ان يخرجوا مصطحبين كل الرجال الخاضعون لسلطانهن الى يوم ( الزينة ) الجديد ، يوم الاستفتاء . 

ويوم الزينة كما اخبرنا القرآن هو الموعد الذي ضربه الفرعون لموسى متحديا اياه بجمع كل ساحر عليم ، وهو يوم من ايام الصراع التقليدي بين فسطاط الحق وفسطاط الباطل ، وفيه حدثت المفآجاة التراجيدية بتحول السحرة الى الايمان ، وخزلان الفرعون المتجبر على سنة خالقه في الكون ان الارض يرثها عباده الصالحين . 

فهل يحمل يوم الزينة الجديد مفاجأة مماثلة فيتحول سحرة الفرعون الجديد من الكفر الى الايمان ، ويخرج من هذا الجيش من ينتصر لمصر المكلومه في نخبتها بانتصاره للحق الذي لا تخطئه نفس مؤمنه ، والحق أحق ان يتبع . 

بسم الله الرحمن الرحيم 
" ولكم في القصاص حياة يا أولي الالباب " 
صدق الله العظيم 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق