الأحد، 5 يناير 2014

بنتسلم تسليم أهالي والسبب .. ذاكرة السمكة

هل تذكرون هذا الخبر 
بل تلك الصدمة المفجعة 

حين كشفت بعض الوثائق الصادرة عن موقع ويكيليكس عن أن يوسف بطرس غالي وزير المالية الأسبق فى عهد النظام السابق تم تجنيده في صيف عام 1979 للمخابرات المركزية الأمريكية ليتجسس على الرئيس الراحل أنور السادات الذي وقع معاهدة السلام مع إسرائيل .

وبمجرد اندلاع مظاهرات 25 يناير قام يوسف بطرس غالي ببيع كل أملاكه حتى أنه باع قصره الكائن بالعقار رقم 12 تقاطع شارع المرعشلي مع شارع طه حسين بحي الزمالك و جمع ما خف وزنه وغلا ثمنه وهرب 65 مليون دولار أمريكي كانت موزعة على عدد من البنوك المصرية وحولها على صناديق أرصدته الحقيقية التي تجاوزت طبقا لأرقام البنك المركزي الأمريكي الفيدرالي 9 مليارات دولار أمريكي في بنوك "باركليز" و"كريديت سويس" و"إتش إس بي سي" فروع نيويورك حتى إنه لم يترك مليمًا واحدًا في حساباته البنكية التي أغلقت تمامًا في صباح الاثنين 7 فبراير .

وغادر غالى مصر صباح يوم 11 فبراير 2011 قبل قرار التنحي بساعات إلى لبنان على متن الطائرة المتوجهة لمطار لبيروت التى كانت الرحلة الأخيرة في ملف غالي في مصر، فقد انتهت وأسدل الستار عليها رسميًا بعد أن استمرت من صيف 1979 حتي صباح 11 فبراير 2011 كعميل يتبع أخطر وحدات المخابرات المركزية الأمريكية المعروفة باسم "إن سي إس" أو الخدمة السرية القومية والتي يتبع لها قسم التجسس على وزارات المالية بالعالم وفيها يخدم أفضل العناصر الأمريكية من حيث التدريب والتأثير والاقتراب من مصادر المعلومات بالعالم . 


واللافت في هذه القضية امران 


اولاهما ان مبارك الكنز الاستراتيجي كان يعلم بحقيقة عمل يوسف بطرس غالي لحساب الـ CIA حيث قدم اليه اللواء علاء الويشي تقريرا مدعما بالادلة يثبت ذلك - ويبدوا ان المخابرات العامة المصرية هي الجهاز الذي مازال يحتفظ ببعض الشرفاء بدليل التفجير الاخير في جراشة من بعد حادث السير لمندوبه في جنوب سيناء -  فما كان من مبارك الا ان قام بترقيته ليتولى حقيقبة وزارية من أهم الحقائب في مصر .


ثانيهما - وهو الأهم من وجهة نظري - ان الجاسوس يوسف بطرس غالي اعتذر عن الانضمام الى حكومة أحمد شفيق المُشكلة يوم 28 يناير 2011 بعد ان عرض عليه سيادة الفريق المعتمر بإذن الله في أبوظبي الاستمرار وزيرا للمالية .


ولهذا العرض من شفيق ولهذا الرفض من بطرس عدة دلالات 


العرض يثبت ان مبارك كان مازال يطمع في الاستمرار ممثلا للحكومة الاميركية في حكم مصر بعد ان يجتاز هوجة يناير ، ويبقى ان الجاسوس بطرس كان يُبدي تحمسه لملف التوريت ، وما اكثر قراراته الاقتصادية التي حملت مجاملات لرجال اعمال الحزب الوطني فتوحشت ثرواتهم 


اما الرفض فيعني ان امريكا كانت تدفع يوم 28 يناير الى تحطيم نظام مبارك ، وان غالي كان يعلم ذلك ، بينما كان نظام مبارك في هذا الوقت مازال يحمل بعض جينات البقاء ولا ننسى تأثير خطاب المسلماني العاطفي والذي كاد ان يفرغ ميدان التحرير لولا تسرعهم في احداث معركة الجمل ، ولولاها ربما كان السيسي يؤدي التحية العسكرية لجمال مبارك الآن ، وهل ننسى خطاب اوباما العاطفي ايضا حين قال لمبارك الآن تعني الآن ، وبدا اوباما عاشقا لتراب مصر ممجدا لشبابها ، وبالمناسبة هم من يقتلون في شوارعها الآن في ظل انشغال اوباما بملاطفة رئيس وزراء الدنمارك ربما ، ويال الزانية اميركا التي اسكرت بخمرها العالم !!!!!!! . 


ولكن هل كان الامر الذي يُدركة الجاسوس بطرس غالي حين باع كل شيء يمتلكه في مصر وسحب كل قرش له في بنوكها هو قرب تحطم نظام مبارك فقط ام تحطم مصر بالكامل ؟ 



للاجابة على هذا التساؤل تخيل انك جرحت ذئبا بنصل لم يقتله بل تركت له الوقت الكافي كي يداوي جرحه 
وتخيل ايضا انك اطلقت اسدا شابا ولد في الاسر ليمرح في الغابة يوما أو بعض يوم ثم اردت ثانيا ان تأسره 

ان الذئب الذي جرح وتعافى هو نظام مبارك واجهزته 
والاسد الذي يُعاد ثانية الى الاسر هم شباب مصر الحُر 
الطبيعي ان ينشأ صراع شرس ، والمراد ان ينشر هذا الصراع الفوضى العارمة في مصر قبل ان يأتي المُخلص اليهودي وفقا للخطة الموضوعة بعناية و تطبيقا للبروتوكول الخامس عشر الذي يقول : 

سنعمل كل ما فى وسعنا على منع المؤامرات التى تدبر ضدنا حين نحصل نهائياً على السلطة , متوسلين إليها بعدد من الانقلابات السياسية المفاجئة التى سننظمها بحيث تحدث فى وقت واحد فى جميع الأقطار , و سنقبض على السلطة بسرعة عند إعلان حكومتها رسمياً أنها عاجزة عن حكم الشعوب , و قد تنقضى فترة طويلة من الزمن قبل أن يتحقق هذا , و ربما تمتد هذه الفترة قرناً كاملاً , و لكى نصل الى منع المؤامرات ضدنا حين بلوغنا السلطة سننفذ الإعدام بلا رحمة فى كل من يشهر أسلحة ضد استقرار سلطتنا

ولست ارانا الا ماضون صوب تلك الهاوية مادمنا نصر على الاحتفاظ بذاكرة السمكة 
لست ارانا الا ماضون صوب تلك الهاوية مادامت نخبتنا قد باعت اسلامنا وتقاليدنا العربية الراسخة 
ولا حول ولا قوة الا بالله 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق